قصة دينية للأطفال عن التذمر والشكوى

اقرأ في هذا المقال


التذمر والشكوى من الأمور التي نهى عنها الإسلام؛ لأن هاتين الصفتين فيهما اعتراض عما قدر الله سبحانه وتعالى للشخص المتذمر والكثير الشكوى من حياته للناس، لقد منَّ الله تعالى على الإنسان نعمة التفاؤل بالحياة.

قصة المرأة كثيرة التذمر والشكوى

في بلدةٍ صغيرةٍ كان يُعرف فيها الصغير الكبير والقريب والغريب، كانت هناك امرأة كبيرة في السن وكان من بين الصفات التي لا يحبها أهل البلدة بتلك المرأة العجوز أنها دائمة التذمر والشكوى، بالإضافة إلى أنها كانت تصف نفسها بأنها أتعس امرأة على الأرض من بين البشر.

بقيت العجوز على ذلك الوضع لسنوات طويلة حتى أن سكان البلدة قد سئموا منها ذلك؛ لأنها لم تتوقف يوماً عن التذمر والشكوى فقد كانت توصف دائماً بأنها العجوز ذات المزاج السيء.

حتى أن الناس في البلدة كانوا يحاولون تجنب تلك السيدة العجوز قدر الإمكان، فكثر تذمر تلك العجوز وقد أصبح وكأنه مرضاً معدياً لمن يراها أو يسير معها فهي لا تكلّ ولا تملّ من كثرة الشكوى والتذمر بالفعل لقد أصبح أهل القرية يتجنبون ذلك المرض المعدي.

بالفعل لقد حاول الناس في البلدة عندما يرونها يطأطؤون رؤوسهم خوفًا من أن تراهم تلك السيدة؛ لأن الناس قد أصيبوا بحالة من الكآبة والحزن وذلك بسبب شكواها وتذمرها اللذان لا ينتهيان.

وفي يومٍ من الأيام وقد كانت العجوز في الخامسة والثمانون من عمرها، انتشرت الشائعة المنتظرة من أهل البلدة مفاد تلك الشائعة بأن العجوز في هذه الأيام سعيدة، لم يصدق أهل البلدة الخبر فاجتمع أكثر أهل تلك البلدة أمام بيت العجوز ليروا صحة الخبر السعيد.

بالفعل لم تمضي دقائق قليلة حتى تجمهر الناس أمام بيتها فاندهش الجميع لما رأوا  من بشاشة في وجه تلك العجوز، وقد وجدوا في وجهها وجهٍ مشرق وابتسامة عريضة قد رُسمت على وجه تلك العجوز.

سأل أحد أهل تلك البلدة العجوز: ما الخطب ماذا حل بك أيتها العجوز؟

أجابت العجوز وهي مبتسمة قائلة: لقد كنت كثيراً ما أطارد السعادة وأبحث عنها لكني عندما يئست من البحث عنها قررت بيني وبين نفسي بأن لا أبحث عنها فتحولت من امرأة تبحث عن  السعادة إلى امرأة دائمة الشكوى والتذمر.

وأخيراً وعندما وصلت الثمانين من عمري ولم يغير عليها شيء قررت أن أعيش الباقي من حياتي في ابتسامة دائمة وأن أعيش ما تبقى في تلك الحياة لأكون سعيدة لعل حياتي تتغير.

الحكمة من هذه القصة: “لا تطارد السعادة، وبدلاً من ذلك عش حياتك واستمتع ما فيها من أيام”.

قصة الرجل الحكيم عن التذمر والشكوى

في قرية صغيرة وبينما كان هناك رجل حكيم يلجأ اليه أكثر سكان القرية ليتحدثوا معه خاصة إذ ما واجهتهم مشكلة ما، وكان الناس في القرية يثقون به وبحكمته على مدار سنوات طويلة، وفي يوم من الأيام جاء لذلك الرجل الحكيم رجال يشكون له سوء حالهم والحظ السيء الذي يلاحقهم.

فكر الحكيم بطريقة ذكية تعلم هؤلاء الرجال كيف ينظرون للحياة من عين فيها الأمل، وأن الحياة ليس كل ما فيها جميل، وكذلك ليس كل ما فيها سيء، جمع الحكيم الرجال عنده وقص عليهم نكتة فضحك الجميع حتى أن عيونهم دَمعت من كثرة الضحك.

ثم عاد وكرر نفس النكتة فلم يضحك منها إلا رجل أو رجلين، وكررها للمرة الثالثة فلم يضحك لتلك النكتة الا رجل واحد.

لكن ما الحكمة التي أراد  أن يوصلها ذلك الحكيم لهؤلاء الرجال؟

ابتسم الحكيم وقال لهم: أتعلمون لماذا كررت عليكم نفس النكتة؟

أجاب الجميع: لا، لماذا أيها الحكيم كررتها؟

الحكيم: إنه من غير المعقول أن تضحكوا على تلك النكتة بنفس الهيئة التي ضحكتم بها في المرة الأولى والثانية والثالثة؛ لذلك كان عليكم أن تدركوا بأنه من غير المنطق أن تستغرقوا حياتكم دائمًا في حالة من الشكوى والتذمر والبكاء من نفس المشكلة وتكررونها، وكان الأولى بكم أن تكونوا متفائلين أكثر من ذلك.

الحكمة التي أراد الحكيم أن يوصلها مفادها بأن القلق وكثرة التذمر والشكوى لا يحلان مشكلة بل فيهما مضيعة للوقت والعمر وهدر للطاقة النفسية التي خلقها لنا بقدر وتوازن.

قصة التاجر والحمار

في يوم من الأيام وبينما كان هناك تاجر في القرية ولديه حمار يحمل عليه البضائع المختلفة ليبيعها، كان يجب على الحمار والتاجر أن يقطعوا النهر، الأمر الذي صَعّب الأمر على الحمار؛ لأن الحِمل الذي كان يحمله ثقيل ولحسن حظ ذلك الحمار أنه كان يحمل السكر على ظهره.

تعثر ذلك الحمار بحجر أدى لإحداث ثقب في الأكياس التي كان يحملها الحمار، في تلك اللحظة فرح الحمار؛ لأن السكر الذي كان ثقيل على ظهره أصبح خفيفاً لأن السكر سقط من الثقب، الأمر الذي جعل السكر يذوب في الماء.

والحمار تعلم درساً أنه كلما حمّله التاجر حِمل ثقيل يأتي من النهر ليقوم بالحيلة نفسها، ويقطع النهر بحمل خفيف، والتاجر بدوره اكتشف أنّ الأكياس تصل فارغة للسوق فقام ذلك التاجر بحيلة حيث وضع القطن بدلاً من السكر أو الملح.

عندما قام التاجر بوضع الأكياس على ظهر الحمار، وكان الحمل ثقيل لكن الحمار كان يتحدث لنفسه يجب أن تتحمل حتى تصل النهر لتقطعه فقد كان يُصبّر نفسه بأن الحمل سيخف عليه عندما يقطع النهر.

بالفعل سار الحمار وقطع النهر وتعثر بنفس الحجر وأحدث ثقب في الأكياس مما جعل القطن يمتص الماء ويزيد الحمل عليه، الأمر الذي جعل الحمار في تلك الفترة في حالة من التذمر والشكوى لقد كان ذلك اليوم هو من أصعب أيام الحمار الذي تعود على الحمل الخفيف والآن جاء الوقت ليحمل على ظهره القطن المبلول بالماء، وهكذا فقد تعلم الحمار درساً أن التذمر لا يفيد في شيء.


شارك المقالة: