قصص دينية للأطفال عن الجهل وأثره في الحياة

اقرأ في هذا المقال


الجهل هو من باب عدم العلم وعكس العلم، والجهل يهدم كثيراً من البيوت، وبالتالي يؤثر سلباً على المجتمع بأكمله، فالجهل قد دمر الكثير من الشعوب.

قصة يحيى وإصراره على العلم

في زمن غير بعيد كان هناك شاب بحّار يسمى يحيى وكان هذا الشاب في الأربعين من عمره، وكان لديه قارب صغير يحمل عليه الناس من مكان للآخر، كما كان ينقل بضاعتهم للمكان الذي يرغبون به.

الشاب يحيى كان في كل مرة وعندما ينقل الناس كان لا بد لذلك القارب أن يحمل إثنين من علماء الدين، وهؤلاء العلماء لا يجلسون إلا في مؤخرة القارب وكانوا يتقصدون أثناء رحلتهم بقراءة بعض الكتب، كما كانوا وخلال الرحلة يلقون بعض الدروس الدينية والتي تحمل من العلم بالأمور الدينية والدنيوية.

أما يحيى والذين معه على متن القارب كانوا ينتظرون تلك الدروس بشوق، وبالرغم من أنه كان يجدف بالماء إلا أنه كان يشدّ انتباهه تلك الأحاديث وكذلك الناس الذين كانوا على متن القارب.

وفي يوم وأثناء رحلتهم التفت يحيى للشيوخ وقال: أنا أحب دائمًا أن أسمع لحديثكم فهو مشوق واستفيد منه في حياتي اليومية.

قال العلماء: بارك الله فيك وعليك، أحسنت يجب عليك دائماً أن تبحث عن العلم ومعرفة كل ما يخص العلم فالعلم كالنهر مهما نهلت من لا ينتهي، لذلك يجب عليك دائماً وأبداً أن تطلب العلم مهما كان العمر الذي وصلت له ومهما كان ذلك المكان الذي أنت فيه.

أثناء وصول القارب والناس الذين على متنه للمكان المطلوب، أخذ يحيى يُفكر إلى متى سأبقى جاهلاً لقد تقدم في العمر ولا يعرف شيئاً مما يعرفه العلماء، من الآن سوف يتجه للعلم ولن يبقى جاهلاً.

وبينما كان يحيى جالساً ويفكر مرت من جانبه نملة صغيرة تحاول أن تحمل نواة التمر وتسقط منها، لكنها في النهاية حملتها على ظهرها ثم تحاول أن تصعد الصخور بتلك النواة، وكانت تلك النملة تحاول الصعود بها وكل مرة تسقط منها تحاول مجدداً حمل تلك النواة والصعود بها، إلى أن نجحت في النهاية وصعدت لأعلى بالرغم من حجمها الصغير وحبة التمر الكبيرة، ولم تيأس كانت كلما سقطت نزلت وسقطت لكن بالإصرار نجحت تلك النملة.

عندما نظر يحيى لتلك النملة وقال: يا لتلك النملة الصغيرة بحجمها والكبيرة بفعلها لقد بقيت تلك النملة تحاول حتى نجحت وصعدت بالنواة على أعلى الصخرة، يجب علي أن أكون مثل تلك النملة حتى أصبح مُلم بالعمل ولا أن أبقى على جهلي الذي أنا عليه.

في اليوم التالي ذهب يحيى للمكان الذي تتم خلاله الدروس العلمية في مجلس العلم، في البداية كان يحيى تبدو عليه علامات الخجل كونه أكبر سناً من غيره من الطلاب، كما لاحظ الشيخ الذي يعلمهم الدروس الخجل على يحيى.

في تلك الأثناء لقد تحدث في ذلك الدرس عن أن العلم مطلوب من الجميع حتى لو بلغ ذلك الإنسان ما بلغ من العمر، وأضاف لقد كان صحابة رسول الله عليه أفضل الصلاة والسلام أكثر ما ينهلون من العلم وهم كبار في السن.

بالفعل فرح يحيى بهذا الحديث وأخذ يجتهد حتى أصبح من العلماء الذين يرجع اليه أكثر الطلاب في بعض المسائل، وأصبح مشهوراً بعلمه وثقافته بعد أن كان جاهلاً بالأمور العلمية.

قصة دينية للأطفال عن الفرق بين الجهل والعلم

في يوم من الأيام كانت هناك عائلة تسكن في عمارة كبيرة في حي راقي، وكان من بين تلك العوائل زوج وزوجة محرومين من الأطفال، لذلك كانت العائلة تتمنى أن يأتيها طفل وبالفعل حملت المرأة وأنجبت طفلة جميلة، ومع مرور الأيام كبرت الفتاة.

في يوم كان شديد الصعوبة على العائلة وجدت الأم أن ابنتها قد أصابها بعض التشنجات، وأخبرت زوجها الذي كان منهمكاً في العمل، أخبرها أن تأخذ البنت عند الطبيب ليرى ما بها؟

بالفعل أخذت الأم طفلتها إلى الطبيب وعندما رأى الطبيب الفتاة وجد أنه من الضروري إبقاء الفتاة بالمستشفى؛ لإجراء بعض الفحوصات وإبقاءها تحت رعاية الأطباء.

وافقت الأم على ما قاله الطبيب وبقيت الفتاة في المستشفى، والأم قلبها يتقطع لرؤية ابنتها بهذه الحالة، بعد مرور أسبوع جاء الطبيب للأم وقال لها لقد قمنا بإجراء بعض الفحوصات، وكما كنا نخشاه لقد تبين أن ابنتك مصابة بالصرع الشديد؛ لذلك يجب عليك أن تأخذي هذا العلاج لابنتك والاهتمام بها أكثر.

الأم أخذت ابنتها الى البيت وحاولت في البداية الاهتمام بطفلتها، لكنها كانت تارة تحاول العناية بها وتارة أخرى تهملها، في يوم جاءت جارتها لتزورها في بيتها وتسأل عن وضعها.

شرحت الأم وضع ابنتها المريضة لجارتها في تلك الأثناء نصحتها جارتها بأخذ ابنتها عن أحد الأشخاص الذين يتعاملون بالسحر والشعوذة.

في البداية رفضت لكن عندما رأت حالة ابنتها تسوء انساقت وراء كلام الجارة وذهبت بأبنتها للسحرة وراح الساحر يتكلم ببعض التمتمات غير المفهومة وطلب منها أن تحضر أنواعاً من الطيور لتقتلها فوق رأس ابنتها لتتعالج من هذا المرض.

جلبت المرأة الطيور التي طلبها الساحر منها، وراحت تعطي ابنتها الوصفات التي أعطاها الساحر لها وأهملت كلام وعلاج الطبيب.

ويوم بعد يوم بدأت الأم تهمل كلام الطبيب وتنساق وراء كلام السحر، إلى أن تعبت الفتاة كثيراً وبالفعل ذهبت الأم بابنتها للطبيب وأعطاها العلاج لكن الأم يئست وعادت مرة أخرى لكلام الساحر.

مرت الأيام وذهبت الأم لغرفة ابنتها لكن كانت الفاجعة، حيث وجدت الأم ابنتها لا تتحرك أبداً، فزع جميع من في العمارة على صوت الأم، وعندما وصلوا وجدو أن ابنتها التي فرح الجميع بها عندما أنجبتها قد توفت والآن لقد جاء الجميع ليعزو تلك المرأة بوفاة ابنتها، وهكذا لقد قضى الجهل على تلك الفتاة لأن أمها أهملت كلام الطبيب وانساقت وراء كلام السحر والشعوذة من غير قصد منها.

لقد أيقنت الأم أن انسياقها وراء كلام المشعوذين كان السبب في وفاة ابنتها، كما أن تركها لعلاج ابنتها قد قضى على حياتها.


شارك المقالة: