قصة دينية للأطفال عن البخل وأثره في المجتمع

اقرأ في هذا المقال


البخل عكس العطاء والكرم، وهي صفة منبوذة في المجتمع الإسلامي والمجتمعات الأخرى؛ لأن البخل يعني المَنع من التمتع بما رزق وأعطى الله، وقد أمر الله تعالى إلى إظهار نعمته على عباده، حيث قال تعالى: “وَلا تَجْعَلْ يَدَكَ مَغْلُولَةً إِلَى عُنُقِكَ وَلا تَبْسُطْهَا كُلَّ الْبَسْطِ فَتَقْعُدَ مَلُوماً مَحْسُوراً”، سورة الإسراء صدق الله العظيم.

قصة دينية للأطفال عن البخيل أبو الرؤوس وكيف تحول لرجل كريم

في بلدة من البلدان كان هناك رجل بخيل يعيش حياته على شراء رؤوس الماعز؛ لأنها رخيصة وكذلك لا يشتري لأبنائه إلا أرخص الملابس وتكاد تكون باليةً وكذلك لزوجته، ولقد كان يملك الكثير من المال ويدّخِره ولا يحاول التمتع بالمال مع أبنائه وزوجته بما مَنحه الله.

لقد كان ذلك البخيل يمتلك من العقارات ما يكفيه ويكفي عائلته، وكان في نهاية كل شهر يجمع الأموال بدل الإيجارات ويحاول دائما أن يدخر ويُخبأ الأموال، ولكن كان في نهاية كل شهر يذهب للسوق لشراء رؤوس الماعز؛ ولذلك كان يُلقَّب بأبي الروؤس.

وفي يوم من الأيام ذهب ذلك البخيل ليجمع الإيجارات التي تأتيه من العقارات، لكن هناك أحد المستأجرين رفض إعطاء ذلك البخيل المال، وكان المستأجر قد اختبأ خوفا منه، وفي تلك الفترة قرر البخيل الذهاب للمسجد لينتظر ذلك المستأجر ليأخذ منه المال لأنه يعف أنه لا يُفوّت الصلاة.

فجأة جاء رجل غني للمسجد وأحضر الكثير من الطعام والشراب، وكان قد دعا الكثير من الرجال لحضور الوليمة، وبينما كان الرجل الغني يُحضّر لتلك الوليمة إذ به يَلمح وجود البخيل جالساً، فقام الغني ودعا أبو الرؤوس للوليمة.

وفي تلك الأثناء جاء أبو الرؤوس لتلك الوليمة، وجاء في تفكير ذلك البخيل أن يسأل صاحب الوليمة عن سبب الوليمة، ومن أين جمع ذلك المال ليقوم بمثل هذه الوليمة الكبيرة؟

صاحب الوليمة بدوره أجاب الرجل البخيل: لقد تزوجت ثلاثة نساء وكانت كل واحدة منهن متزوجة ولديها ميراث من زوجها، الأمر الذي جعلني غني، لكن هناك زوجة رابعة انتظر زوجها حتى يموت وأتزوجها؛ لأنهم يقولون بأن زوجها يَملك الكثير من المال.

وفي تلك الأثناء سأل الرجل البخيل عن اسم ذلك الرجل إن كان يعرفه.

وأجاب صاحب الوليمة: أنه رجل يقال له أبو الرؤوس.

اندهش أبي الرؤوس مما سمع، مما اضطره لأن يخرج من الوليمة ويستقل سيارة أجرة مع أنه كان يسير دائما على أقدامه توفيراً للمال، ثمّ ذهب للسوق وأخرج مال واشترى سيارة خاصة به واشترى كل ما لذَّ وطاب من السوق، وعندما وصل البيت نادى على زوجته وأبنائه، وفي البداية  ظنت الزوجة والأبناء بأن ذلك الرجل كعادته جاء بالرؤوس للبيت وكذلك بالملابس المُهترئة.

لكنه نادى عليهم هذه المرّة بصوت مرتفع: هيا تعالوا وانظروا ماذا اشتريت وطلب منهم أن يذهبوا للاستحمام، ويلبسوا كل الأشياء الجديدة التي أحضرها لهم ويأكلوا من أجود الطعام.

لم تصدق المرأة الخبر لا هي ولا أبناءها، وهكذا فقد فرح الجميع بما حدث مع ذلك البخيل وتغيرت حياة الزوجة وتلك العائلة، وعاش أهل البيت بهناء وسعادة.

قصة دينية للأطفال عن ابن البخيل كيف عاش وما الذي غير حياته

كان خالد يدرس في مدرسة، حيث يستمتع بمدرسته التي فيها من الأصدقاء المحبين له وكذلك المعلمين المُحبين له، وفي تلك الأثناء كان هناك زميل في المدرسة ليس لديه سوى حذاء مهترئ يلبسه باستمرار، وعندما يراه الطلاب يضحكون ويستهزؤون منه وكانوا ينادونه  عندما يدخل الصف جاء الطنبوري، والطنبوري  رجل عرف عنه بالبخل وبحذائه والذي كانت تعرفه البلدة بذو الحذاء نتن الرائحة.

وفي يوم من الأيام سمع الأستاذ ما يتحدث به طلاب الصف مما جعله ينادي على ذلك الطالب، واستاء الأستاذ مما سمعه من الطلاب، وسأل خالد لماذا تضحكون من صديقكم في الصف إن هذا غير جائز، وأضاف أنه من الممكن أن يكون والد ذلك الطالب غير مُقتدر، لكن خالد أجاب بأن والد الطالب لديه الكثير من المال، لكن بخله يحرمه وأبنائه من التمتع بتلك الأموال.

ثمَّ طلب الأستاذ من خالد أن يأتي بذلك الطالب عنده في غرفة المعلم، وعندما جاء ذلك الطالب كان شعره يبدو عليه أنه لم يغسله منذ سنة ولم يذهب للحلاق في حياته ولا مرة، الأمر الذي جعل الأستاذ يسأل ذلك الطالب، ما هو وضع والدك المالي؟ هل حالتكم الى تلك الدرجة سيئة يا بني؟

أجاب الطالب: إن والدي لديه الكثير من الأموال والعقارات، لكنه لا يستطيع شراء ما نتمناه؛ لأنه يقول دائمًا يجب أن نسير على المثل القائل: “ادخر قرشك الأبيض الى اليوم الأسود”، لذلك فقد تعلمنا أنا وأخوتي بأن نحافظ على المال؛ خوفًا من أن يأتينا يوما لا نستطيع أن نشتري فيه شيئًا.

في تلك الفترة طلب الأستاذ من الطالب بأن يُحضر والده معه في اليوم التالي، وأن يقول له بأنه يريد أن يراه في أقرب وقت ممكن.

وبالفعل في اليوم التالي جاء والد ذلك الطالب بملابس مهترئة وحذاء رائحته كرائحة البصل المتعفن لدرجة أن الأستاذ لم يتحمل الرائحة، وطلب من الرجل بأن يجلس، فجلس الرجل بعيداً؛ لأنه اذا اقترب سيصاب الأستاذ بحالة إغماء.

وبالفعل قاوم الأستاذ تلك الرائحة وسأله: لماذا لا يهتم بملابسه وكذلك لا يهتم بأبنائه أكثر، مع أن الله أنعم عليه بالنعم الكثيرة، وقال له ألم تعلم بأن الله تعالى قد دعا لأن يُظهر الإنسان أثر نعمته عليه، وصفة البُخل منبوذة وهي ليست من صفات الإنسان المسلم.

لم يكن من ذلك الرجل الا أن أجاب بنفس الجواب الذي أجابه به ابنه، لكن الأستاذ وضح له حقيقة ونتيجة ما يقوم به من البخل، وأن في عمله هذا يخالف الشريعة الإسلامية، وأن الله سبحانه وتعالى يحب أن يرى أثر نعمته على عباده، وأخذ ينصحه بالرفق واللين حتى استجاب الرجل للنصيحة.

وقال له الأستاذ أنه يجب عليه أن يذهب بابنه عند الحلاق، ويقصّ شعره وشعر ابنه الذي لا تظهر عليه أثر النعمة من النظافة والترتيب.

وفي اليوم التالي جاء الطالب “الطنبوري” ولم يَعرفه أحد من أصدقائه، حيث الشعر المرتب والملابس الجميلة وكذلك الحذاء الجديد والنظيف، ثمّ جاء والده الى الأستاذ وشكره على ما قدم له من نصيحة، وقد جاء ابنه للمدرسة بكل ثقة، وكذلك زادت رغبة ابنه في الدراسة بعد أن كان لا يهتم بدراسته.

ثمّ جاء خالد وأصدقاءه والتفوا حوله وباركوا له بالحذاء الجديد وبالملابس والحقيبة الجديدة، وذهبوا للّعب معه دون تذمر.


شارك المقالة: