قصة دينية للأطفال عن كيفية التعامل مع الخدم

اقرأ في هذا المقال


الخدم هم بشر مثلنا لهم مشاعر وأحاسيس ومنهم من أجبرتهم ظروف الحياة على العمل وخدمة من هم عاشوا في ظروف أفضل من ظروف الذي يعمل لديهم، وللخدم حق العناية بهم كباقي الناس فلا يجب علينا أن نقسوا عليهم وعلينا معاملتهم معاملة حسنة وعدم السب أو الشتم؛ لأنهم يشعرون كما نشعر نحن.

تعامل النبي مع الخدم

في البداية علينا أن نقتدي بنبينا وقدوتنا النبي محمد صلى الله عليه وسلم وكيف كان يتعامل مع الخدم بكل طيبة وحنان؛ لأن الخدم في هذه الحالة يصبحون فرداً من أفراد الأسرة التي يعمل فيها ذلك الشخص. ومن ذلك عندما طلبت والدة أنس رضي الله عنها من النبي صلى اله عليه وسلم بأن يدعو لأبنها أنس بن مالك وهو خادم النبي محمد صلى الله عليه وسلم حيث استجاب النبي الكريم لطلب والدة أنس رضي الله عنه ودعا له قائلاً: “اللهم أكثر ماله وولده وبارك له، وأدخله الجنة”، وقد كان أنس بن مالك يفتخر بلقب خادم الرسول صلى الله عليه وسلم.

قصة دينية للأطفال حول التعامل مع الخدم

يحكى أنه كان هناك خادمة تدعى ليالي اضطرتها ظروف الحياة القاسية للعمل كخادمة في أحد البيوت، لقد كان زوجها يعمل في الخارج ولديها طفل في الصف الرابع؛ مما اضطرها لأن تعمل من أجل تأمين ثمن الدراسة والكتب لطفلها بالإضافة لمصروف البيت اليومي.

لقد عملت ليالي عند بيت في مدينة وكانت مخلصة في عملها والجميع كان يحبها، كما ولو أنها فرد من أفراد العائلة؛ لأنها كانت نظيفة ومخلصة وأمينة تهتم بشؤون البيت بالكامل كما ولو أنه بيتها.

وفي يومٍ وبينما كانت ليالي تعمل في المطبخ جاءها صاحب البيت وقال لها: بأن زوجها على الهاتف يريد أن يتحدث معها، في ذلك الوقت فرحت ليالي بذلك الهاتف، وفي لحظة بدأت ملامح صوت ليالي تتغير وبدت حزينة جداً بعد المكالمة.

الجميع وعندما سمع بنبرة الحزن في صوت ليالي طلب صاحب البيت من زوجته أن تدخل وترى ماذا حدث مع ليالي.

وبالفعل دخلت الزوجة إلى ليالي في المطبخ وسألتها إذا كان بالإمكان مساعدتها؛ لأن الجميع يسأل عن سبب حزنها لأن الجميع يهتم بأمرها.

وليالي بدورها بدأت الحديث إن والدتي مريضة جداً وهي بحاجة لعملية جراحية كما قال لي زوجي، وبدأت ليالي بالبكاء لأن النقود التي جمعتها ستكون من أجل تلك العملية وستكفيها، لكن المشكلة بأنه لن يبقى لي من النقود شيئاً، في ذلك الوقت طلبت السيدة من ليالي بأن تهدأ وستحاول أن تحل مشكلتها.

ذهبت السيدة صاحبة البيت إلى زوجها وتحدثت معه عن الوضع الذي تمرّ به ليالي، فقال لها قولي لها بأن لا تقلق؛ لأنني سأحاول مساعدتها وسأؤمن لها ما تحتاج من النقود.

قالت الزوجة:  أشكرك يا زوجي العزيز على رقّة قلبك وحنانك الذي لا مثيل لهما، والزوج بدوره قال لها لا تشكريني فهذا واجب علينا جميعا؛ لأن رسولنا الكريم قد حثنا على احترام الخدم والعناية بهم فالرسول الكريم كان قدوتنا في كيفية التعامل مع الخدم بصورة تليق بإنسانيتهم.

بالفعل ذهبت السيدة صاحبة البيت إلى ليالي وطلبت منها بأن تهدأ، وزوجها سيساعدها لكي تعمل العملية لوالدتها دون أن تدفع أية نقود.

فرحت ليالي كثيراً بما سمعت وبعد فترة وجيزة عملت والدة ليالي العملية ونجحت، وبقيت ليالي تعمل مع تلك العائلة وهي في حالة سرور وراحة؛ لأنها وجدت عائلة تخاف عليهم ويخافون عليها وعلى مصلحتها.

العبر المستفادة من قصة اللين بالتعامل مع الخدم

  • على الجميع مراعاة ظروف الخادم مهما كانت ظروفه، ولا يجب أن يتعالى عليه.
  • جميع من في البيت عليهم احترام الخادم ومعاملته معاملة تليق بالبشرية، وكأنه واحد من البيت.
  • المعاملة الإنسانية للخادم تزيد من احترام الخادم لمن يعمل عندهم والمحافظة على أبنائهم وأموالهم.
  • تقديم المساعدة للخادم إذا احتاج لها.

وهكذا نستنتج أنه علينا أن نحترم الخادم مهما كانت جنسيته، وكذلك لونه فللخادم الحق بأن يُحترم وكذلك بأن نحافظ على صحته وأن نعطيه حقوقه المالية، بالإضافة والأهم المحافظة على إنسانية ذلك الخادم؛ لأنه قبل كل شيء هو إنسان بحاجة للراحة والشعور بالطمأنينة.


شارك المقالة: