التقليد الأعمى هو القيام بأعمال لا يحمد أحياناً عواقب ذلك العمل، فكل شخص في هذه الأرض له طاقته وقدرته لتحمل أعباء تلك التصرفات والأعمال، ومن هنا ندرك أن لكل شخص هويته الخاصة به فلا يجوز لنا أن نقلد دون معرفة النتيجة التي ستؤدي لذلك العمل وهو ما يُعرف بالتقليد الأعمى.
قصة دينية للأطفال عن التقليد الأعمى
في يوم من الأيام قرر الأستاذ أن يأخذ طلاب الصف السابع في رحلة جميلة ممتعة ومفيدة في نفس الوقت، حيث كان من بين هؤلاء الطلاب أحمد ويعتبر أحمد من الطلاب سريعي البديهة ويتعلمون بسرعة.
أثناء الرحلة توقف باص الرحلة عند حديقة الحيوانات فأخذ الأستاذ أثناء تجواله مع الطلاب يُبين لهم عن فوائد كل حيوان وماذا يأكل؟ وأين يعيش وكذلك هل هذا الحيوان أليف أم لا؟
لقد استفاد الطلاب من المعلومات التي قدمها الأستاذ لهم، وأخيراً توقف الطلاب عند طائر الببغاء وفرح الطلاب كثيراً برؤية ذلك الطير، خاصةً أحمد؛ لأنه كان يتحدث ويقلده الببغاء بما يقول وسُرّ الجميع من تلك الزيارة لدرجة أن أحمد قرر أن يقوم بما قام به ذلك الطائر.
عاد أحمد من الرحلة مسروراً وقرر بالفعل أن يقوم بما قام به ذلك الطائر، تذكر أن يبدأ بوالده ويقلده بالفعل لبس نظارة والده وحمل الصحيفة وراح يجلس على الأريكة ويقرأ كما يقرأ والده.
فجأةً دخل والد أحمد على ابنه ورأى ما رآه ولم يستطع أن يمسك نفسه عن الضحك لما رأى من تصرف ابنه أحمد، وطلب منه أن لا يلبس نظارته مرة أخرى؛ لأن ذلك يضر بعينه وبالفعل سارع أحمد وخلع النظارة، واعتذر من والده.
ثم ذهب لغرفة والدته ولبس الحجاب الخاص بوالدته وكذلك حذائها، ونظر لنفسة بالمرآة وأخذ يتحدث لنفسه بأن الحجاب جميل عليه.
في ذلك الوقت دخلت الأم مع ابنتها ولم يتوقفا عن الضحك وسألت الأم ابنها ما هذا يا أحمد؟ الا تعلم بأن الله تعالى قد نهى عن تشبه الرجال بالنساء وكذلك النساء بالرجال، إن هذا يعتبر من التقليد الأعمى وأنت قد قررت أن تلبس ملابسي لتصبح مثلي وهذا يعتبر تقليد.
خلع أحمد ثياب والدته واعتذر منها ثم ذهب لغرفة الجلوس ليشاهد البرامج التلفزيونية وشاهد مباراة كرة التنس وأعجب بالصوت الذي يخرج من الكرة والمضرب، ثم تسلل للمطبخ وأحضر طبقاً من البيض وكذلك قطعة من الخشب ليعتبرها مضرب.
وأخذ يضرب البيض بالمضرب واحدة تلو الأخرى إلى أن أيقن بأنه سيعاقب إذا رأت والدته ما فعل من تكسير للبيض في غرفة الجلوس، وأخذ يلملم ما اقترفته يداه، لكنه لم يتعلم فقد حاول تقليد رجل السيرك وحركاته المميزة على الحبال وذهب لغرفته وأخذ يقلد رجل السيرك بحركاته على طرف سريره، وأثناء ذلك فقد توازنه عندما صعد على حافة السرير مما جعله يسقط ويتألم.
وفي يوم الجمعة وبينما كان والده ذاهب لصلاة الجمعة قرر أحمد أن يلبس ملابسه النظيفة والمعطرة ليذهب معه، في تلك الفترة أخذ أحمد يستمع ويقلد الشيخ بصوته الجميل أثناء إلقائه للخطبة، وكذلك عندما كان يقرأ القرآن الكريم، لم تلبث أن تنتهي صلاة الجمعة حتى ذهب أحمد مسرعاً ليقلد الشيخ في صعوده للمنبر.
وعندما وصل البيت ذهب وأحضر كرسي وأخذ يقلد الشيخ وبقي كذلك حتى اهتز الكرسي وسقط أحمد أرضاً وعندما جاء الطبيب طلب من أحمد أن يبقى في الفراش فترة طويلة؛ لأن يده قد كسرت مع رجله ويجب أن يرتاح، وكان كلما زاره شخص يطلب منه أن لا يفعل ما فعله من تقليد أعمى وهو يضحك من نفسه ومن تقليده الأعمى الذى أودى به طريحاً في الفراش.
قصة الرجل وصاحبيه الحمار والقط
كان هناك رجل لديه حمار وقط، الحمار كان يعيش في الحضيرة الخاصة به ويأكل البرسيم ويذهب للعمل مع ذلك الرجل في الصباح، ويحمل على ظهر الحمار ما يحمله وفي المساء يرجع وهو يحمل صاحبه وكذلك القط الملازم له.
وفي يوم من الأيام أخذ الحمار ينظر لصاحبه وللقط، إذا أراد أن يسير الرجل يسير القط أمامه أما إذا أراد أن يجلس الرجل يجلس القط في حجر ذلك الرجل.
بدأت الغيرة تأكل رأس ذلك الحمار وفي يوم من الأيام وبينما كان الرجل يتناول وجبة الغداء والخدم حوله والقط جالس عنده يأكل مما يأكله ذلك الرجل، حطم الحمار باب الحضيرة ودخل إلى الغرفة التي يتناول بها الرجل الغداء، الأمر الذي فزع منه الرجل والخدم وكذلك القط.
لم يكتفي الحمار بهذا فقد أخذ يركض هنا وهناك ظناً منه أن هذا ما يجعل صاحبه يحبه كصاحبه القط المدلل، ولم يكتفي بهذا فقط فقد حاول أن يجلس في حجر ذلك الرجل، مما جعل الخدم ينهالون عليه بالضرب حتى تأذى ذلك الحمار وأدرك بأنه غبي؛ لأنه حاول تقليد القط ولم يرضى بالحياة التي كتبها الله له وحاول تقليد ذلك القط في حركاته.