اقرأ في هذا المقال
الغيبة من الأمور المكروهة وغير المحببة بين بني البشر وقد وصف الله تعالى الغيبة والنميمة كمن يأكل لحم أخيه ميتاً حيث قال تعالى: “أيحب أحدكم أن يأكل لحم أخيه ميتاً فكرهتموه” وهذا الوصف للغيبة من أبشع الأوصاف التي ذكرت في الغيبة.
قصة الرجل الغني والخادم الكاذب والنمام
في يوم من الأيام كان هناك رجلاً غني في السوق وذهب ليشتري خادماً من السوق ليساعده في العمل في البيت، وبحث كثيراً عن خادم ليشتريه.
بالفعل وجد خادماً في السوق وسأل عنه كثيراً عن أخلاقه وصفاته، سأل عنه أحد أصدقائه المقربين فقال له صديق الخادم أنه يوجد فيه عيب وحيد وهو أنه كاذب، ويوقع الغيبة والنميمة بين الناس.
قال الرجل الغني: أن هذا الأمر عادي حيث أنه استهان بهذه الصفة، وقرر أن يشتريه، فاشترى الرجل الغني الخادم وأخذه معه للبيت.
بالفعل عمل الخادم الكاذب والنمام في البيت وأخذ يساعد الرجل وزوجته في عمل البيت ومرّ اليوم الأول والثاني والثالث، وفي يوم قرر الرجل أن يذهب للسوق ليشتري بعض الأغراض الناقصة.
لكن الخادم استغلها فرصة وذهب لزوجة الرجل الغني، وأخبرها أن زوجها يضحك عليها ويريد أن يتزوج من زوجة أخرى وخرج لأنه يريد أن يتفق مع الزوجة الجديدة.
حزنت الزوجة مما سمعته من الخادم، وصدقت كلامه، وسألته ماذا تفعل؟ أجابها إنه يعرف أحد الدجالين الذين يستطيعون حل هذه المشكلة، قالت له: وماذا يريد هذا الدجال مقابل خلاصي من هذا الأمر؟
قال لها الخادم: أن الدجال يريد ثلاثة شعرات من لحية زوجها، للأسف لم يكتفي الخادم بهذه الكذبة بل ذهب لزوجها وأخبره أن زوجته تريد أن تتزوج من رجل آخر وتريد أن تتخلص منه بقتله.
وفي يوم وبعد أن حلّ الظلام ذهب الزوج لينام في الفراش، ومثّل لزوجته بأنه نائم ليرى ردة فعلها، بالفعل جاءت الزوجة وبيدها سكين لتقطع بعض الشعرات من ذقنه كما أخبرها الخادم، واقتربت من زوجها، فظنّ الرجل أن الزوجة تريد قتله، وسحب السكين منها وطعنها.
في اليوم التالي ذهب الخادم لأهل زوجة الرجل وأخبرهم بما فعله زوجها، بالفعل عندما سمع أهل الزوجة بما فعله زوجها قتلوه أيضاً، وحدث القتل والحرب بين القبيلتين بسبب كذبة وغيبة الخادم الكذاب والنمام.
قصة عمر وأبيه في الغيبة وحكمة الأب في تعليم ابنه
كعادة الأب والد عمر كان يعطيه دروس جديدة في حياته اليومية، جلس عمر وأبيه معًا وطلب عمر من والده أن يحكي له قصة عن الغيبة التي أخذ عنها درس في مادة التربية الإسلامية، قال له والده حسناً يا بني لكن قبل أبدأ بالقصة سأطلب منك شيئاً لتتعلم بطريقة فعلية ما هي آثار الغيبة.
لقد طلب الوالد من ابنه أن يأتي بكيس ويملأه بريش النعام، وذهبا سويةٍ إلى قمة الجبل في البلدة، قال عمر لأبيه لكن لماذا تريد منا أن نصعد الجبل يا والدي؟ أجاب والد عمر عندما نصل هناك ستعرف، بدأ عمر يتحدث لنفسه ما الهدف من ذهابنا إلى أعلى القمة؟ ولماذا طلب مني والدي إحضار هذا الكيس؟
وصل الأب الحكيم وابنه لأعلى القمة وطلب الأب من ابنه عندما وصلا أن يفتح الكيس ويرمي ريش النعام من أعلى القمة، بالفعل نفذ عمر ما طلبه والده، ورأى الريش يتطاير ويتناثر في الأسفل.
طلب الوالد من ابنه أن ينزل ويجمع الريش الذي تناثر هنا وهناك، فاستغرب الولد من طلب أبيه!
قال له والده أعلم بأنه طلب غريب وصعب في نفس الوقت، لكني أردت من هذا التصرف أن الغيبة والنميمة، هكذا يا بني من الممكن نشرها ونثرها بين الناس وبكل سهولة، أما طريقة جمعها فهي صعبة جداً ولا يمكن أن نقوم بحلها.