التبرج هو إظهار الزينة ومفاتن المرأة للرجل الغريب، ومنها الخروج بدون حجاب أو أن تقوم المرأة بلبس الملابس الشفافة الماسكة لجسمها وغير الفضفاضة دون مراعاة لأمور الشريعة الإسلامية ولسنة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم.
قصة دينية للأطفال عن التبرج وأثره في المجتمع
هناك فتاة عاشت حياتها مع والديها وأقاربها في دولةٍ غربية، الغريب في الأمر أنّ والدة الفتاة قد خلعت الحجاب لأنها عاشت في تلك الدولة الأجنبية.
الفتاة بدورها عاشت حياتها بشكلٍ طبيعي ولم تشعر بأي ذنب تقترفه، فالفتاة لم تكن تعرف أنّ خلع الحجاب محرم وأنّ الحجاب فرض واجب على كل مسلمة خاصة إذا ما بلغت تلك الفتاة سن البلوغ وأنه يجب عليها أن لا تظهر زينتها إلا وجهها ويديها إلا لأقاربها؛ لذلك كانت الفتاة ترتدي الملابس الشفافة الضيقة التي تصف جسدها دون معرفة ما تقترفه من ذنب بسيرها في الطريق على هذه الهيئة.
كانت الفتاة سعيدة في حياتها إلى أن عرفت أن هناك خالة لها تسكن في نفس تلك البلد، وقررت أن تزورها اندهشت عندما رأتها ترتدي الحجاب، وعندما أرادت العودة للبيت أعطتها خالتها شريط وفي الشريط درس عن لبس الحجاب وأهميته للفتاة المسلمة.
عندما عادت تلك الفتاة إلى البيت قررت أن تسمع الشريط في المرة الأولى لم تهتم تلك الفتاة بما قاله الشيخ، وسمعته مرة أخرى ولم تهتم أيضاً فلم يحرك الحديث لذلك الشيخ عند تلك الفتاة أي شيء.
في المرة الثالثة دخلت الفتاة غرفتها وأغلقت الباب على نفسها وقررت أن لا يكون عندها أي ضجيج خارجي أو داخلي، فسمعت الشيخ ودخلت كلماته قلبها وعقلها وقد شعرت بالضيق النفسي؛ لأنها لم تلتزم بالإسلام وتعاليمه.
وفي يوم من الأيام ذهبت تلك الفتاة للمدرسة ووجدت صديقتها المسلمة قد ارتدين الحجاب الأمر الذي أدهشها وجعلها أكثر حماساً لما كانت تفكر به، حيثُ ذهبت لتلك الفتاة واقتربت منها وباركت لها لكونها تحجبت ولم تهتم بكلام غيرها كونها تقطن في بلد غربي وليس من السهل اتخاذ مثل تلك الخطوة.
ثم سألت صديقتها: ما هي ردة فعل والديها بارتداء الحجاب؟
أجابت صديقتها: في البداية اعترض والدي على ارتدائي للحجاب، لكنهم في النهاية اقتنعوا ووافقوا على فكرة ارتدائي للحجاب.
لقد كان لكلام الصديقة وقع في عقل وقلب تلك الفتاة وأخذت تفكر في كلام صديقتها، وكذلك فكرت بكلام ذلك الشيخ.
وأخذت تسأل نفسها: ما السبب وراء أن أسمع كلام الشيخ عن الحجاب وصديقتي التي ارتدت الحجاب يبدو أنّ هناك سبب حقيقي يجعلني أسمع عن الحجاب وأهميه في نفس الوقت. في الحقيقة أن هناك بوادر خير تلامس تلك الفتاة المسلمة.
وهي أن الله سيهدي تلك الفتاة لما فيه خير، عندما عادت الفتاة للبيت أخذت تنظر لنفسها بالمرآة وتبكي بكاءً شديداً، في اليوم التالي سارت الفتاة في الشارع ورأت نظرات الناس اليها وكان شعوراً غريباً وهي نظرة الناس إليها مع أنها كانت منذ زمن طويل وهي تسير في نفس اللباس، لكنها أدركت في هذه المرة أنها لا تتحمل نظرات الناس إليها وهي متبرجة.
عادت تلك الفتاة للبيت وهي تحمل حجاباً، الذي اشترته لتغطي شعرها عن الناس، لكن الأم عندما رأتها عنفتها وغضبت منها وقالت لها: اخلعيه الآن ما هذا لماذا ترتدينه؟
الفتاة بدورها رفضت وأصرت على ارتدائه وأنها لن تذهب للمدرسة من اليوم دون حجاب الأمر الذي زاد من غضب الأم، تركت الأم ابنتها ترتدي الحجاب وتذهب للمدرسة، ورأت صديقتها التي ارتدت الحجاب قبل يومين، لقد باركت لها صديقتها ارتدائها الحجاب وهنأتها؛ لأن الله قد اختارها لتكون من بين الذين هداهم الله.
قالت الفتاة: إن والدي لم يقتنعوا بارتدائي للحجاب ومن الممكن أن لا تطول فترة ارتدائي للحجاب، عادت الفتاة للبيت وهي ترتدي الحجاب لكن والديها دخلوا اليها وطلبوا منها أن تخلع الحجاب، لكن هذا زاد من إصرار تلك الفتاة الأمر الذي جعل والديها يائسون من تلك الفتاة وأن الفكرة دخلت لقلبها وعجزوا عن اقناعها في تركها للحجاب.
مرت أيام وسنوات وبقيت الفتاة ثابتة على رأيها وبقيت تطلب من الله أن يثبتها على الايمان وأن يثبتها على هذه الخطوة المهمة في حياتها وقد سمع الله لنداء تلك الفتاة حتى أصبحت أكثر التزاماً بأمور الدين من ناحية الصلاة والصوم وأخذ من يحبها يبارك لها ثباتها على الدين وأنها لم تعد تخرج متبرجة بالرغم على ما كان يحيط حولها من معارضة لارتدائها الحجاب وعدم خروجها متبرجة. وهكذا “إنك لا تهتدي من أحببت ولكن الله يهدي من يشاء”.