قصص دينية للأطفال عن التوبة

اقرأ في هذا المقال


التوبة تعني الرجوع عن عمل المعاصي والعودة لطاعة الله بعد أن ينغمس الفرد في الملذات والشهوات، ويتوب إلى الله، كما وتعني عدم العودة للذنب الذي اقترفه الفرد.

قصة الشباب الثلاثة والتوبة

في بلدة صغيرة كان هناك ثلاثة أصدقاء تجمعهم علاقة قوية، لقد عاش الأصدقاء الثلاثة حياتهم بكل ملذاتها وقد كان الجميع وكأنهم يتسابقون في عمل المنكرات والشهوات بشكل غير طبيعي.

إلى أن جاء يوم وهُدي أحدهم للإيمان وتبينت له حلاوة الإيمان والتوبة إلى الله، لكنه ما إن ذاق طعم الإيمان والعودة إلى الله حتى شعر بالألم من أجل أصدقائه الذين ما زالوا في طريق المعصية ولم يتذوقوا حلاوة الايمان بعد.

بالفعل في يوم جلس الصديق الذي اهتدى مع أصدقائه وحاول أن يبين لهم طريق الإيمان والذي يجب أن يسيروا عليه، لقد أسمع هذا الشاب أصدقائه أحاديث عن التوبة.

بالفعل تاب الله على الأصدقاء الثلاثة ومثلما كانوا يتسابقون الأصدقاء في عمل للمنكرات بدأوا يتسابقون في فعل الخيرات وترك المنكرات وهداية الناس، وبدا الأصدقاء الثلاثة وكأنهم في سباق لعمل الخير.

وفي أحد الأيام استيقظ الشباب الثلاثة في ساعة الفجر؛ ليذهبوا لصلاة الفجر وبينما التقى الأصدقاء الثلاثة في الطريق وإذا بصوت ضجيج عال يخرج من السيارة، وكانت تلك السيارة مسرعة جداً، وكان الصوت مزعج للغاية.

حاول الشباب الثلاثة إيقاف ذلك الشاب، لكن الشاب الذي في السيارة لم يكترث لذلك فأخذ الشباب سيارتهم وأسرعوا وراء ذلك الرجل.

ظن ذاك الرجل المزعج أن الشباب يتسابقون معه في الطريق ويلحقون به، بعد فترة وجيزة وجد الشاب أنه لا بد من إيقاف سيارته.

نزل الشاب المتهور وكانت تبدو عليه علامات الغضب، لقد كان عريض الأكتاف وقوي البنية، كما كان ذلك الشاب طويل القامة، بالإضافة إلى أنه كان مفتول العضلات والغضب يملأ وجهه ظناً منه أن الشباب الثلاثة يريدون مقاتلته.

توجه الشباب الثلاثة للشاب بابتسامة عريضة وقالوا له: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته يا أخي، تعجب الشاب من هؤلاء الشباب؛ لأنه كان يظن أن الشباب يلحقون به لمقاتلته.

سأل أحد الشباب الثلاثة الشاب، ألا تعلم كم الساعة يا أخي؟ قال الصديق الآخر: إنها ساعة الفجر يا صديقي، الساعة التي ينزل بها الله سبحانه وتعالى للأرض ويسأل، يا عبادي من له حاجة فأقضيها له؟ من له سؤال فأجبه.

سأل أحد الأصدقاء الثلاثة الشاب عريض الكتفين عن اسمه، ومن أين هو؟

قال الشاب: “أنا عمر أنا من خُلقت النار لأجله”.

أجابه أحدهم: يا أخي اتق الله، إن الله غفور رحيم، والله يقبل التوبة من الجميع، وأخذ الشباب الثلاثة يذكرونه بما نسي مع متاع الدنيا التي اغتر بها.

قال الشاب: مستغرباً أيقبل الله توبتي بعد كل ما جنيت من ذنوب! لقد ارتكبت من المعاصي التي لا يصدقها عقل، ولم أترك شيء من الفواحش إلا وقمت بها.

قال أحدهم: نعم يقبلك فهو قال ذلك في كتابه العزيز والله غفور رحيم، لقد بدأت ملامح الشاب عامر تتغير حيث بدا على وجهه الحيرة والندم، حيث كان ذلك الشاب وكأنه يسأل نفسه، هل من المعقول أن يقبل الله توبتي بعد كل المعاصي التي ارتكبتها؟ وإذا أردت الذهاب معهم للمسجد، كيف سأذهب برائحة ملابسي النتنه والمملؤة بالمنكرات؟

قال أحدهم: ستذهب معنا يا صديقي ولكن عليك الذهاب معنا للبيت لتغتسل وتغير ملابسك؛ لأنك ستشعر براحة عندما تنظف جسدك في البداية وتنظف ملابسك من رائحتها النتنة.

قال الشاب: حسنا شكرا لكم لأنكم قد جعلتموني أشعر بالتوبة، والرغبة في ترك المعاصي التي قمت بها، فلقد رجعت لطريق الهداية وتبت إلى الله.

قصة الشاب الفقير وتوبته

كان هناك شاب فقير يدعى سامر، وكان ذلك الشاب وبالرغم من كل الفقر الذي يعيش به، يتمتع بجميع أنواع الملذات والشهوات والمنكرات.

وفي يوم تعرف على أصدقاء له وكانوا يعيشون بنفس الحياة التي يعيشها صديقهم، لكنهم كانوا يعتمدون عليه في بعض ملذاتهم.

يقول هذا الشاب واسمه سامر لقد كنت لا أكترث بأي شيء سوى أخذ الأموال وجمعها من عائلتي الفقيرة؛ التي كنت أخذ أموالهم التي أجمعها ويجمعونها هم بالديون.

وفي يوم، لم يكتفي هذا الشاب بكل المنكرات التي قام بها في بلده، بل سافر إلى خارج البلد التي يعيش فيها من أجل أن يكمل ما بدأه خارج تلك البلاد.

وبينما كان الشاب في طريق المعاصي لم يعد أهله بحالة تسمح لهم بجمع الأموال ليصرفوا عليه، وأصدقائه في بلد الغربة لم يتعرفوا عليه، وبدا الشاب وكأنه استيقظ من نوم عميق، وكأن أبواب التوبة قد فتحت له.

فكر كثيراً وأخيراً قرر أن يعود لأهله، عندما دق الباب فتحت له والدته، حضنت الأم ابنها بحرارة والذي غاب عنها فترة طويلة.

قالت له والدته: نم وارتاح يا بني وفي الصباح سنتكلم.

لم يستطع ذلك الشاب النوم وظل يفكر في أعماله وكيف أن والدته احتضنته بالرغم من كل ما عمل، في الفجر استيقظت والدته وصلت الفجر وأخذت تدعو لإبنها بالهداية، مما جعل الشاب سامر يستغفر ربه وتاب عن كل ما فعله وطلب من الله أن يغفر له ويتوب عليه.

بالفعل تاب ذلك الشاب، وأصبح يعمل ونجح في عمله ثم سدّد جميع الديون التي كان أهله فقد تحملوا أعباءها لأجل ابنهم، وتزوج ذلك الشاب وأصبح لديه أولاد، وقد ربّى أولاده على أن يعيشوا حياتهم بنعيم الدين وليس نعيم الدنيا؛ وأن لا يجعلوا همهم الدنيا فقط فالدنيا بجميع ملذاتها زائلة، لذلك يجب على الإنسان أن يتق الله في كل ما يفعل.


شارك المقالة: