كفارات الصّيام

اقرأ في هذا المقال


تعريف الكفارة:

ومعنى الكفارة في الصّيام: هو أنَّه من أفطر في نهار رمضان عامداً، فعليه القضاء ودفعكفارةٍ، أمّا الأمور التي توجب الكفارة في الصيام فهي: الأكل، الشرب، عامداً، والجماع ونزول السائل المنوي كنتيجة للشهوة، والدليل في الحديث القدسي “يدع طعامه وشرابه وشهوته من أجلي”.

والحكمة من تشريع الكفَّارة هي:إنَّ حكمة الله تعالى اقتضت مجازاة الناس على قدر أعمالهم ، خيرها وشرِّها، والدليل على ذلك الكتاب والسنَّة النبوية، ومعلوم أنَّ الله سبحانه وتعالى قد كتب على نفسه الرَّحمة، وأنَّ رحمته سبقت غضبه، فتوفيقًا بين ما قضاه الله وقدَّرَه ومراعاة لتقصير الناس فيما أمرهم به، شُرعت الكفَّارة، لما يُرجى من ورائها من ستر الذنب وتهذيب نفس المسلم وصيانتها من الوقوع فيما نهى الله عنه.

أقسام الكفارات:

وتنقسم كفارات الصيّيام الي أربعة أنواع:

أولاً: كفارة الظِّهار :

قبل أن نتحدث عن كفارة الظهار سوف نتحدث عن معنى الظِّهار وحُكْمه في الإسلام.

الظهار: هو أن يقول الرجل لزوجته: أنتِ عليَّ كظهر أمي، ولا يختص الظهار بلفظ الأم فقط، بل يمكن أن يكون بتشبيه الزوجة بكل امرأة محرَّمة عليه تحريماً مؤبَّدًا كابنته أو جدته أو أخته أو عمته أو خالته أو ابنة أخيه أو ابنة أخته، إذ كل هؤلاء في حُكم الأم في الحرمة المؤبدة .

حُكْمُ الظِّهار : يقول الله تعالى: (الَّذِينَ يُظَاهِرُونَ مِنْكُمْ مِنْ نِسَائِهِمْ مَا هُنَّ أُمَّهَاتِهِمْ إِنْ أُمَّهَاتُهُمْ إِلاَّ اللاَّئِي وَلَدْنَهُمْ وَإِنَّهُمْ لَيَقُولُونَ مُنْكَرًا مِنَ الْقَوْلِ وَزُورًا وَإِنَّ اللَّهَ لَعَفُوٌّ غَفُورٌ)”المجادلة 2 “.

كفََّّارة الظهار :أما كفارة الظهار فهي قال الله تعالى:(وَالَّذِينَ يُظَاهِرُونَ مِنْ نِسَائِهِمْ ثُمَّ يَعُودُونَ لِمَا قَالُوا فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَتَمَاسَّا ذَلِكُمْ تُوعَظُونَ بِهِ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ * فَمَنْ لَمْ يَجِدْ فَصِيَامُ شَهْرَيْنِ مُتَتَابِعَيْنِ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَتَمَاسَّا فَمَنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَإِطْعَامُ سِتِّينَ مِسْكِينًا ذَلِكَ لِتُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ وَلِلْكَافِرِينَ عَذَابٌ أَلِيمٌ)”المجادلة3 4″.

من هذه الآيات المباركة يتَّضح أنَّ كفارة الظِّهار هي واحدة من ثلاث حسب ترتيبها كما يلي:

أولاً: عتق رقبة مسلمة.

ثانيًا: صوم شهرين متتابعين.

ثالثًا: إطعام ستين مسكينًا من أوسط ما يأكله الزَّوج ،ولا يجوز دفع قيمة الطعام نقودًا .
روى الترمذيُ عن محَمَّد بن عبدِ الرَّحمَنِ بنِ ثَوبَان أَنَّ سَلمَان بن صخرٍ الأنصارِيَ أَحد بَنِي بيَاضة جَعَل امرَأَتَه عَلَيهِ كَظَهرِ أُمِّه حَتَّى يَمضي رمضان فَلَمَّا مَضى نِصْفٌ مِن رَمَضَان وَقَع عَلَيْهَا لَيْلًا فَأَتَى رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وسَلَّمَ فَذَكرَ ذَلِكَ لَه فَقَالَ لَه رسول اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عَلَيه وسلَم أَعتِق رَقَبَةً قَال لَا أَجِدها قَال فصم شَهرَينِ مُتَتَابِعَينِ قَالَ لَا أَستَطِيع قَالَ أَطْعِم سِتِّينَ مِسكِينًا قَالَ لَا أَجِدُ فَقَالَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ لِفَروَة بنِ عمرو أَعطِه ذَلِكَ العرَق وَهو مِكْتَل يَأخُذ خَمسَةَ عَشَر صاعًا أَو سِتَّةَ عَشَرَ صَاعًا إِطْعَامَ سِتِّينَ مِسكِينًا. “حديث صحيح” صحيح الترمذي للألباني”.

قال ابن قدامة: أَجمع أَهل العلمِ على وجوب التَّتَابع في الصيَام فِي كَفَّارة الظِّهارِ، وأَجمَعوا علَى أَنَّ من صَام بعض الشَّهرِ، ثمَ قطَعه لغيرِعذر، وأَفطَر، أَنَّ عَلَيه استِئنَاف الشَّهرين. (المغني لابن قدامة).

فلا يجوز الانتقال من عتق الرَّقبة إلى الصوم إلَّا إذا عجز الزوج عن عتق الرَّقبة، ولا يجوز الانتقال إلى الإطعام إلَّا إذا عجز عن الصوم.
أمَّا إذا عجز الزوج عن كفَّارة الظهار فإنَّها تبقى في ذمَّته لحين ميسرة.


شارك المقالة: