قصة دينية للأطفال عن زيارة القبور والمقابر

اقرأ في هذا المقال


قال الرسول صلى الله عليه وسلم: “كنت قد نهيتكم عن زيارة القبور، فزوروها فإنها تذكركم بالآخرة”، فزيارة القبور سنة رغب الشرع فيها؛ لأنها تذكر بالموت والآخرة، وهذا يدل على قصر الأمل وكذلك دلالة الزهد في الدنيا.

قصة دينية للأطفال عن آداب زيارة القبور والمقابر

في يوم من الأيام وبينما كان معاذ جالس مع جدته ظهرت على معاذ علامات الحزن والضيق، نظرت جدته إليه وسألته ما بالك يا معاذ أراك حزين؟

قال معاذ: لا شيء ولكني يا جدتي حزين على صديقي حسام الذي ظهرت عليه علامات الحزن اليوم في الصف، وعندما سألته عن سبب حزنه. انهمر بالبكاء.

الجدة: وما الذي أبكى صديقك حسام؟

معاذ: لأن والده قد توفي منذ فترة قصيرة.

الجدة: يجب عليك أن تهون عليه وتصبره يا بني؛ لأنه في حالة حزن وهو بحاجة لمن يهون عليه لا أن تقف موقف الحزين؛ لأن الموت حق علينا ولا يجوز أن نقف مكتوفي الأيدي.

معاذ: وكيف سنساعده؟ وهو عندما ينتهي الدوام المدرسي يذهب عند قبر والده وينهمر بالبكاء.

قالت الجدة: لا يا بني يجب عليك أن لا تترك صديقك وحده وفي هذه الحالة، ويجب عليك أن تذكره بأن الموت حق على الجميع ولا يجوز له أن يبقى على هذه الحالة من الحزن.

معاذ: لكنه لا يستمع لنا، وكأنه فقد وعيه.

الجدة: أريد أن نذهب أنا وإياك لبيت صديقك لنعزي عليه.

معاذ: حسناً يا جدتي.

الجدة : هيا لنأخذ موعد ونذهب لزيارتهم.

قال معاذ: كم انني أحبك يا جدتي فأنت حنونة جداً، وذهبت الجدة ومعاذ لبيت صديق معاذ، وعندما وصلت الجدة ومعاذ سلموا على حسام ووالدته وطلبا منهما أن يطلبا له الرحمة.

الجدة: لقد علمت من معاذ خبر وفاة أباك يا حسام وإنك حزين جداً لوفاة والدك وهذا من حقك، لكن يا بني إن كثرة البكاء لن يستفيد منها والدك ولن تفييدك عليك التحلي بالصبر يا بني عليك الدعاء له بالرحمة.

قالت الجدة: وهل تعلم أنت يا معاذ عن الآداب عند زيارة القبور؟

معاذ: وهل يجب علينا عند زيارة المقابر أن يكون لتلك الزيارة آداب؟

الجدة: نعم لقد حددت الشريعة الإسلامية لكل شيء آداب.

معاذ: إذا كنت تعرفين بهذه الآداب يا جدتي علميني إياها لكي نتعلمها أنا وصديقي.

الجدة: حسناً يا بني، إن لزيارة القبور آداب يجب أن نتبعها يا بني.

قال معاذ: هيا يا حسام لنسمعها ونعرف ما هي؛ لكي نزور والدك.

قالت الجدة: من آداب زيارة القبور التي يجب التحلي بها ما يلي:

  • أولًا يجب عليكم السلام على أهل المقابر المؤمنين والدعاء لهم، حيث علمنا الرسول صلى الله عليه وسلم أن نقول: “السلام عليكم أهل الديار من المؤمنين والمسلمين وإنا إنشاء الله بكم لاحقون”.
  • ومن آداب الزيارة يا معاذ عدم الجلوس على القبور حيث قال الرسول صلى الله عليه وسلم: “لأن يجلس أحدكم على جمرة فتحرق ثيابه خير له من أن يجلس على قبر”.

ثم سأل معاذ جدته وهل يسمح الميت ويشعر بنا؟ قالت الجدة: أجل يا معاذ وأنت يا حسام يجب عليك معرفة أن الميت وهو والدك يعرف بزيارته لك، ويفرح عندما تدعوا له.

فعن عائشة رضي الله عنها قالت عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “ما من رجل يزور قبر أخيه ويجلس عنده إلا استأنس أخيه به وردّ عليه حتى يقوم”.

ولزيارة الولد لأبيه أهمية كبيرة وهي أنه يعتبر من بر الوالدين بعد وفاتهم، فالمؤمن ينقطع عمله إلا من ثلاثة وإحداها ولد صالح يدعو له، فالميت يشعر بزيارة الحي له.

قال معاذ: وما حكم زيارة قبر الوالدين يا جدتي؟

قالت الجدة: هو سنة ووصية عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقد وصى الرسول بها وبآدابها؛ لأنها تخفف على الميت.

ومن الأدعية التي نقوم بالدعاء بها هي: عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “اللهم آنسه في وحشته وفي وحدته، وفي غربته”.

ومن الدعاء للميت: “اللهم اجعل قبره روضة من رياض الجنة ولا تجعله حفرة من حفر النار، اللهم افسح له في قبره مد بصره وافرش قبره من فراش الجنة“. قالت الجدة: رحم الله فقيدكم يا بني وفسح له في قبره.


شارك المقالة: