قصة دينية للأطفال عن تقدير المعروف

اقرأ في هذا المقال


التقدير هو إظهار الشكر والثناء للطرف الآخر الذي قدم لنا معروفاً سواء للوالدين أو لأحدهما، أو لأحد من أصدقائنا سواء كان ذلك من ناحية علمية أو عملية أو لربما من ناحية صحية ويكون لذلك الشخص في طريق نجاحه في أمر ما.

قصة خالد وتقديره لمعروف والدته

خالد طالب يعيش في قرية يعرف الجميع بعضهم بعضاً، ولقد كان خالد يعيش مع والدته التي عاشت لأجل ابنها بعد أن توفي زوجها نتيجة مرض، حيث عجز الأطباء عن وجود علاج له.

بالرغم من أن خالد عاش يتيم الأب وبالرغم من أن والده لم يترك له ولوالدته ما يسد حاجاتهم اليومية، إلا أن والدته لم تجعل خالد يشعر بنقص أو أي فارق بينه وبين أصدقائه في المدرسة، لقد كانت تواصل الليل بالنهار ليعيش خالد في جو مليء بالحب والحنان من جميع من يعرفونه.

لم تجعل أحداً ينظر لخالد نظرات الشفقة عليه؛ لأنه يتيم بل على العكس كانت تعيش له الأم إن أراد العاطفة ودور الأب الحاسم اذا استدعى الأمر لذلك.

وفي يوم من الأيام قرر الأستاذ في الصف تكريم الطلاب المتميزين في المدرسة، وذهب للإدارة ليخبرهم عما يفكر به من تكريم للطلاب في الإذاعة المدرسية.

في تلك اللحظة وبينما سمع خالد بفكرة تكريم الطلاب المتميزين وكان اسمه من بين تلك الأسماء، ذهب خالد لغرفة المعلم وأستأذنه بالدخول.

بالفعل دخل خالد وسأله الأستاذ عن سبب مجيئه، فكر الأستاذ بأن خالد يريد أن يسأل ما إذا كان اسمه من بين الأسماء التي ستكرم في الإذاعة غداً.

قال الأستاذ: إن أسمك في السلم الأول من الأسماء التي نود تكريمها، قال خالد: أعرف يا أستاذ لكني جئت لسبب آخر أيها الأستاذ الفاضل.

الأستاذ: ما هو السبب يا خالد؟

خالد لقد أردت أن أطلب منك أن أدعو والدتي لحفل التكريم غداً، وأريد أن أقدم لها رسالة شكر كتقدير لما عانت من أجل أن توصلني لهذا المكان.

الأستاذ: بارك الله فيك يا بني لقد أحسنت والدتك في تربيتك لقد كنت مثال الطالب المجتهد في دروسه ونعم الطالب الخلوق بتصرفاته، وها هي والدتك تحصد نتيجة تعبها ليت كل الطلاب مثلك يا خالد، فأنت مثال للطالب المجتهد والذي يقدر تعب والدته من أجل توفير حياة كريمة يا بني.

قال خالد: أشكرك أيها الأستاذ الفاضل، لقد ساعدتموني كثيراً فأنا أريد أن أشكر والدتي في رسالة قصيرة عبر الإذاعة غداً.

الأستاذ: حسناً يا بني لك ما تريد يا بني.

عاد خالد للبيت مسروراً وفرحاً ودخل غرفته وهو يريد أن يكتب لوالدته رسالة شكر لما قدمته له من حياة كريمة، بالفعل لقد كتب الرسالة لوالدته وأخفاها عنها عند دخولها لغرفته فقد كان يريد أن يجعلها مفاجئة لها.

سألت الأم: لماذا اتصل بي مدير المدرسة ويريد مني  الحضور؟!

قال خالد: لقد قرر الأساتذة تكريمنا بحضور أولياء الأمور يا أمي.

الأم: حقًا يا له من يوم جميل لأرى تكريمك يا بني، فأنا أنتظر تلك الأيام بفارغ الصبر الحمد لله أن منحني إياك لتسعد قلبي يا بني.

في اليوم التالي ذهب خالد للمدرسة وهو مسرور، من جهة فهو سيكرم كونه طالباً مجتهداً ومن جهة أخرى تلك المفاجئة التي يخفيها خالد عن والدته.

خرج خالد وهو يوصي والدته بأن لا تتأخر عن الحفل.

بالفعل جاء دور خالد بالتكريم وأخذت دموع ولادته تنزل وكأنها شلالاً من الفرحة لتكريم ابنها، وبعد أن تم تكريم خالد، الأستاذ قال لخالد هيا يا بني اقرأ رسالتك.

قال خالد: أكتب رسالتي هذه لوالدتي تعبيراً لها عن شكري لها لما قامت به من عمل حتى توصلني الى ما وصلت اليه: أمي الحبيبة، أقدم لك رسالتي كشكر لك على ما بذلتي من أجلي، فأنت أعزّ شيء عندي وفي حياتي، دونك يا أمي لا أستطيع أن أعيش أو أنجح في حياتي لقد بذلتي كل جهد لأجلي يا أمي.

كم سهرتي علي يا أمي وأنا مريض تتعبين لأرتاح أنا، لقد تعبت لتسهلي لي الطريق يا أمي الحبيبة، وأضاف لن أنسى فضلك علي يا أمي، لقد عملتي لأجلي في مكان لا ترغبين فيه ومع هذا تحملت كل ذلك لأجلي، فأنت يا أمي الداعمة لي شكراً لك يا أمي الحبيبة.

وشهادة التقدير هذه لأجلك يا أمي يا من تحملت الصعاب لأجلي فدمعت عيني والدته وكل من كان يحضر ذلك الحفل، وذهب خالد ليقبل قدمي والدته التي عانت ما عانته في حياتها تلك.


شارك المقالة: