قصة دينية للأطفال عن الخيانة وأثرها في الحياة

اقرأ في هذا المقال


الخيانة تعني خرق الثقة وخرق للعهد المفترض أو خرق الأمانة ، وهي التي تكون ناتجة عن الصراع النفسي في العلاقات بين الأفراد، والشريعة الإسلامية قد حثت على عدم الخيانة.

قصة دينية للأطفال عن الخيانة وأثرها

في قرية ليست ببعيدة كان هناك رجلاً غنياً يعمل في التجارة وكان يمتلك بعض الدكاكين والممتلكات، في تلك الفترة قرر ذلك الرجل القيام برحلة للحج، وفي تلك الفترة قرر أن يغلق المحلات والممتلكات إلى أن يعود مرة أخرى للبلد التي هو فيها.

في تلك الفترة وبعد أن أغلق الممتلكات قرر أن يجمع أمواله ويضعها في الجرة الفخارية، وبعد أن وضع فيها حوالي ألفي دينار من الذهب وضع فوقها وغطاها بالزيتون الأخضر.

وقبل رحيله بساعات ذهب لجاره والذي يسمى أحمد وقال له محمد صاحب الأموال أريد أن أضع هذه الجرة المليئة بالزيتون الأخضر عندك كأمانة، وعندما أعود بإذن الله سآخذها.

في ذلك الوقت قال أحمد: كن مطمئناً أيها الجار العزيز لن أجعل أحداً يقترب منها، ستكون جرتك بأمانتي، غادر محمد البلدة وهو مطمئن على أمواله التي تركها أمانة عند جاره أحمد.

ذهب محمد للحج وغاب مدة طويلة ومرّ عام تلو عام وهو غائب عن بيته في تلك الفترة ذهب أحمد للجرة ليطمئن على حبات الزيتون ووجد أنها قد تعفنت وحاول أن يميل بالجرة ليخرج حبات الزيتون المتعفنة، وبدلاً من أن تخرج حبات من الزيتون خرج مجموعة من النقود الذهبية واندهش لما رأته عيناه.

في تلك الفترة حاول أحمد أن لا يرى أحد من أبنائه أو زوجته تلك النقود الذهبية، مما اضطره أن يخفيها عنهم، بعد فترة ليست ببعيدة لأخذ أحمد النقود الذهبية، سمع في القرية أن محمد قد عاد للبلاد وقد يصل لبيته في أقرب وقتٍ ممكن.

بعد أن سمع أحمد بهذا الخبر ذهب للسوق وأحضر حبات ناضجة من الزيتون الأخضر ووضعها في الجرة الفخارية بدلاً من الزيتون الذي كان قد تعفن في الجرة.

بالفعل عاد محمد وعندما وصل قريته ذهب لبيت جاره الذي وضع عنده الجرة وأعطاه أحمد الجرة، فرح محمد بالجرة وفرح كثيراً؛ لأن صديقه وجاره أحمد لم يقترب من الجرة وبقي محافظ على الأمانة التي أعطاه إياها.

وصل محمد بيته وعندما وصل أفرغ الجرة مما فيها وقد جنّ جنونه عندما وجد فقط حبات الزيتون الخضراء هي ما كان بداخل الجرة، رجع إليه وسأله أين النقود التي في الجرة؟ أنكر أحمد على جاره وصديقه أنه وجد أي نوع من النقود وأنه لم يجعل أحد يقترب من تلك الجرة.

لم يكن أمام محمد إلا أن يذهب للقاضي في البلدة ليخبره عما حدث معه، أحضر القاضي أحمد وسأله عما كان في الجرة ولماذا لم يحافظ على الأمانة التي وضعها جاره عنده وخان الأمانة؟

قال أحمد: لم أرى في الجرة سوى حبات من الزيتون الأخضر.

سأل القاضي محمد: هل هناك شهود على أنك وضعت عنده جرة من النقود الذهبية؟

قال محمد: لا يا سيدي ليس عندي أي شهود.

قال القاضي لأحمد: هل تحلف على القرآن بأنك لم تخن الأمانة وتأخذ من الجرة النقود الذهبية؟

أجاب أحمد: وبدون تردد أحلف وحلف يميناً كاذباً، فحصل على المال وفقد دينه.

مرت الأيام وبعد أن فقد محمد ماله سار في الطريق حزيناً، وبينما هو في الطريق كان القاضي أيضاً يسير في الطريق ورأى فتيان اثنين وكانوا يتحدثون في قصة محمد وأحمد، وكيف أن أحمد اشترى زيتوناً أخضر ناضج ووضعه في الجرة ليوهم القاضي بأن الزيتون ما زال بداخل تلك الجرة الفخارية.

القاضي بدوره وضع نفسه مكان محمد وقال يجب علي أن أعيد التحقيق في تلك القضية، وبالفعل أرسل القاضي وراء محمد وجاء وقال له: أريد أن أفتح ملف قضية الأمانة والجرة مرة أخرى.

بالفعل ذهب القاضي ومحمد للبيت وعندما أحضر محمد الجرة بالفعل وجدها مليئة بالزيتون الأخضر الناضج ومع أنه قد مرت فترة طويلة على وجود الزيتون في الجرة إلا أنه لم يحصل أي تغيير على تلك الحبات.

القاضي قال: هيا أحضر الجرة وسنتحقق من الأمر.

استدعى القاضي أحمد: بدأ بسؤاله متى اشتريت حبات الزيتون تلك؟

لم يستطع أحمد أن يجيب تلك الأسئلة لذلك علم الجميع أن أحمد كاذب، وقد خان الأمانة وسرق النقود الذهبية التي في داخل الجرة الفخارية وحكم القاضي بأن يعود كل ما في الجرة لصاحباها محمد ودخول أحمد السجن.


شارك المقالة: