قصة دينية للأطفال عن حرمة إيذاء النفس

اقرأ في هذا المقال


النفس أمانة أودعها الله تعالى عند الإنسان فأوجب عليه حفظها ورعايتها بما يَقيها ويمنع إيقاع الضرر بها بأي صورة من الصور وبكافة الأشكال، وقد أعدّ الإسلام الاعتداء عليها اعتداء على حق الله تعالى؛ لأنه مالكها الحقيقي.

قصة دينية للأطفال حول حرمة إيذاء النفس

لقد كان هناك سيدة تعمل في مجال التعليم، وكانت تلك السيدة تخرج منذ الصباح وتعود للبيت في الساعة الواحدة، وقد كان لديها شاب وفتاة وقد كان غياب الوالدين متواصلاً خاصة وأن زوج تلك السيدة قد سافر للخارج للعمل.

وفي يوم من الأيام دخلت السيدة على غرفة ابنتها لتطمئن على وضعها في الدراسة ولترى هل هي تدرس  أم نائمة.

وعند دخول الغرفة وجدت ابنتها تبكي فسألتها ماذا هناك يا بنيتي لماذا تبكين؟ هل هناك شيء ما؟

الفتاة: لقد مللت من هذه الحياة؛ لأن أخي دائمًا يضايقني خاصة عندما لا تكونين بالبيت فإنه لا يرحمني.

وأضافت إنه يحاول أن يجعل مني خادمة له، ولا يراعي بأنني مشغولة بالدراسة فلا يحق له بأن يأتي بأصدقائه ولا يتوقف عن طلباته الكثيرة، أتمنى أن أموت وأتخلص من طلبات أخي الكثيرة والتي لا تنتهي.

الأم: لا يا بنيتي لا تقولي هذا فالرسول الكريم قد نهانا عن أن ندعو على أنفسنا بل قال عليه الصلاة والسلام: “لا يتمنين أحدُكم الموتَ لضرٍّ نزل به، فإن كان لا محالةَ فليقل: اللهم أحيني إذا كانت الحياةُ خيرًا لي، وتوفني إذا كانت الوفاةُ خيرًا لي”.

قالت الفتاة: وماذا إن بقي أخي على هذا الحال؟

الأم: سوف أطلب من أخاك أن يُحّسن تعامله معك، وأن لا يزيد في طلباته فأنت ابنتي الحبيبة ولا أريد أن أسمع منك مثل هذا الكلام مرة أخرى، وأنا متأكدة أن أخاكِ يحبك وهو يفعل هذا من غير قصد.

في تلك اللحظة أضافت الأم ألا تعلمين بأن الله تعالى قد نهانا عن أن ندعو على أنفسنا أو نؤذي أنفسنا فهذا فيه ظلم للنفس، التي وهبها الله أمانة ويجب علينا المحافظة على تلك الأمانة.

في تلك اللحظة ندمت الفتاة على ما أخبرت أمها بما تريد عمله ودعوتها على نفسها، وطلبت من والدتها بأن تسامحها على ما قالت، وطلبت من أمها أن تطلب من أخيها أن لا يزيد بطلباته عليها واعتذرت من والدتها.

الأم: حسناً يا بنيتي لا عليكِ سوف ألومه على ما يفعل بك ولن أجعله يكرر ذلك، وإذا حدث وضايقك فقط تعالي إلي وتحدثي معي.

وعليك دائمًا أن تتذكري قوله صلى الله عليه وسلم حيث قال: “من تردى من جبل فقتل نفسه فهو في نار جهنم يتردى فيه خالدا مخلدا فيها أبدا، ومن تحسى سما فقتل نفسه فسمه في يده يتحساه في نار جهنم خالدا مخلدا فيها أبدا، ومن قتل نفسه بحديدة فحديدته في يده يجأ بها في بطنه في نار جهنم خالدا مخلدا فيها أبدا”

العبر المستفادة من قصة حرمة إيذاء النفس

  • عدم تحميل الأبناء فوق طاقتهم لكي لا يفكروا بنفس الطريقة التي فكرت بها الفتاة.
  • حث الأبناء وإعطاءهم دروس في كيفية التعامل مع بعضهم البعض.
  • قتل النفس من أفعال وتصرفات الكفار وعلينا أن نبعد عن تفكير أبنائنا التقليد الأعمى الذي يؤذي أبناءنا ويدمرهم.
  • الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم قد حرموا ظلم النفس وإيذاءها.
  • قتل النفس وإيذاءها ليس حلاً للمشاكل.

قالت الفتاة: ما هم حكم الاعتداء على النفس يا أمي؟

الأم: القتل والاعتداء على النفس يستحق فاعله الدخول في النار خالداً فيها.

الفتاة: ما هي أسباب الاعتداء على النفس؟ قالت الأم: أسباب الاعتداء على النفس:

  • الضعف الديني وضعف الضمير، وعدم فهم واستيعاب خطورة هذا الفعل.
  • الجزع وعدم الصبر والاستسلام لليأس والقنوط.

وفي النهاية نستنتج أن إيذاء النفس عادة سيئة وخلق غير ديني أخذها الشباب من التقليد الأعمى وعلى الجميع التوكل على الله والإيمان بقدرته في حل المشاكل والمصائب من حولنا؛ لأن إيذاء النفس ظلم ومفسدة للروح الإنسانية على هذه الأرض، ولقد جاء الكثير من الآيات القرآنية والأحاديث النبوية الشريفة التي تحرم وتنهى عن إيذاء النفس بكافة الوسائل والطرق، فالإسلام قد كرم الإنسان وحفظ له جميع حقوقه.


شارك المقالة: