قصص دينية للأطفال عن آداب الدعاء

اقرأ في هذا المقال


الدعاء هو الطلب والرجاء من الله تعالى لكي ييسر الله الأمور ويفرجها على عباده، وللدعاء أهمية عظيمة في حياة المسلمين، والدعاء الذي يكون في ظهر الغيب هو أكثر دعاء استجابة، وقد يكون للدعاء أوقات وزمان مستحبة، ومن هذه الأوقات ساعة مباركة يوم الجمعة ويوم عرفة وكذلك في الأعياد.

قصة الجد الذي يدعو لأحفاده

كان عقد قرآن خالد وديما وكان يومًا مليئاً بالفرج والسرور وقرر الجد أن يدعو لأحفاده وأن يقولوا آمين بعده، وفي هذا الوقت قال الجد: “اللهم بارك لهما وبارك عليهما وارزقهما بالذرية الصالحة”.

في هذه الأثناء وبينما أكمل الجد الدعاء، سأل أحد الأحفاد الجد لماذا يجب الدعاء يا جدي؟

أجاب الجد: لأن الدعاء سنة نبوية يا بني، فالدعاء هو وسيلة للتوسل لله أن يحقق ما نتمنى.

قال الحفيد: وهل الدعاء له أحكام وشروط يا جدي.

قال الجد: أجل في البداية يجب التسمية، ومن ثم الصلاة على النبي عليه أفضل الصلاة والسلام، ومن ثم نقوم بالدعاء ونحمد الله على هذه النعمة ونصلي على خير البشرية سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم. ثم نبدأ بالدعاء وليس بالضرورة أن يكون الدعاء بالحفظ؛ لأنه من الممكن أن يدعو بكلمات تكون مناسبة، كذلك من شروط الدعاء أن يلحّ الداعي بالدعاء والتوسل إلى الله.

قصة الإسكافي والدعاء

كان هناك مدينة صغيرة فيها ممن يوصفون بالتقوى، وفي يوم بينما أصاب المدينة القحط والجفاف، خرج أهل المدينة الصالحين الكبار والصغار الرجال والنساء للأرض القاحلة، وأخذوا يدعون الله ويتوسلون إليه أن يسقيهم المطر.

في المساء ذهب رجل يدعى أبو عبد الله إلى المسجد ليصلي العشاء، وعندما انتهى من الصلاة، اتكأ على سارية وبينما هو جالس كذلك، جاء رجل أسود اللون ويبدو عليه التعب وبينما كان المسجد مظلم لم يعرفه أبا عبد الله، وكذلك فإن ذلك الرجل لم ينتبه لوجود أبا عبد الله بالمكان.

فرفع الرجل يديه وقال: “يا الله يا الله يا رب يا رب لقد خرج أهل المدينة الصالحين يستسقوك يا رب يا رب أقسم عليك يا الله أن تسقينا المطر في هذه الساعة يا الله”.

يقول أبو عبد الله فقلت في نفسي: هذا الرجل المجنون كل أهل المدينة خرجوا يدعون ويتوسلون إلى الله فما تنفع دعوته! ويقول أبو عبد الله والله ما أنزل الرجل يداه حتى سمعت صوت الرعد، وما إن خرج الرجل من المسجد حتى رأى المطر وقال يا رب من أنا حتى تستجيب لي الحمد لله، الحمد لله لك يا رب، فأنا عبدك الفقير أحمدك يا الله على نعمة استجابة الدعاء.

وما أن عاد الرجل لبيته حتى تبعه أبا عبد الله وأخذ يبكي بكاءً شديداً، يقول وانتظرت حتى أشرقت الشمس ودخلت على بيت ذلك الرجل واندهشت عندما اكتشفت أنه الإسكافي الذي يصلح بعض الأحذية في المدينة.

قال أبو عبد الله: لقد رأيتك ليلة البارحة، ألست أنت ليلة البارحة كنت تدعو بالمسجد، وقد استغربت عندما أمطرت السماء وقررت أن أتبعك وأعرف مكانك ومن أنت.

غضب الإسكافي غضبًا شديداً وقال: ما شأني وما شأنك أيها الرجل، ما الذي جعلك تتبعني يا أبا عبد الله، فحاول أبو عبد الله أن لا يتكلم أو يتفوه بكلمة وقال: “سأقطع الشر وأخرج”.

فحدث أبو عبد الله بعض الناس عما رأى وسمع فأتت عجوز وهي حزينة وقالت: يا أبا عبد الله سامحك الله منذ أن جئت للإسكافي وتكلمت معه قام بجمع كل ما في بيته ورحل من هنا وتوارى عن الأنظار وعن الوجود، ومن هنا نعرف سبب غضب الإسكافي أنه أراد أن يظل ما فعله سراً بينه وبين الله، وإن الدعاء والإلحاح هو من مسببات استجابة الدعاء وخاصة أن الرجل الإسكافي كان يدعو وحده وسراً.


شارك المقالة: