لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق تعني أنه يجب علينا دائما أن نكون حذرين بأن لا نطيع أحد من أجل إرضائه وإغضاب الخالق، فالله تعالى أحق بالطاعة مهما كان نوع العقاب الذي سيقع على الفرد، لا لحاكم ولا لمدير عمل ولا حتى للوالدين.
قصة دينية للأطفال عن لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق
في مدينة صغيرة كان يحكمها حاكم يُعرف عنه بالعدل والجبروت من أجل إحقاق الحق، وكان هذا الحاكم يُعرف عنه بأنه لا يرحم من يرتكب الخطأ حتى ولو كان أحد أولاده.
في يوم من الأيام دخل الحاكم على ابنه ووجد عنده مغنية تغني له، وهو في حالة طرب الأمر الذي أثار غضب الحاكم وقال الولد بأنه فقط يريد الطرب.
تركه والده وخرج في يوم من الأيام وجد الرجل الصالح الذي يعرف بأخلاقه ودينه وعرف عنه بأنه لا يرضى بمعصية، وجد ذلك الرجل الراقصة ومعها عود الغناء الذي كانت تعزف عليه فأخذه من يديها وكسره.
في تلك الفترة رأى أحد الحاشية ما فعله ذلك الرجل الصالح بالعود وكيف كسر قلب تلك المرأة؟ الأمر الذي جعل الحاشي ينقل الخبر لأبن الحاكم ومن ثم نقل الخبر الى الحاكم وطلب من الحاشي أن يحضر الرجل الصالح؛ ليخبره عما حدث.
فسأل الحاكم الرجل الصالح: هل أنت من كسر العود؟
الرجل الصالح: أجل أنا من كسره.
الحاكم: لماذا لم تضع كرامة للعود من أجلي؟
الرجل الصالح: لأنني أعرف بأنه لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق، وأضاف أنا لا أكرم شيئاً لك ويكون بمعصية الخالق، حيثُ لا طاعة لمخلوق بمعصية الخالق.
عند ذلك طلب الحاكم من الرجل الصالح أن يغير ما يراه منكر، وعليه دائما أن يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر؛ لأنه قد سرّ بما سمعه من الرجل الصالح الذي أجاب وبكل صراحة أن المعصية معصية ولا يجوز لنا أن نكرم معصية لترضي الخلق في معصية الخالق.
سأل الحاكم: أريد منك أن تمنع المنكر وأنا سأكون وراءك ولا تخشى أحداً؛ لأنني معك وأنت على حق وهكذا فإن الرجل الصالح قد غير فكرة الحاكم بمعاقبته، وبدلاً من ذلك أمره بأن يغير كل ما فيه منكر وأن يأمر بالمعروف، حيث قال تعالى: “كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله” صدق الله العظيم. ولقد نجا الله الرجل الصالح وجعل هذا الحاكم يحبه ويكرمه .