اقرأ في هذا المقال
الغرور هو أن يرى الشخص نفسه على الآخرين وينظر اليهم نظرة الكِبر والاستعلاء وهو عكس التواضع تماماً، وقد نهت الشريعة الإسلامية عن هذا الخلق الذي يولد التفرقة بين غني وفقير، وكذلك بين قوي وضعيف حيثُ قال تعالى: “ولا تمش فِي الأرض مرحا”.
قصة دينية للأطفال عن الغرور وأثره بين أبناء المجتمع
في بلدة ليست بعيدة حيث كان هناك رجل غني يدعى عامر، وكان هذا الرجل في كل يوم يسير في الحقول بين الناس متباهيًا ومختالاً بنفسه، وكان يرى نفسه فوق الجميع لدرجة أنه كان وهو يسير بصدر أصواتاً عديدة لكي يراه الناس في الحقول.
وفي يوم من الأيام وبينما كان يسير مختالاً بنفسه في فخر وكبرياء واستعلاء خاصة على الفقراء جداً، وفي ذلك اليوم كان هذا الرجل يسير مسرعاً نحو رجل فقير يحمل على ظهره حزمة كبيرة من الحطب، وكان التعب يظهر على ذلك الرجل حيث كان العرق يتصبب على وجه ذلك الرجل المسكين.
هذا الرجل الفقير كان ينادي وهو مسرعًا لينهي طريقه ينادي ابتعدوا أيها الناس من أمامي، أفسحوا الطريق، الرجل الغني بدوره وقف أمام الرجل الفقير متقصدًا ذلك لكي يرى نفسه على ذلك الرجل الفقير.
في تلك اللحظة وهو متعمد الرجل الغني بدأ يتحرش بالرجل الفقير، الأمر الذي جعل الحطاب يوقع الحطب عن ظهره ويمزق ثوب ذلك الرجل الغني.
قال الرجل الغني وبأعلى صوته، أنظر أيها الأحمق ماذا فعلت؟ لقد مزقت ثيابي لقد أصبح يصيح وبأعلى صوته ما هذا يا أبله؟
أتدري ما ثمن ذلك الذي مزقته؟ أيها الرجل الفقير الأبلة، سأشتكيك الى القاضي وأخبره بما فعلت، التقى الرجل الغني مع الرجل الفقير الحطاب عند القاضي، سأل القاضي الحطاب لماذا لم تفسح الطريق لذلك الرجل الغني ومزقت ثيابه.
سكت الرجل الفقير ولم يعرف بماذا يرد؟ ثم اتجه نحو الرجل الغني وسأله: كيف سأقاضي رجلا لا يتكلم؟ في تلك اللحظة صاح الرجل الغني على العكس إنه يتحدث، حيث قال للناس وطلب منهم أن أفسحوا الطريق، أفسحوا الطريق، لقد كشف الرجل الغني نفسه بنفسه، حيث علم القاضي بذكائه بأن الحق كان على ذلك الرجل المغرور.
فقال القاضي وهو يضحك إذاً الحق عليك أيها الرجل المغتر فأنت من يستحق العقاب أيها المغرور؛ لأنك لم تفسح الطريق أمام هذا العامل المسكين الذي يعمل لأجل كسب لقمة عيشه.
العبرة المستفادة من هذه القصة أنه ومهما وصل الإنسان إلى أعلى المراتب ووسع الله عليه عز وجل في رزقه ويبقى التواضع دائما أجمل صفة يمكن أن يتحلى بها الإنسان.
قصة دينية للأطفال عن السمكة المغرورة
في يوم من الأيام وفي أعماق البحار كانت هناك سمكة رائعة جميلة جداً ورائعة، وكان لتلك السمكة عينن حسناوان تلمعان مثل حبات اللؤلؤ، وتلك السمكة كانت تمتلك جسم ناعم رقيق شبيهة بالزجاج المصقول.
السمكة المغرورة بدأت ترى نفسها أجمل بكثير من كل السمكات التي في البحر بشكلها الجميل وترى نفسها على جميع السمكات.
وكان لتلك السمكة المغرورة جدة عجوز وقد نصحتها بأن غرورها لا يجدي نفعاً، وخاصة أن تفاخرها فقط بمظهرها الخارجي لا يجدي نفعًا وكانت كثيرًا ما تنصحها بأن جمال القلب من الداخل أجمل بكثير وأن اهتمامها بمظهرها الخارجي يؤدي إلى خسائر كثيرة.
السمكة لم تسمع لكلام جدتها بل عاندت واستمرت بالتباهي والتفاخر بزينتها وجمالها، وكان فخرها بالإطراء والإعجاب والتي تتلقاهم ممن حولها يزيد في غرورها.
وفي مساء يوم كانت والدة السمكة تبيض وبيضها يفقس ويخرج للدنيا وقد أقاموا حفلاً كبيرًا بتلك المناسبة التي اعتبروها ليلة سعيدة، وأخذت السمكة تلبس وتتزين وتلبس أجمل ما عندها من الثياب والعطور ووضعت في حقيبتها جيع العطور وأنواع الزينة، وقد ذهبت لتلك الحفلة في نهاية الحفلة، وانبهر كل من في الحفلة لجمال تلك السمكة.
في نهاية الحفلة اجتمعت جميع السمكات في تلك الحفلة في قاع البحر وأخذوا يلعبون ويتنافسون في سطح البحر وقاعه، قامت تلك السمكة وارتفعت لأعلى ليراها الجميع وينبهر بجمالها.
في آخر لحظات تلك الحفلة جاءت سمكة كبيرة وكادت أن تأكل جميع السمكات وأخذت السمكة تصرخ وتستنجد بالسمكات التي حولها والتي كانت ترى نفسها عليهم، ولكن أحد من ينجدها وأكلتها السمكة الكبيرة نتيجة غرورها.