اقرأ في هذا المقال
الأم هي أساس البيت وعماد المجتمع، وكل يوم يعتبر عيد للأم منذ أن تضع طفلها وحتى الشيخوخة فالأم هي من تعبت وسهرت وربّت فكل يوم للأم هو عيد، فمن دون الأم لا يكتمل المجتمع.
قصة دينية للأطفال عن الأم والتضحيات التي تقدمها
في يوم من الأيام كانت هناك أسرة مكونة من أب وأم وكان لتلك العائلة طفل صغير، كانت تلك العائلة تركب السيارة وذاهبون في رحلةٍ للتنزه، في طريق العودة حصل ما لم يكن بالحسبان، فقد حصل مع تلك العائلة حادث سير وكان فظيعاً.
لم ينتهي ذلك الحادث حتى توفي الأب، ودخلت الأم المستشفى لعلاج بعض الخدوش والجروح التي حصلت لها نتيجة ذلك الحادث، أما الطفل والذي يسمى أحمد كان قد أصيب بعينيه.
في ذلك الوقت كانت الأم وبالرغم من ألمها تسأل الأطباء عن ولدها، كيف حال طفلي؟ هذا كل ما كانت تسأل عنه لم تسأل عن نفسها وما إذا كانت ستخرج من المستشفى سليمة معافاة.
عندما استيقظت الأم تماماً من الحادث علمت أن زوجها قد توفي وطفلها أحمد بصحة جيدة، لكنه بحاجة لعملية، حيث أصيبت إحدى عينيه نتيجة ذلك الحادث، سألت الأم وما هي تلك العملية؟
أجابها الطبيب: هو بحاجة لأن يأتي أحد ويتبرع له بقرنية.
قالت الأم: أنا سأتبرع بكل أعضائي المهم في الأمر أن أرى طفلي سليمًا معافى.
لم يندهش الطبيب مما قالته الأم فهو يعلم تمامًا أن الأم تفتدي ابنها بحياتها، وهذا لربما يكون موقف الكثير من الأمهات.
المهم أنّ الأم قد دخلت غرفة العمليات وطفلها في الجهة المقابلة وأجرى الطبيب العملية وعندما أيقظها الطبيب سألت الأم الطبيب كيف حال طفلي أحمد؟ هل رُدّ إليه بصره؟
أجابها الطبيب: إنه في أحسن حال، حمدًا لله على السلامة يا أم أحمد لك ولإبنك.
خرجت الأم وابنها من المستشفى إلى البيت وبعد أن تعافت الأم تماماً، وكذلك الطفل فكرت الأم كيف ستعيش بعد اليوم، فالزوج لم يترك لها ما يكفيها هي وطفلها.
قررت أن تعمل في المدرسة في التنظيف؛ لكي تستطيع أن تكمل مشوار حياتها مع ابنها دون أن تمدّ يدها لأحد، بالفعل عملت الأم في مدرسة قريبة من بيتها ووضعت أحمد في تلك المدرسة.
مرت الأيام وكبر الطفل ودرس في نفس المدرسة التي كانت تعمل بها والدته وكان من المتفوقين في المدرسة، وفي يوم من الأيام ذهبت الأم للصف لتسأل المعلمات عن طفلها، والطلاب الذين كانوا في نفس الصف مع أحمد أخذوا يستهزؤون من أم أحمد؛ لأن عينها لم تكن سليمة بالإضافة لأنها تعمل خادمة في المدرسة.
عاد أحمد للبيت وقال لأمه لا أريد منك أن تسألي عني، لقد جعلتي مني أضحوكة بين زملائي في المدرسة.
بعد أن أكمل أحمد دراسته في تلك المدرسة؛ ولأنه من المتفوقين ذهب يدرس في الخارج في منحة دراسية، ومرت الأيام والأم تبكي على فراق أحمد، لكن أحمد لم يكترث بدموعها التي كانت بسبب فراقه ولم يسأل عنها أبداً.
أحمد أنهى دراسته وتوظف في إحدى الشركات وتزوج في الخارج وأنجب الأطفال، وكانت الأم تحاول كثيرًا أن تتواصل معه وفي يوم قررت أن تذهب له في الخارج.
بالفعل ذهبت ورآها أحمد، وقال لها: لماذا أنت هنا يا أمي؟
قالت له الأم: لقد اشتقت لك وأريد أن أرى أحفادي قبل أن أموت يا بني.
قال أحمد: هذا مستحيل؛ لأنني لم أخبر زوجتي أنك على قيد الحياة وكذلك أطفالي لقد قلت لهم أنك ميتة، فعادت الأم مكسورة القلب لبيتها.
وفي يوم رغبت المديرة التي في مدرسة أحمد السابقة أن تكرم الأمهات وكذلك الأطفال الذين تفوقوا لسنوات وماذا حصل لهم بعد التفوق في الحياة، وبعثت بطاقة دعوة لأحمد وكذلك أمه كانت من ضمن الذين تنوي المديرة تكريمهم ودعوتهم.
في يوم الاحتفال بالأمهات جاء أحمد للاحتفال، ولكنه اندهش عندما لم يرى أمه في صفوف الحاضرين.
ذهب للبيت الذي كان يسكنه هو وأمه، لكنه قد وصل بعد فوات الأوان فالأم قد فارقت الحياة، ولكنه وجد رسالة محزنة جدًا ومن ضمن ما كتبت في تلك الرسالة:
ابني العزيز كم تمنيت أن أراك عندما تتخرج، ولطالما حلمت بأن أزوجك، لقد تمنيت كثيراً أن أرى أبناءك، لقد كنت تخجل مني بسبب عيني، لكن ما أود أن أقوله لك بأنه وأنت صغير حدث معنا حادث وأصيبت إحدى عينيك وقد تبرعت بقرنيتي لك؛ لكي يعود لك بصرك وأنحرم أنا البصر، يا بني لم أحدثك بما جرى حتى لا تشعر بعذاب الضمير.
في تلك الفترة فكر أحمد بكل ما حدث وكيف كان يتصرف مع والدته والدموع كادت أن تحرق وجنتيه، وهو يقول أمي سامحيني لكن كان قد فات الأوان للندم.
قصة دينية للأطفال عن الأم وحكم القاضي
في يوم من الأيام كانت هناك عائلة تملؤها السكينة والطمأنينة، وكان لديهم طفل لا يتجاوز السنتين من العمر قرر الزوجان ولأسباب خاصة بهما الانفصال عن بعضهما، ولكن كان الخلاف بينهم هو حول الطفل مع من سيبقى الطفل.
بالنهاية قرر الزوجان أن يختصما عند القاضي والذي سيفهم الخلاف بينهما ويحل المشكلة.
قال القاضي للزوج: ما هي مشكلتك؟ طرح الزوج قضيته أمام القاضي وقال له: أيها القاضي أنا الأب الذي لطالما تعبت لأجلب لإبني قوت يومه وملابسه وحاجياته، وعندما أذهب للفراش أنام وأنا منهمك من التعب، فمن سينفق عليه غيري.
نادى القاضي على الأم وسألها: ما هي مشكلتك؟ أجابت الأم: سيدي القاضي لقد حملت الطفل في أحشائي لفترة تسعة أشهر ولا يعلم بألمي ووجعي إلا الله والذي جرب الألم.
وقد حملته ووضعته وهن على وهن، ورأيته خرج للدنيا وأنا في حالة شوق وانتظار لرؤيته بالرغم من كل التعب الذي وجدته، أيها القاضي إن زوجي ينام ليله الطويل وأنا أسهر على راحة طفلي حيث أستيقظ في الليل لأعلم إن كان به ألماً أم هو جائع وزوجي نائم لا يعلم شيء.
يا سيدي أنا أريد طفلي أن يبقى بجانبي ولا أستغني عنه في الليل ولا النهار؛ لأنني أتفقده من فترة لأخرى إذا كان نائم أو جائع أو غيره، وزوجي ليس له إلا أن يعمل في الخارج ويأتي في المساء يأكل وينام وهو لا يعلم شيء عن ابنه.
وبكت الأم كثيراً أمام القاضي خوفاً على إبنها، فقال القاضي بعد سماع آرائهم: قررت أن يبقى الطفل مع من حملت ووضعت وربّت، سوف يبقى الطفل مع أمه مع استمرار نفقة الأب عليه والسماح له برؤيته في مدة محددة.