قصص دينية للأطفال عن حسن الظن بالآخرين

اقرأ في هذا المقال


إن من الأخلاق الحميدة التي دعا اليها الإسلام هو حسن الظن بالآخرين، وعدم الإساءة للآخرين بسوء الظن بهم، فالمسلم يجب عليه دائماً وأبداً أن لا يسيء الظن بالآخرين؛ لأن سوء الظن يؤدي لوقوع الكراهية والبغضاء بين الأفراد.

قصة الطفلة ميادة عن حسن الظن بالآخرين

ميادة طفلة مجتهدة في المدرسة وتحاول دائماً أن تعمل لتحصل على أعلى العلامات في صفها وتكون مميزة بالمدرسة بين بنات صفها، ووالدتها بدورها كانت دائماً تشجعها؛ لتصبح أكثر نشاطاً واجتهاداً، في يوم وبينما كانت ميادة تدرس على امتحان اللغة العربية وكانت تتذمر من الامتحان وهي تدرس وتحفظ؛ لأن مادة الاختبار التي حددتها معلمة اللغة العربية كانت كبيرةة وصعبة.

في تلك الأثناء دخلت والدتها عليها في الغرفة وهي تحفظ، وأخذت ميادة تشكو من صعوبة الامتحان والأم بدورها شجعت ميادة وقالت لها إذا حصلت على علامة جيدة في الامتحان سوف أهديك هدية جميلة لحصولك على علامة عالية كنتيجة لتحصيلك الذي تقدمينه في المدرسة.

بالفعل بذلت ميادة كل جهد لديها لتحصل على علامة كاملة في الصف، وفي اليوم التالي ذهبت ميادة للمدرسة وكانت ولأول مرة تبدو عليها علامات الخوف والارتباك لكن والدتها شجعتها؛ لأنها كانت دائماً طالبة مجتهدة لذا يجب عليها دائماً أن تثق بنفسها وبقدراتها.

تقدمت ميادة للامتحان وكانت كعادتها من الحاصلات على أعلى علامة في الصف، فرحت ميادة كثيراً بهذه النتيجة، وعندما عادت للبيت أسرعت عند والدتها وقالت أمي أمي هيا لقد حصلت على أعلى علامة وهكذا يجب عليك يا أمي أن توفي بوعدك لي وتحضري لي الهدية التي وعدتني بها.

قالت الأم: حسناً يا بنيتي لقد أحضرت لك هدية قبل أن تأتي إلي لأنني أثق بقدراتك يا عزيزتي، والآن سوف نذهب للطعام وبعدها سوف أخبرك بالهدية التي أحضرتها لك.

بعد تناول  وجبة الغداء أحضرت الأم الهدية التي أحضرتها لميادة، في تلك الأثناء قبلت ميادة والدتها وشكرتها على الهدية التي قدمتها لها، وكانت عبارة عن قرطاسية جميلة جداً، أثنت الأم على جهود ابنتها وقالت هذا نتيجة جهدك في المدرسة يا بنيتي الغالية.

ذهبت ميادة لغرفتها وأحضرت القرطاسية معها لتحل واجباتها المدرسية، وفي اليوم التالي أخذت ميادة القرطاسية معها للمدرسة، وبدورها نادت صديقتها رنيم لترى الهدية التي أحضرتها والدتها لها.

في تلك الأثناء أعجيت رنيم بالقلم كثيراً وطلبت من رنيم أن تكتب بالقلم بالفعل أعطتها ميادة القلم لتكتب به وطلبت منها أن تحافظ عليه.

أخذت رنيم القلم وبدأت تكتب به، انتهى الدوام المدرسي، وعندما عادت للبيت قررت ميادة أن تحل وظائفها بالقرطاسية الجديدة.

عندما فتحت ميادة القرطاسية لم تجد القلم لذلك أخذت تبحث عنه وفرغت القرطاسية بالكامل ولم تجده، في تلك الأثناء ذهبت ميادة وسألت والدتها وقالت: أمي هل رأيتي القلم الذي أحضرته لي، أجابت الأم لا لم أره، ثم سألت أخاها وأجاب نفس الجواب الذي أجابته والدته: لا لم أرى القلم.

في تلك الأثناء ذهبت ميادة للغرفة مرة أخرى ولم تعرف أين ذهب القلم، بالفعل حاولت أن تتذكر أين وبأي مادة استخدمته، وأخيراً تذكرت عندما أعطت القلم لصديقتها رنيم وذهبت لوالدتها وأخبرتها عما حدث، وسألت أمها هل من المعقول أن تكون رنيم قد أخذت القلم واحتفظت به لنفسها.

أجابت الأم : لا يا بنيتي يجب عليك أن لا تسيئي الظن بصديقتك.

ميادة: لا يا أمي فأنا متأكدة بأنه مع رنيم، لم تقتنع ميادة بكلام والدتها، وذهبت لغرفتها وأخذت تفتح الدفتر لتحل واجبها المدرسي وأثناء فتحها للدفتر سقط القلم من الدفتر أرضاً الأمر الذي جعلها تندم؛ لأنها أساءت الظن بصديقتها.

قصة دينية للأطفال عن حسن الظن بالآخرين

في يوم من الأيام في المدرسة اقترح المعلم على أبناء الصف بأن يذهبوا للحديقة لإعطاء درس في الحديقة، وفي أثناء جلوس الأستاذ في وسط الحديقة طلب منهم بأن يزرعوا كل واحد نبتة خاصة به الأمر الذي أسعدهم، وعندما انتهوا من الزراعة طلب من كل واحد منهم أن يعتني بالنبتة التي زرعها حتى تكبر  وتنضج.

في ذلك الوقت وبعد أيام ذهب الأستاذ وطلابه ليتفقدوا تلك النباتات التي زرعوها، لقد وجدوا نبتة محمد قد نمت وكبرت على عكس النبتة التي زرعها أحمد التي ماتت.

أثنى الأستاذ على محمد وزراعته للنبتة التي بدت أجمل من غيرها من النباتات، ثم طلب من أحمد أن يقتلع النبتة التي زرعها ويزرع غيرها، بعد أسابيع طلب الأستاذ منهم أن يذهبوا للحديقة ليروا تلك النباتات، وبالفعل لقد وجدوا أن نبتة أحمد قد كبرت وأصبحت جميلة.

بعد فترة ليست بقصيرة ذهب محمد ليرى نبتته فوجد أنها قد ذبلت أوراقها والإناء الذي زرعت فيه قد تعمد أحمد أن يوقعه لتموت النبتة، ظن محمد أن أحمد هو من قام  بتدمير نبتته التي زرعها فقام على الفور بتدمير نبتة أحمد، ثم ذهب للأستاذ وتحدث له بما حدث والأستاذ لم يعجبه تصرف محمد ووبخه.

ثم ذهب الأستاذ ومعه محمد وأحمد وطلب من الإدارة في المدرسة أن يفتحوا له الكاميرات التي في الحديقة، وعندما فتحت الكاميرات وجدوا أن قطة ما قد دخلت عن طريق السور وقد دمرت تلك النبتة وفي طريق عودتها سقطت النبتة أرضًا، مما جعلها تقتلع النبتة من جذورها.

في تلك الأثناء خجل محمد مما فعله وقال أعتذر منك يا أحمد لأنني لم أقصد ذلك لكنني ظننت أن أحمد قد دمر نبتتي لذلك اعتذر منك يا أحمد، وفي صباح اليوم التالي وجد الطلاب نبتة مكتوب عليها اسم أحمد، واعتذر محمد أمام جميع الطلاب والإدارة من أحمد ومن أستاذه.

الأستاذ طلب من محمد أن يتمهل دائماً وأبداً وأن لا يسيء الظن بالآخرين وقبل أن يتأكد لا يجوز أن يحكم عليهم وتلا قوله تعالى: “يا أيها الذين آمنوا اجتنبوا كثيراً من الظن إن بعض الظن إثم ولا تجسسوا ولا يغتب بعضكم بعضا أيحب أحدكم أن يأكل لحم أخيه ميتاً فكرهتموه واتقوا الله إن الله تواب رحيم”. صدق الله العظيم.

وهكذا يجب علينا دائماً أن نحسن الظن بالآخرين فليس جديراً بنا أن نتهم الآخرين دون أن يكون لدينا دليل فإن إساءة الظن بالآخرين تفقدنا الكثير من أقاربنا وأصدقائنا، وتزيل المحبة في المجتمع وتفقدنا الثقة بالآخرين، وتُحدث الكثير من الخصومات.

المصدر: علمني النبي، ليلى حافظ القواسميقصص إسلامية للأطفال، محمد منير النبارقصص الأنبياء للأطفال، مريم نجاح محمد عبد الرحمنمن كل بستان زهرة ، قصص إسلامية، تاريخية، واقعية،،سناء ناجي


شارك المقالة: