الأنانية هي من الصفات المنفرة في المجتمع ومنها رغبة الشخص المتصف بالأنانية بحب الامتلاك لكل شيء، وتعتبر هذه الصفة آفة خطيرة على أفراد المجتمع. وهناك من يحمل هذه الصفة لحدوث نقص مادي أو معنوي ويسعى لهذه الصفة للفت انتباه الأشخاص نحوها.
قصة سعاد وصديقتها عن الأنانية
سميرة وسعاد صديقتان تعيشان في نفس الحي القريب من البيت، حيث أنهما تذهبان في كل صباح للمدرسة سوياً، وفي يوم من الأيام قررت المدرسة بأن تعرض مسرحية خاصة بهذه المدرسة مثلما اعتادت المدرسة في كل عام وهي عرض مسرحية سنوية في تلك المدرسة.
في ذلك الوقت اختارت المعلمة سميرة وسعاد لتقدمان تلك المسرحية بالإضافة الى عدد لا بأس به من الطالبات، أعطت المعلمة الدور المناسب لكل من سعاد وسميرة.
في تلك الفترة قررت الصديقتان أن تتدربا على المسرحية في بيت والدة سعاد لتدربهما على تلك الأدوار التي منحتهما إياها المعلمة، بالفعل ذهبت الصديقتان تعملان كل ما بوسعهما لتظهران كممثلات بارعات.
سعاد شاهدت والدتها قد استمتعت بالدور الذي قامت به سميرة أكثر مما استمتعت بدورها، الأمر الذي جعلها تشكي لولدتها هذا الأمر، والأم بدورها قالت لها يا بنيتي أنا استمتعت بدورك كثيرا لأنني قد سمعت الدور منك لأكثر من مرة فأنت تحفظين الدور من البداية أما صديقتك سعاد فقد كانت تحاول حفظه وعندما حفظت الدور استمتعت به.
في تلك الأثناء دخلت سميرة غرفة والدها حزينة وتشتكي لوالدها، فسألها والدها عن السبب الذي جعلها حزينة مما اضطرها أن تتحدث مع والدها عن السبب الحقيقي وراء حزنها في ذلك الوقت طلب منها أن تتريث في حكمها على والدتها وسألها عن المسرحية التي سيقدمانها.
في تلك الفترة قالت سعاد: إن المسرحية هي من إحدى مسرحيات شكسبير القديمة والمعلمة تطلب منهن أن يرتدين ثياب قديمة تمثل ذلك الزمن وهو زمن شكسبير .
بالفعل غاب والد سعاد وما لبث أن عاد ومعه تلك الثياب التي يرتدينها تلك الفتيات، بدأت سعاد تختار ما تريد من الملابس دون مراعاة لصديقتها سميرة ماذا سترتدي، فقد اختارت ثياب جميلة وتركت لصديقتها سميرة ثياب بالية وغير جميلة، وقد أخذت ترتدي بالثياب أمام والدتها، ورأت والدتها ما تركت بنتها سعاد من ملابس لصديقتها سميرة وأخبرتها لماذا لم تتركي لها سوى هذه الثياب البالية.
في تلك اللحظة ذهبت سعاد وتحدثت مع صديقتها سميرة بالهاتف وأخبرتها بأن والدها قد أحضر لهما ثياب المسرحية، وأنها تتمنى أن تأتي وترتدي تلك الثياب، بالفعل ونظراً لظروف سميرة المادية فرحت وأتت لترى تلك الملابس وعندما وصلت سميرة ووجدت ما تركت لها صديقتها سعاد من ملابس فانتابها الحزن؛ لأن سعاد لم تترك لها سوى الملابس البالية.
والأم تدخلت في تلك اللحظة خاصة عندما رأت ما تركته ابنتها لصديقتها، لكن سعاد لم تكترث بكلام والدتها، وقالت: أريد أن أكون أجمل من تمثل على خشبة المسرحية.
طلبت الأم منها أن لا تكون أنانية مع صديقتها ومع هذا لم نلتفت سعاد لكلام والدتها وأخبرتها بأن والدها هو من ابتاع تلك الثياب ومن حقها أن تلبس ما تشاء.
جاء يوم العرض للمسرحية ووالد سعاد كان فرحاً بهذا اليوم، وأحذ إجازة وذهب ومعه الكاميرا الخاصة به ليصور ابنته وصديقتها في أثناء ارتدائهما للملابس، ونادى على سعاد وصديقتها ليرى كيف هي الملابس عليهما وعندما رأى الملابس على ابنته فرح ولكنه عندما رأى صديقتها سميرة، نادي ابنته سعاد ليتحدث معها حديثًا جانبيًا وقال لها لماذا فعلت ذلك يا بنيتي فأنا لم أعهدك بتلك الأنانية؟
قالت سعاد: ماذا فعلت يا والدي العزيز؟
الوالد: لقد اخترت كل الملابس الجميلة والنظيفة والغالية وتركتي لصديقتك سميرة الملابس البالية، لم تتركي لها شيئاً جميلاً لترتديه؟
فكرت سعاد بكلام والدها، وقال لها والدها لو كان وضعك المادي بهذه الهيئة أكنت تقبلين أن تترك لك هذه الملابس؟ أجابت سعاد والدها بالطبع لا أرضى.
الأب: ألا تظنين أن هذه أنانية منك يا سعاد؟
سعاد: أعتذر يا والدي منك ومن صديقتي، فأنا لا أحب أن أكون أنانية، وخلعت سعاد العباءة الخضراء والمصنوعة من الحرير وأعطتها لصديقتها سميرة.
جاء وقت العرض وكانت كل واحدة من هاتين الصديقتان تبدوان بأجمل صورة من ناحية الملابس ومن ناحية الدور الذي قامتا به الصديقتان الحميمتان.
فرج والدي سعاد بإبتهما وصديقتها وصفقا كثيراً للدور الذي قامتا به، وانتهت المسرحية وهما صديقتان.