التكاثر هو الزيادة في المال والجاه والسلطة، وقد بدأ الله تعالى السورة بقوله ألهاكم ومعناها اللهو عن يوم الحساب واليوم الآخر، بالتباهي في الدنيا ورزقها ومنها اللهو عن الموت الذي لا محالة سيحدث أي أنه حقيقة واللهو عنه بأمور دنيوية والتباهي بها ونسيان الحساب واليوم الآخر.
قصة دينية للأطفال عن سورة التكاثر
في القرية الصغيرة حيث كان طلاب المدرسة عائدون من المدرسة إلى البيت، وفي تلك اللحظة وعندما وصلوا إلى المقبرة المجاورة لبيت عز الدين وجدوا أن أناس كثيرون يتجمهرون حول المقبرة الأمر الذي جعل عز الدين يسأل عن المتوفي وعن كنيته.
بعدها عاد الأصدقاء جميعهم للبيت وعندما وصل عز الدين البيت سأل والدته عن المتوفي وبأن الناس من الرجال كلهم جالسون على المقبرة ويبكون بحرقة على المتوفي، مما أدهش عز الدين وجعله يسأل والدته من هو المتوفي؟
أجابت الأم: إنه رجل من الصالحين وكان لا يترك في القرية جائع ولا شخص ليس لديه مأوى إلا وساعده ليعيش بكرامة، فهذا الشخص الصالح يستحق أن تحزن الناس لفقده، فهناك كثير من الرجال الأغنياء الذين لا يهتمون بالفقراء وبحاجة الناس وهم من قال فيه الله تعالى : “الهاكم التكاثر حتى زرتم المقابر”.
عز الدين : وما المقصود بهذه الآية يا أمي؟
الأم: إن المقصود بهذه الآية بأن العباد قد ألهتهم الدنيا والتباهي بالمال والسلطة وكثرة البنين عن التفكر بالموت والحساب وكذلك باليوم الآخر.
وأضافت الأم: حتى زرتم المقابر أي حتى جاءت ساعة الإنسان وهو الموت الذي لا محال قادم على كل إنسان وقد نسيه الناس بسبب اللهو والغفلة عنه بالانشغال بالدنيا وأمورها الزائلة.
عز الدين: أعرف بأنك مشغولة لكن أريد أن أسألك يا أمي ما هو سبب نزول سورة التكاثر؟
الأم: إن من أسباب نزول سورة التكاثر هو:
يقال أن هناك خلاف كبير قد دَبّ بين قومين وهم قوم بنو عبد مناف وقوم بنو سهم، وكان خلافهم على من هم الأكثر جاه وسلطة في قبيلته؟ حتى وصل الأمر بينهم لأن يعدوا الموتى من الذين كان لهم جاه! فهذا يقول قبيلتي أكثر وهذا يقول قبيلتي أكثر، وهكذا وقع الخلاف بين القبيلتين.
ويقال أنها نزلت بين قبيلتين من الأنصار وقد كان الخلاف لنفس السبب، حيث كان الخلاف بينهم أيضًا على الجاه والسلطة والمال.
عز الدين: أشكرك يا أمي لأني لم أكن أعرف عن هذه المعاني.
الأم: نتمنى الرحمة للذي مات اليوم ونتمنى من الجميع وخاصة أصحاب السلطة والأموال؛ ونتمنى أن يفكر جميع الناس باليوم الآخر والحساب وبأن الموت حقا على الجميع وأن لا ينسوا بأن آخرتنا ستكون في القبر وسيأتي يوم الحساب.
ما هي المعاني والعبر المستفادة من سورة التكاثر
- التفكر باليوم الآخر وذلك بدلاً من أن ينشغل الإنسان بالدنيا والمباهاة بما هو زائل وغير باقٍ.
- الانشغال عن طاعة الله تعالى والتفاخر بالأموال والأولاد.
- كما أن الله تعالى يؤكد بأن مصير الناس الموت لا محالة وبأن الناس سيدفنون في بيوت خاصة بهم في تلك المقابر.
- الدنيا تمضي بالإنسان كلمحة بصر، والدنيا تمر بهم على غفلة عن حقيقة الموت.
- على الإنسان أن لا يلهو بأمور الدنيا الزائلة وعليه دائما أن يفكر بالعمل الصالح ليكون جزائه الجنة في الآخرة.
- على الإنسان أن يتباهى بعمله الصالح لا بعدد الأولاد ولا بالجاه ولا بالسلطة.