قصة سالم بن عبد الله بن عمر مع هشام بن عبد الملك في الحرم

اقرأ في هذا المقال


القصص التي كانت مع الخلفاء والصحابة والأمراء والملوك متعددة، وفي هذ المقال سوف نتناول التحدث عن قصة سالم بن عبدالله بن عمر مع هشام بن عبدالملك في الحرم.

ما هي قصة سالم بن عبد الله بن عمر مع هشام بن عبد الملك في الحرم

في ذات مرَّة دخل هشام بن عبدالملك وهذا إلى حجر الكعبة المشرَّفة، فإذا هو قد لقى سالم بن عبدالله فقال هشام لسالم رضي الله عنهما: “إني لأستحي من الله أن أسأل في بيته غيره؛ أي أنَّه يستحي من الله تعالى أن يدعو ويطلب شيء من أحد غيره سبحانه وتعالى، وعندما خرج سالم خرج هشام متعقباً لأثره” أي أنَّه كان خلفه”، فقال له حينها:” الآن قد خرجت من بيت الله فسلني حاجة”.

فردَّ عليه سالم وقال: “من حوائج الدُنيا أم من حوائج الآخرة”، فردَّ هشام بن عبدالملك قائلاً: “من حوائج الدنيا”، فقال سالم: “إني ما سألت الدنيا من يملكها، فكيف أسألها من لا يملكها”؛ أي أنَّه لم يطلب حاجته من الله تعالى مالك الدنيا والآخرة فهل يطلبها منه هو؟

وكان سالم بن عبدالله ذو الصفات الخشنة وهذا في العيش، حيث يُذكر أنَّه رضي الله عنه كان يرتدي الصوف الخشن، كما وكان أيضاً يُعالج أرض كانت له وغيرها من الأعمال الأخرى وكان له رضي الله عنه من الزهد والورع ذاك الشيء العظيم.

ويُذكر أنَّه كان زاهداً في الدنيا كما ويبلغ من زهده بأنَّه لم يكن يعمد إلى جمع شيء معين إلّا ابتغاء الدار الآخرة، وفي ذات مرَّه دخل عليه ميمون بن مهران فعمد إلى تقويم بيته ولم يجد أنَّه يُساوي سوى مئة درهم.

وعطاء بن السائب يروي أنَّ: الحجاج قد دفع إلى سالم بن عبدالله سيف كما وأنَّه قد أمره بقتل رجل، فقال سالم رضي الله عنه للرجل:” أمسلم أنت؟”، فردَّ عليه قائلاً: “قال نعم امض لما أُمرت به”، ثم سأله قائلاً: صليت صلاة الصُبح؟ فقال له نعم، قال: فرجع إلى الحجاج فقد رمى إليه السيف، ثم قال: إنَّه ذكر أنَّه مُسلم، كما وأنَّه قد عمد إلى صلاة الصُبح اليوم، وأنَّ سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام قال آنذاك: “من صلى صلاة الصُبح فهو في ذمة الله”.

فقال الحجاج حينها بمعنى كلامه أنَّه لم يقتله لأنَّه صلى الصُبح، ولكنَّنا قد قتلناه لأنَّه كان يُعين على قتل الصحابي عثمان بن عفان رضي الله عنه، وقال سالم رضي الله عنه: “ها هنا من هو أولى بعثمان مني”، ثم أعلم عبدالله بن عمر بهذا الأمر فقال حينها: ما فعل سالم؟، قالوا له أنَّه قد فعل كذا وكذا، فردَّ بن عمر عليهم وكان يقول آنذاك: “مكيس مكيس.

وكتب سالم إلى عمر بن عبدالعزيز يقول بمعنى كلامه أنَّ الخلافة قد تولاها العديد من الخُلفاء والملوك من قبلك، وأقوام على ما قد رأيت قد ماتوا، كما وأنَّهم لاقوا الله تعالى بشكل منفرد كل على حدة وهذا من بعد الجموع والحفدة والحشم، كما وأنَّهم قد عالجوا نزع الموت الذي كانوا منه يهربون.

وقال أنَّ أعينهم قد انفقأت تلك التي لم تكن تنظر لنفسها، كما وأنَّها قد اندفعت رقابهم وهم بشكل غير موسدين وهذا بعد الوسائد التي كانوا يستندون عليها وتظاهر الفرش وكذلك المرافق والسرر إلى جانب الخدم الذين كانوا لديهم، كما وأنَّ بطونهم التي كانت لم تشبع قد انشقت، حيث أنَّهم أصبحوا جيفاً وهذا بعد تلك الروائح العطرة والطيبة.

حتى لو أنَّهم كانوا إلى جانب مسكين ممكن كانوا يحتقرونه وهم على قيد الحياة؛ وهذا لتأذى بهم والنفر منهم وهذا بعد إسراف الأموال وهذا على أغراضهم وهذا من كل من الطيب وكذلك الملابس الفاخرة اللينة، حيث أنَّهم كانوا يسرفون الأموال وهذا في أغراضهم وأهوائهم كما وأنَّهم عمدوا إلى التقتير وهذا في حق الله تعالى وأمره أيضاً.

فإن استطعت أن تجدهم يوم القيامة وتلقاهم وهم محبوسين وكذلك مرتهنون بما عليهم وأنتَ غير محبوس، وكذلك لا مرتهن بشيء فافعل واستعن بالله تعالى ولا قوة إلّا بالله تعالى.

وتوفي سالم بن عبدالله رضي الله عنه وهذا في سنة مائة وستة للهجرة وهذا في آخر شهر ذي الحجة كما وأنَّه قد دُفن في البقيع.

من هو سالم بن عبد الله بن عمر

حفيد الفاروق الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه، وهو الإمام الزاهد، كما ويعتبر مفتي المدينة المنورة، ويُعد هذا من سادات التابعين ويُعد من عُلمائهم وثقاتهم كذلك، كما وكان رضي الله عنه أشبه الناس وهذا بجده الخليفة عمر بن الخطاب، ألا وهو سالم بن عبدالله بن عمر، الذي كان يُكنَّى بأبي عمر، ولد في أثناء خلافة الصحابي والخليفة عثمان بن عفان رضي الله عنه.


شارك المقالة: