قصة إبليس مع آدم عليه السلام في الجنة

اقرأ في هذا المقال


ما هي قصة إبليس مع آدم عليه السلام في الجنة؟

عندما أمر الله تعالى الملائكة بالسجود لآدم سجدوا كلهم إلا إبليس، فترتب على رفضه الطرد من الجنة، فقال تعالى: “فاخرج منها فإنك رجيم” الحجر:33. وقال تعالى أيضاً: “قال فاهبط منها فما يكون لك أن تتكبر فيها فاخرج إنّك من الصاغِرين” الأعراف:13. فخرج إبليس من الجنة صاغراً، ودخل آدم وزوجه الجنة مكرماً ثم جاء إبليس ليوسوسُ لآدم وزوجه عليهما السلام، فقال تعالى: “فوسوس لهما الشيطانُ ليُبدي لهما ما وري عنهما من سوءاتهما، وقال ما نهاكما ربّكما عن هذه الشجرة إلّا أن تكونا ملكينِ أو تكونا من الخَالِدين، وقاسمهما إنّي لكما لمن الناصحين” الأعراف:20-21. وقال تعالى أيضاً: “فوسوسَ إلّيّه الشيطان قال يا آدم هل أدلك على شجرةِ الخلد وملكٌ لا يُبلى” طه:120.

سياق الآيات السابقة يدل على أنّ إبليس دخل الجنة وحاور آدم وزوجه وحَادثهما وأقسم لهما، فكيف دخل إبليس الجنة وهو مطرودٌ منها، للعلماء في تخريج ذلك على عدة أقوال ومن أهمها:

  • يجوز أن يُمنع إبليس دخول الجنة على جهة التكريم، مثل دخول الملائكة ولا يُمنع أن يدخل على جهة الوسوسة ابتلاءً لآدم وحواء.
  • قال بعض أهل الأصول لعل آدم وحواء عليهما السلام كانا يخرجان إلى باب الجنة وإبليس كان بقرب الباب فيُسوسُ إليهما.
  • إنّ إبليس دخلَ الجنة في صورة دابة من الدواب، فدخل ولم تعرفه الخزنة.
  • وقيل إن إبليس لم يدخل الجنة، ولكن أرسلَ بعض أتباعه فزّلهما.
  • قال الحسن البصري: إنّ إبليس وقفَ على باب الجنة وناداهما؛ لأنه كان ممنوعاً من دخولها.
  • وقال آخرون: إن إبليس لم يدخل الجنة ولم يصل إلى آدم بعدما أخرج منها، وإنما وصل إليه بوسواسه الذي أعطاهُ الله تعالى؛ لأن الشيطان يجري من آدم مجرى الدم في العروق.
  • وقال آخرون: إن إبليس كان في الأرض، وأصل الوسوسة إليهما في الجنة قال بعضهم هذا بعيد؛ لأن الوسوسة هو كلامٌ خفي والكلام الخفي لا يمكن إيصالهُ من الأرض إلى السماء.
  • وقيل دخلها بالحيةِ، وأصحاب هذا القول استدلوا بالرواية التي رواها وهبة بن منبه والَسدى عن ابن عباس رضي الله عنهما وغيره: أنه لما أراد إبليس أن يدخل الجنة منعتهُ الخزنة، فأتى الحية، وهي دابة لها أربع قوائم كأنها البختية، وهي كأحسن الدواب بعدما عرض نفسه على سائر الحيوانات فما قبله واحدٌ منها فابتلعتهُ الحية، وأدخلته الجنة خفيةً من الخزنة، فلما دخلت الحية الجنة خرج إبليس من فمها واشتغل بالوسوسة، فلا جرم لُعنت الحية وسقطت قوائمها، وصارت، تمشي على بطنها، وجعل رزقها من التراب، وصارت عدواً لبني آدم.
    إن هذه الرواية مرفوضة فهي منقولة عن أهل الكتاب الذي جاء سفر التكوين، وكانت الحية أحُيل جميع حيوانات البرية التي عملها الرب الإله فقالت للمرأة أحقاً قال الله لا تأكلا من كل شجر الجنة فقالت المرأة للحية من ثمر شجر الجنة تأكل، وأما ثمر الشجرة التي التي في وسط الجنة فقال الله لا تأكلها ولا تمساه لئلا تموتا فقالت الحية للمرأة لن تموتا. فإن إبليس قد استخدم الحية في إغواء آدم وحواء على حسب رواية التكوين يقول الرازي معلقاً على تلك الرواية، وأعلم أن هذا وأمثاله مما لا يجب الالتفات إليه؛ لأن إبليس لو قدر على الدخول في فم الحية، فلم لمُ يقدر على أن يجعل نفسه حية ثم يدخل الجنة، ولأنه لما فعل ذلك بالحية فلم عوقبت الحية مع أنها ليست بعاقلةٍ ولا مكلفة.
  • إن إبليس دخل الجنة بعد أن طُرد منها كما يدخل اللص اللئيم، وخالف أمر الله بعدم دخولها؛ لأنه قد حقت عليه اللعنة بعد أن أبى وتكبر عن السجود لآدم متحدياً باغياً، فلا تضره بعد ذلك أن تتكرر مخالفته ما دام مصيره إلى جهنم خالداً فيها.
    هذا تخريج ذكره عبد الوهاب النجار ومال إليه ورجحه وهذا التخريج طيب نميل إليه ورجحه، وهذا التخريج طيب نميل إليه أيضاً؛ لأن الإنسان يتعدى أحياناً على الأوامر والنواهي التي صدرت من الله كالزنى وشرب الخمر وغيرهما من المنكرات، وهذه نواهي نهانا الله عنها، فإن إبليس طرده الله من الجنة ودخلها متعدياً باغياً لأمر الله كالزاني والسارق عندما يتعدون على أمرالله والله أعلم بالصواب.

معصية آدم لأوامر الله واتباعه لإبليس:

دخل آدم وزوجه الجنة، وأثناء دخولها حَذرهما الله من الاقتراب من الشجرة، كما حَذرهما من إغواء إبليس، وعاش آدم وحواء في داخل الجنة كأسعد ما يكون الزوجين يسرحانِ ويمرحانِ ويقطفانِ من ثمار الجنة، ويَشربان من عذبِ مائها ويتنَسما من رحيقِ أزهارها، يتمتعان بكل ما لذ وطاب من روح وريحان وثمار، إلا تلك الشجرة التي حذر الله تعالى منها آدم وزوجه من الاقتراب منها فقال تعالى: “ولا تقربا هذه الشجرة فتكونا من الظالمين” البقرة:35.


شارك المقالة: