اقرأ في هذا المقال
أكثر ما تعرف السعادة بقيمتها المعنوية أكثر من قيمتها المادية، والسعادة هي أن يكون الشخص يعتمد فيها على الله وحده، وفيها يعتمد الانسان على الله تعالى ولا يتوكل على غيره في البحث عن السعادة وأنواعها وأن يرضى الإنسان بقدر الله تعالى.
قصة دينية للأطفال حول السعادة وقيمتها في الحياة
فارس شاب في مقتبل العمر وكان والده رجل حكيم، وكان فارس يسكن مع عائلته في بلدة متوسطة الحال، حيث قرر والد فارس بأن يرسل ابنه إلى أحد العلماء ليتعلم منه خارج البلاد، والذي ينهال عليه الناس لاستشارته بالأشياء العلمية وذلك حسبما سمع والد فارس عنه.
في تلك اللحظة قرر والد فارس بأن يبعثه إليه، ونصح ابنه بأن ينتبه لكل ما يقوله ذلك العالم وينهل منه العلم والعلوم المختلفة، بالفعل في اليوم التالي انطلق فارس إلى العالم الذي يسكن مسافة بعيدة بعض الشيء من البلد التي يسكنها فارس.
وفارس بدوره ودّع والده وأمه وإخوته وانطلق لينهل العلم من أوسع أبوابه، وسار بالسيارة وعندما وصل في اليوم التالي حيث القصر الذي يسكنه ذلك العالم، اندهش فارس مما رأى من مناظر خلابة حول ذلك القصر وعندما وصل إلى البيت الرئيسي وجد فارس أن المئات من الناس ينتظرون أمام قصر ذلك العالم وكان عليه أن ينتظر حتى يأتي دوره.
وبالفعل جلس فارس ينتظر حتى جاء الدور عليه، سأله العالم ما الذي جاء بك إلى هنا؟ في البداية ارتعد فارس وخشي ماذا سيقول له وبماذا سيجيب ذلك العالم؟ وقال له أبحث عن السعادة.
العالم بدوره شعر بما يحدث لفارس وبحكمته استطاع معرفة الجواب، لكن العالم أعطاه كوباً من الماء وطلب العالم من فارس بأن يتجول في القصر ويرى ما فيه وعندما يذهب الناس وينتهي من الأمور الهامة سيأتي إليه، وأن يراعي بأن لا ينسكب الماء من الكوب أثناء ذلك.
في ذلك الوقت تجول فارس بالقصر وبعد فترة وجيزة ناداه العالم إليه وسأله عما رأى في القصر ووصف فارس ما رأى في القصر، لكن جواب فارس لم يعجب العالم وأعطاه مهلة أخرى وطلب منه أن يفتح الباب ويخرج إلى خارج القصر ليرى ما فيه ويصفه له.
جالَ فارس حول القصر والكوب بيده وبينما كان مندهشاً مما يرى نسي الكوب والماء اللذان حرص العالم بأن لا يضيعهما.
نادى العالم على فارس وسأله ما الذي جلب انتباهك في ذلك القصر فأجاب وكله دهشة عما رأى في ذلك القصر من مناظر تسرّ الخاطر وتفتح النفس ولكنه عطش جداً ويرغب في شرب الماء.
في تلك اللحظة سأل العالم فارس عن كوب الماء في يديه وماذا حدث له؟
فارس بدوره كان قد نسي ذلك الكوب، وعندما نظر إليه بيده عرف بأنه قد انسكب منه أثناء انشغاله.
العالم بدوره قال له لقد انبهرت مما في القصر وما حوله وسعدت بذلك، ألا تعلم بأن سعادتك كانت تكمن في كوب الماء الذي كنت تمتلكه، يا بني فالقليل فيه كثير من السعادة وكان عليك أن تحرص على الماء الذي في الكوب أكثر من حرصك على رؤية القصر وتنخدع بتلك المناظر فالقليل الذي بيدك هو سر سعادتك وأنت أضعته بانبهارك بأشياء زائلة ليست لك، لذلك يجب عليك أن تكون فطنًا في المرات الأخرى وكان هذا درسك الأول عن السعادة.
العبر المستفادة من قصة السعادة وقيمتها
وفي الخاتمة نستنتج العبر المستفادة من قصة السعادة كما يلي:
- إن السعادة تكون بقيمتها المعنوية لا المادية.
- الطمع والجشع يقتل العلاقات بين الناس كما وأنه يقتل السعادة التي يعيشونها بين أنفسهم.
- القناعة والرضى بما قسمه الله لنا فهو الذي يجلب الرزق والسعادة بيده وحده.