قصة دينية للأطفال عن التفاؤل وآثاره

اقرأ في هذا المقال


التفاؤل هو عبارة عن الميل والنظر للجانب الأفضل للأحداث أو الأحوال، وهو وجهة نظر في الحياة والتي تجعل الشخص ينظر للجانب الحسن والجميل، بدلاً من التشاؤم والنظرة السوداوية للحياة، حيثُ قال الرسول الكريم عليه أفضل الصلاة والسلام: “تفاءلوا بالخير تجدوه”.

قصة دينية للأطفال عن التفاؤل وأثره

في يومٍ من الأيام كان هناك رجل يعيل عائلة بأكملها، وكانت تلك العائلة مكونة من امرأة وعدد من الأولاد، وفي ذلك الوقت كان يستجدي قوت يومه من عمل يده، وأثناء عمله جاء قدر الله ليأخذ ذلك الرجل من بينهم ويتوفى.

المرأة بدورها وأبناءها أصابهم الحزن، والأم كغيرها من الزوجات المخلصات عاشت مع أبنائها؛ لتربيتهم تربية صالحة بالرغم من الظروف القاسية التي مرت بها.

لقد عاشت تلك الزوجة حياتها على ذكرى زوجها بالرغم من كل الظروف القاسية، لكنها كانت دائماً تدعو الله أن يغفر لزوجها ويقدرها على تربية أبنائها تربية صالحة دون أن تحتاج لأحد.

عاشت تلك الزوجة في بيتها الذي تركه زوجها لها، بالرغم من كل الهلاك الذي قد أصاب البيت، لكن توكلها على الله ليدبر أمورها هو الذي كان يغنيها عن حاجة الناس والتفاؤل بالمستقبل هو من أغناها عن حاجة الناس وصبرها على فراق زوجها.

الزوجة بدورها كانت تقوم بدور الأب الذي يمنح لهم قوت يومهم، والأم التي تمنح أبناءها العطف والحنان. وكانت ترضى بقضاء الله وقدره بالرغم من كل الظروف الصعبة، لقد كانت تعطيهم كل ما يتمنوه، وكانت تعلمهم عدم الشكوى إلا لله وحده؛ فهو الوحيد القادر على حل مشاكلهم وكذلك تسهيل أمورهم.

في يوم من الأيام وفي جو ماطر جاء المساء لتشتد الرياح وتقوى الأمطار، كانت تلك العواصف ولشدة صوتها تخرج أصواتًا مخيفة وكأنها ستقتلع البيت من جذوره، الأم بدورها بقيت مستيقظة حتى الصباح بسبب أنها كانت خائفة على أبنائها، والبيت الذي كانت تسكنه الأم مع أبنائها كان ضعيفاً جداً لدرجة أن الأم كانت خائفة أن ينهار لكنها لم تظهر خوفها لأبنائها.

وفي أثناء تلك الرياح القوية جاء ببال تلك الأم فكرة، جلبت ورقة صغيرة وكتبت عليها ووضعتها في شرخ موجود في البيت ووضعت فوقها حجر حتى تثبت تلك الورقة، لم يكن أحد رآها سوى ابنها الكبير الذي تظاهر بأنه نائم.

مرت الأيام كبر الأطفال وأصبح الأولاد يافعين وذوي مراكز مرموقة في المجتمع الذي يعيشون به، بالفعل ترك الأولاد البيت وانتقلوا لبيت أكبر وأجمل من الأول، كما انتقلوا مع والدتهم التي أحسنت تربيتهم وعلمتهم أن بالتفاؤل نحصل على كل ما نريد، وبالتوكل على الله، ولقد علمتهم أن الله بيده كل شيء.

تزوج الأبناء وأصبح لديهم الكثير من الخبرات في العمل وأصبحوا من ذوي رؤوس الأموال وأصحاب التجارة، ومرت الأيام والسنوات إلى أن جاء قدر الله وأخذ الأم من بينهم التي قضت حياتها وهي تربي أبناءها أفضل تربية، توفيت الأم وأخذ الأطفال يتذكرون معاناة والدتهم في تربيتهم كما تذكر الأبن الأكبر قصة العاصفة والورقة التي كتبتها والدتهم.

لقد كان قصة الموت نهاية لتلك المرأة الشجاعة والمتفائلة بالأيام القادمة، والتي أفنت حياتها من أجل أبنائها والتي عاشت على ذكرى زوجها.

لم يكن الأخوة يعلمون عن قصة تلك الورقة التي كتبتها والدتهم مما اضطر اخوته أن يسألوه وماذا كتبت أمهم بتلك الورقة؟

أجاب الأخ الأكبر: لم أعرف ما بداخل تلك الورقة.

اتفق الأخوة جميعهم أن يذهبوا للبيت الذي تربوا به ويروا تلك الورقة لمعرفة ما فيها.

ذهب الأخوة للبيت الذي جمعهم وجمع كل الذكريات الحزينة والمفرحة، لقد بدا ذلك البيت مهترئ وآيل للسقوط، في تلك الأثناء ذهب الأبن الأكبر للمكان الذي وضعت فيه الأم الورقة، ووجدها كما هي وعندما أخرج تلك الورقة سقط البيت بالكامل وخرج الأولاد مسرعين وانهار البيت وانهارت ذكرياتهم المؤلمة.

عندما فتح الشاب الورقة وجد أمه كتبت فيها: “فلتصمد أيها البيت بأمر من الله”. لقد رفع الأولاد أيديهم ودعو الله أن يرحم والدتهم كما ودعوا لها بالرحمة والمغفرة ولثقتها بربها وحسن تربيتها بقي البيت وصمد وأصبح أبناؤها من الشباب الذين يُضرب المثل فيهم بين الناس من ناحية الأدب والأخلاق.

لقد عاشت الزوجة متفائلة ومتوكلة على الله الذي حل جميع مشاكلها وهمومها وكانت النتيجة أبناء صالحون متعلمون للثقافة الإسلامية.


شارك المقالة: