الصيام هو ركن من أركان الإسلام، ويعني الامتناع عن الأكل والشراب منذ طلوع الفجر وحتى غروب الشمس، والصبر على القيام بالعبادات المختلفة مثل قراءة القرآن الكريم.
قصة محمد وأسرته في الصيام
في يومٍ من أول أيام رمضان المبارك، استفاقت الأسرة قبل آذان الفجر بساعتين، وتوضأ الكل ليقوموا بالصلاة لقيام الليل، أعدّت الأم السحور، وبعد أن أنهت الأم تحضير السحور نادتهم وتسحروا جميعاً وبعد أن انتهوا من السحور، ذهبت الأم للمطبخ لتنظف الأواني في المطبخ.
جلس أفراد الأسرة في غرفة الجلوس وطلب محمد من والده أن يحدثه عن فضل الصيام، فقال له والده: سوف أحدثكم عن فضل الصيام لكن قبل أن أحدثكم عن فضل الصيام، أرغبُ في أن أحدثكم عن فضل السحور في البداية والحكمة منه.
استمر الأب في الحديث وذهب إلى قول الرسول صلى الله عليه وسلم، حيث أمرنا بالسحور وقال عليه أفضل الصلاة والسلام: “تسحروا فإن في السحور بركة، تسحروا ولو بشق تمرة”.
حيث واصل الأب الحديث وقال: إن السحور يزيد من نشاط الإنسان، ويساعد في الصيام أثناء النهار، ومما لا شك فيه أن أفضل أوقات السحور هي قبل صلاة الفجر بقليل ولا يُستحب النوم بعد السحور؛ لأن ذلك يسبب ألماً في البطن اثناء النهار.
شكر محمد وأخاه أباهم على المعلومات القيمة التي منحهم إياها والدهم، وسأل معاذ والده: وماذا عن فضل الصيام يا والدي؟ أجاب الوالد: إن الصوم هو الركن الثالث من أركان الإسلام وإن للصوم جزاء عظيم عند الله تعالى، وتكفلّ الله عزّ وجل بمكافأة الصائمين، حيث جعل الله تعالى تقدير الثواب للصوم له وحده عز وجلّ.
واستمر الأب في الحديث عن فضل جزاء الله للصوم، حيث قال الرسول الكريم في الحديث القدسي: “كلُ عمل ابن آدم له إلا الصيام فإنه لي وأنا أجزي به”.
سأل محمد أباه: حدثنا عن فرحَتي الصائم يا أبي! أجاب الأب: الصائم له فرحتان وهما فرحة عندما يفطر عند آذان المغرب، وفرحة أخرى عندما يلقى الله.
وأثناء الحديث جاءت أم محمد وشاركتهم في الحديث وقالت: ومن فضائل الصوم يا أبنائي ما قاله رسول الله صلى الله عليه وسلم في الحديث الشريف: “من صام رمضان إيماناً واحتساباً غُفر له ما تقدم من ذنبه”.
ردّ محمد وقال: ما أعظم كرم اللّه وفضله على عباده!
الأم: نعم يا بني، فضلُ الله لا يعد ولا يحصى ولا يوجد حدود لكرم الله.
الأب: وهل تعلمون يا أبنائي أن رائحة فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك؟
معاذ: إن رائحة فم الصائم تتغير يا أبي بسبب الجوع والعطش.
الأب: نعم يا أبنائي لكن الله تعالى يعتبرها معطرةً ومحببة لله؛ لأن هذه الرائحة حصلت بسبب الامتثال لأمر الله.
وعندما أنهى الأبناء حديثهم مع الأب ذكّر الأب أبنائه بموعد اقتراب موعد أذان الفجر وطلب منهم أن يهيئوا أنفسهم للصلاة في المسجد.
قصة مهند وصيام رمضان لأول مرة
مهندٌ ولدٌ مهذب، تعلم الأخلاق الحميدة من والديه، وكان مهند كغيره من الأطفال الذين هم في المرحلة التي تسمح لهم بالصيام والقيام بالعبادات المختلفة، وينتظر صيام رمضان بفارغ الصبر.
وبالفعل جاء أول يوم من شهر رمضان ومهند متحمس ليصوم، وفي أول يوم من أيام هذا الشهر الفضيل استيقظ مهند في الليل وقبل آذان الفجر تناول وجبة السحور وصلى الفجر، ثم ذهب مهند للفراش لينام، لكنه عندما استيقظ في الصباح شعر بالعطش والجوع.
دخل مهند على والدته في المطبخ وقال لها يا أمي: إني أشعر بالجوع والعطش، وأرغب بشرب الماء وتناول بعض الطعام يا أمي.
أجابت الام: هذا شعور طبيعي يا بني لكن عليك أن تصبر؛ لأن الصيام هو الصبر على الجوع والعطش، يجب عليك أن لا تستسلم، وعليك بإشغال نفسك ببعض العبادات مثل قراءة القرآن الكريم أو الصلاة، كما أنه بإمكانك حضور بعض الدروس الدينية.
قال مهند: حسناً يا أمي ثم غادر المطبخ وذهب إلى غرفته، لكنه فجأة وبينما كان يحاول أن يصبر لم يستطع أن يقاوم الجوع والعطش، واستقر تفكير مهند حتى تغادر أمه المطبخ ليدخل خلسةً ويتناول الطعام والشراب، وبالفعل عندما غادرت والدته جاء إلى الثلاجة وأحضر كوباً من الماء وملأه.
وفجأةً دخلت الأم على مهند في المطبخ، وسألته ماذا تفعل يا مهند؟ ارتبك مهند وقال: لا..لا، لا أفعل شيء يا أمي.
سألته أمه أتريد شرب الماء يا مهند؟ وإنهاء صيامك بهذه الطريقة يا صغيري؟ قال مهند: لكن ماذا أفعل يا أمي إني أشعر بالجوع والعطش يا أمي.
قالت الأم لكن علينا أن نتحمل قليلاً فالصيام ركن من أركان الإسلام يا بني ونحن نصوم؛ لأنه عبادة تحمل وتجعل أرواحنا بعيدة عن كل شهوات وملذات الدنيا.
استمرت الأم في الحديث وقالت: أمامك الطعام والشراب وأنت جائع وعطشان لكن ما الذي لا يجعلك أن تأكل وتشرب فلا أحد من البشر يراك إنه الوازع الديني الموجود عندك وحبك لطاعة الله في السر والعلن، وهي أخلاقك التي ربيناك عليها.
تأثر مهند من كلام والدته وخجل من فعله ثم قرر أن يكمل صيامه ويتحمل الجوع والعطش، وسيدرب نفسه على التحمل في سبيل مرضاة الله، وفهم أن الشعور بالجوع والعطش شعور طبيعي.
أكمل مهند صيامه وانتظر آذان المغرب بكل حماس، وفي المساء حضر السفرة الرمضانية مع والدته وأفطر هو وعائلته وحمدوا الله على نعمة الصيام وكان مهند مسرور؛ لأنه لم يفطر.