قصص دينية للأطفال عن الميراث

اقرأ في هذا المقال


الميراث هو المال الذي يبقى بعد المتوفي لمن بعده، سواء كان من النقود أو الأرض، والوارث إما أن يكون أبناء المتوفي أو أخواته، أو ممن يمتّون بصلة القرابة للميت، وهو حق مشروع في الدين الإسلامي.

قصة دينية للأطفال عن الميراث

في يوم من الأيام توفي الأب وترك من الخيرات ما ترك، وكان لهذا الأب من الأبناء شابين كما كانت له شابة متزوجة، والأبناء هما علي ورائد، وكذلك هناء.

في البداية بكى الجميع على والدهم واستصعبوا فراقه وأنهم لم يعودوا يرونه في حياتهم مرة ثانية، لكن في النهاية استسلم الجميع لحكم الله ورضوا بقضاء الله وقدره.

اجتمع الأخوة الثلاثة في بيت أبيهم ليقتسموا الورثة وأصبحت أصواتهم تعلو في البيت، فالجميع يريد أن يأخذ الحصة الكبرى.

الأخوين رائد وعلي يريدان من أختهما أن تتنازل عن الأرض لهما مقابل مبلغ بسيط من المال، والأخت رفضت وقالت أنها تريد أن تأخذ حصتها بالكامل التي حددها الشرع، وهي حق من الله منحه الله لها.

الأخوة رفضوا وبشدة وقالوا لها أتريدين أن تأخذي الأرض التي تعب بها والدي لزوجك؟

الأخت هناء: نعم أريد أن آخذ حصتي بالكامل؛ لأن أولادي بحاجة لتلك الأرض.

الآن اختلف الأخوة وقال علي: سوف تتنازلين عن الأرض إن لم يكن برضاك فسيكون رغماً عنك.

قال رائد: ما هكذا يكون النقاش يا علي.

قالت هناء: إذا أخذتم حقي لن أسامحكم.

بينما ذهبت هناء لبيت زوجها قررت أن تزور قبر والدها، وقالت رحمك الله يا أبتي وشكت لوالدها المتوفي عما ينوي إخوتها فعله وهو حرمانها من الميراث.

في يوم ذهب رائد وعلي لبيت أختهم، وجاءوا بالكثير من الهدايا لها ولزوجها وكذلك لأبنائها، في البداية رحبت الأخت بأخويها ظناً منها أنهما عرف خطأهما وتراجعا عن رأيهما في أن تتنازل عن الأرض.

بعد أن رحبت بهما وقامت بحق الضيافة، طلبا منها أن تلاقيهم عند القاضي لكي تتنازل عن الأرض وأنهما سيعوضونها بدل الأرض بالمال، وإن لم توافق سوف يقاطعاها، قالت لهم حسناً سأتنازل ولكن اعلما أني لن أسامحكما أمام الله.

بالفعل لقد تلاقى الأخوة عند القاضي مع أختهم وطلب القاضي منهم الحضور لكي يعرف رأيهم ويحضروا الأوراق اللازمة، تنازلت الأخت بالفعل عن الأرض وقالت (بعد ذلك حسبي الله ونعم الوكيل) تلك الكلمة التي قالتها لم تفارق خاطر أخوها علي.

قال علي: منذ ذلك اليوم ومهما زادت أموالنا أنا وأخي رائد لا أشعر بطعم للمال، خاصة عندما تترنم كلمة أختي في أذني لم أهنأ بنوم ولا بأكل ولا بأي شيء في هذه الحياة.

في يوم قررت زيارة أختي ووجدت وضعها المادي لا يسمح لها حتى أن تقوم بحق الضيافة، وقررت أن أعود لأخي الأكبر رائد وأطلب منه أن يساعد أختنا ويعطيها حقها الذي سلبناه منها.

علي: السلام عليكم أخي رائد ورحمة الله وبركاته.

رائد: أهلاً، أين كنت؟

قال علي: لقد كنت في زيارة لأختي التي تركناها يا رائد بعد وفاة والدي ولم نهتم بها.

قال رائد: ما وضعها؟ أهي بخير؟

قال علي: هي ليست بخير لأننا لم نعطها حقها لقد ضعفنا أمام الشيطان.

قال رائد: ماذا تقصد؟ الم نعطها بعض المال مقابل الأرض؟

قال علي: لقد دمرنا علاقتنا بالله وبأختنا، إذا لم تُعِد لها حقها سوف أتنازل أنا عن حقي في هذه الممتلكات لأختي.

قال رائد: ماذا؟ ماذا تقول؟!

قال علي: نعم سوف أفعل لم أرتح يوماً، جعلنا أختي تتنازل عن تلك الأرض ولم أذق طعم النوم والراحة بعد ذلك، لن يرضى علينا الله يا أخي ولا حتى والدنا في قبره نتيجة ما اقترفتا تجاه أختنا.

وبعد نقاش طويل بين الأخوة قال رائد: بارك الله فيك يا أخي بالرغم من أنك أصغر مني سناً إلا أنك قد أصبت في رأيك، اذهب لأختي اليوم وقل لها بأن حقك سوف يعود إليك.

أخذ علي أخاه في الأحضان وذهب لأخته وقال لها كل ما دار بينهما من حديث، وبالفعل عاد الأخوين وعاشا بهناء وقد كانوا يوزعون وبشكل متكرر الزكاة عن والدهم الذي منحهم هذا العطاء.

قصة شاب تزوج وتوفيت زوجته بعد أن أنجبت طفلا

تزوج رجل من امرأة جميلة، الرجل كان مكافح ويعمل كل ما بوسعه ليعيش الاثنين مسرورين وخاصة عندما علم أن زوجته حامل، الزوجة وأثناء إنجابها للطفل توفيت، حزن الرجل على زوجته كثيراً لكن كان لا بد له من أن يتزوج ليستطيع العمل وتقوم الزوجة الجديدة بالعناية بإبنه.

في الحقيقة في البداية كانت الزوجة الجديدة تعتني بابن زوجها عناية فائقة حملت الزوجة وأنجبت أطفالاً وبعد مرور الوقت كبر الأبناء وتوفي الأب.

وبعد وقت ليس بطويل توفيت الزوجة أيضاً، بعد مرور الوقت الابن الأكبر أخذ يسأل هل يحق لأخيه أن يأخذ من الميراث الذي تركه والده.

جميع الأقارب والجيران قالوا: نعم يحق له ما يحق لك، وفي النهاية قرر الشاب أن يأخذ أخيه للمسجد ويرى القضاة ويسألهم في هذه المسألة.

عندما دخل ومعه أخاه بدا على الأخ الأصغر أن أخاه الكبير متسلط وذو قلب قاس.

دخل الشاب وقال: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

رد الشيوخ وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، تفضل أيها الشاب.

بعد أن قام الشاب وأخيه الصغير بالصلاة تحية للمسجد، قال الشاب: أريد أن أسألكم أيها القضاة، هل يحق لأخي الصغير هذا أن يرث معي في المال الذي تركه والدي؟

قال القاضي الأول: هل يوجد غيركما؟

أجاب الشاب: لا، لا ليس هناك إلا أنا وأخي هذا.

قال القاضي الأول: نعم يحق لأخيك أن يأخذ نصف ما تركه والدكما أي بالنصف.

القاضي الثاني: نعم، أي أن له نفس الرأي.

القاضي الثالث قال: لا يحق له سوى المأوى والمأكل والملبس.

فرح الشاب برأي القاضي الثالث وقال حسناً، أحسنت أيها القاضي، وأخذ اخوه الصغير للمنزل.

استغرب القضاة من رأي القاضي الثالث!

أجابهم القاضي كان ينبغي علي أن أقول له كذلك، لأني لو قلت له يحق له نصف التركة سيأخذه لمكان ما ويقتله ليتخلص منه وكان ذلك واضحاً جداً عليه وهكذا كان يخطط، فأخوه ما زال صغيراً، وقلت له المأوى والمأكل، حتى إذا ما كبر الفتى الصغير واشتد ساعده سيعرف الصواب وسوف يأخذ حقه بيده.


شارك المقالة: