قصة دينية للأطفال عن درهم وقاية خير من قنطار علاج

اقرأ في هذا المقال


درهم وقاية خيرُ من قنطار علاج وتعني الأخذ بالأسباب والتوكل على الله فلا يجب على الانسان التواكل  على غيره أو يدعي بأنه يتكاسل عن فعل شيء ما، وبالمقابل ونتيجة كسله يخسر الكثير ويعتمد على مقولة التوكل على الله دون الأخذ بالأسباب.

قصة دينية للأطفال حول مقولة درهم وقاية خير من قنطار علاج

يوسف رجل متزوج ولديه أربعة أطفال في كل يوم وعندما ينهي عمله يذهب ليأخذ أطفاله من المدرسة، في يومٍ من الأيام شعر يوسف بأن سيارته تصدر صوتاً غريباً، الأمر الذي جعله يذهب لأحمد الذي عنده خبرة في تصليح السيارات.

في تلك الفترة طلب أحمد وهو المسؤول في محطة تصليح السيارات بأن عليه أن يستبدل المحرك الذي في داخل السيارة وإلا تعرض للخطر إذا لم يسيطر على الوضع بالحال.

الأمر الذي جعل يوسف يؤجل الأمر حتى يكون عنده وقت لذلك لكن أحمد نبهه، ما كان من يوسف إلا أن قال التوكل على الله يا صديقي، بالفعل ذهب يوسف ولم يكترث لما قاله له  أحمد المسؤول عن المحطة التي يتم فيها تصليح السيارات.

بالفعل لاحظت زوجة يوسف من الصوت الذي يخرج من السيارة وقالت له: ما هذا الصوت يا يوسف، ردّ عليها إنه صوت المحرك فهو مهترئ بعض الشيء وقال:  لي مدير المحطة عليّ أن أستبدله.

الزوجة: ولماذا لم تستبدله؟ الا تخاف أن يحدث شيء معك وأنت تقود السيارة؟

الزوج: توكلي على الله ألم تسمعي قوله تعالى : “قل لن يحدث لنا إلا ما كتب الله لنا”.

الزوجة: ونعم الوكيل، لكن علينا دائماً الأخذ بالأسباب ثم نعمل بالآية الكريمة التوكل على الله..

الزوج: عندما أجد وقتاً سوف أذهب وأستبدل المحرك.

وفي يومٍ من الأيام وبينما عاد يوسف من العمل كعادته، ذهب ليأتي بأبنائه من المدرسة، ركب الأطفال في السيارة في المقعد الخلفي، وعندما سار بهم والدهم أخذوا يلعبون بصوتٍ مرتفع داخل السيارة وبدأ والدهم يراقبهم خلال قيادته، ويطلب منهم أن يهدأوا لأنهم يحدثون ازعاجاً في السيارة ولا يستطيع القيادة، وبينما هو ينبههم وإذا بالسيارة قد فلتت من يديه الأمر الذي أحدث صوتاً مروعاً، لقد حدث ما لم يكن بالحسبان.

السيارة ارتطمت بشجرة كبيرة ثم بالجدار وحصل الحادث الذي كان يخشاه والكل سمع الصوت من سيارة يوسف، في تلك الأثناء أصيب أبناءه بضربات وكسور مختلفة وتوفي أحد هؤلاء الأطفال.

يا للأسف نتيجة كسل يوسف خسر فيها أحد أبنائه لقد فهم الاتكال على الله بالطريقة غير الصحية فكان من الواجب عليه أن يأخذ بالأسباب ثم يتوكل على الله، فلو أنه أصلح الصوت الذي في السيارة والذي حذره منه أحمد مدير المحطة، وكذلك زوجته التي نصحته بأن يقوم بإصلاح تلك السيارة لما حدث ما حدث.

هناك كثير من الناس من يفهم التوكل على الله بطريقة خاطئة؛ لذا يجب علينا دائماً أن نأخذ بالمثل القائل درهم وقاية خيرُ من قنطار علاج. وبعدها نقول توكلنا على الله .

فإنّ يوسف قد خسر أحد أبنائه وهو يقول توكل على الله فلم يكن يستغرق تصليح تلك السيارة سوى ساعات، أو لربما دقائق لقد قضى على عائلة بكاملها من أجل أن يتكاسل ويتهاون في تصليح تلك السيارة.

علينا دائماً أن ندرك أن الله لم يخلق شيء من عبث فقد خلق الداء وخلق مقابله الدواء وكذل تلك السيارة فقد خلقت لتقضي حاجات الناس ولو أن يوسف سلمها للمصلح لما حدث ما حدث والحمد لله على كل شيء.

قال تعالى بسم الله الرحمن الرحيم: “قل لن يصيننا الا ما كتب الله لنا” صدق الله العظيم.

ولن ننسى قوله صلى الله عليه وسلم: “اعقل وتوكل” ويعني يا بني آدم خذ بالأسباب وتوكل على الله. وهذا هو المعنى الواضح للمثل القائل” “درهم وقاية خير من قنطار علاج”.


شارك المقالة: