الكرم صفة من الصفات التي تميز بها العرب والمسلمين، والذين عرف عنهم بحمل أهم هذه الصفات ومنذ أقدم العصور، والكرم صفة محببة للجميع الصغير والكبير.
قصة الفلاح والملك عن الكرم
في يوم من الأيام كان هناك جد حنون وكريم يجلس دائمًا مع أحفاده ليعلمهم الأخلاق الحميدة وأهم ما يحب أن يراه من تصرفات من أحفاده، وبينما الجد في الحديقة وينتظر أحفاده ليلتفوا حوله، سمع صوتاً غريباً، وإذا بكريم يأكل الحلوى ويطلب منه أخوه مهند أن يطعمه لكن كريم كان يرفض إطعامه.
غضب الجد من تصرف حفيده كريم وقال له: ما هكذا علمناك يا كريم، أجاب كريم لكن يا جدي عندما أطعم أخي مهند من قطعة الحلوى لن يبقى لي شيء من الحلوى يا جدي.
بعد ذلك طلب الجد من كريم أن يأكل الحلوى ويطعم أخاه، لكي يقول لهم قصة جميلة، فرح الأطفال بما سمعوه من القصص، وقال لهم أريد أن أقص عليكم قصة جميلة، وتتعلموا كيف أن الكرم صفة جميلة، ويجب أن تتحلوا بها.
فرح الأولاد بجدهم الذي يحكي لهم دائماً أجمل القصص فهم يحبونه كثيراً؛ لأنهم يستفيدون من قصصه الجميلة التي يرويها لهم، ويستفيدون منها.
وبالفعل بدأ الجد بالقصة وقال لهم: سأحكي لكم يا أبنائي عن قصة الفلاح الذي كان يعمل في بستان أحد الأغنياء فقد كان هذا الفلاح كل يوم يذهب للبستان، ويقوم بقطف الثمار ويبيع منها لأهل البلدة ويوزع للفقراء ما يأمره به صاحب البستان، كان هذا الفلاح يتمنى أن يعطيه الله قطعة من الأرض ليزرعها ويقطف ثمارها، لكنه لا يملك المال.
وفي يومٍ من الأيام سمع أن الملك سوف يزور البلدة وقرر أن يطلب منه بعض النقود أو أن يشتري له قطعة أرض يزرعها، لكنه كان خائف من أن يطلب منه وخاف أن يرفض الملك ،أو أن يرتبك ذلك الفلاح عندما يطلب منه.
بقي أهل القرية يرحبون بالملك ويتحدث الملك معهم إن كانوا يحتاجون لشيء، لكنهم لم يطلب أحد منهم شيئاً، وفجأة وعندما أراد الملك أن يذهب نادى عليه الفلاح، أيها الملك أيها الملك.
التفت الملك للفلاح وسأله ماذا تريد؟ أجاب الفلاح وهو خائف يا سيدي أنا رجلٌ أقوم برعاية عائلة بأكملها وأعمل لكن ما أعمله لا يكفي لعائلتي. أريد منك يا سيدي أن تشتري لي قطعة أرض أو تعطيني بعض النقود لأشتري بها قطعة أرض.
قال له الملك: حسناً أعطني ما بيدك استغرب الفلاح من طلب الملك! وكانت تبدو عليه علامات الدهشة.
وأصبح يحدث نفسه أنا أطلب منه بعض النقود وهو يمتلك كل شيء، وتقع عينه على الذي بيدي، ماذا سأفعل ظل يحدث نفسة وبالنهاية قرر أن يعطيه من الأرز ويأخذ ما تبقى للبيت.
أعطى الفلاح الملك بعض الأرز وذهب الملك، وبقي الفلاح يندب حظه وهو عائد للبيت، سألته زوجته ما بالك أراك حزيناً يا زوجي العزيز؟ وتحدث معها عما حدث معه.
فأصبحت زوجته تهوّن عليه الموقف، وتقول لعل الله يرزقك خيراً ويعوضك، أعطى الفلاح زوجته الأرز الذي بقي معه وقال لها: جهزي لنا الطعام، ذهبت الزوجة للمطبخ، وراحت تُعِد الطعام، وفجأة ما كان من الزوجة إلا أن خرجت من المطبخ وهي تصرخ من الفرح، أنظر ماذا وجدت؟ إنها قطعة من الذهب وجدتها في الأرز.
فرح الفلاح وقال: لو كنت أعلم أن الملك سيضع بدلاً من حبات الأرز ذهباً لأعطيته كل ما كان معي من الأرز ليتني كنت كريماً ولم أطمع بحبات الأرز التي بقيت معي، إن طمعي حرمني من الكثير.
الحمد لله على كل حال، جهزي لنا الغداء لأذهب للسوق وأفكر ماذا سأعمل بالقطعة الذهبية التي منحها لي الملك.