كيف يتحقق التوحيد في العقيدة الإسلامية؟

اقرأ في هذا المقال


بعد أن يفهم المسلم معنى التوحيد، ويتعرف على أنواعه، وشروطه وفضائله، لم يبقى عليه سوى أن يعمل بما تعلمه، ليُحقق معنى التوحيد، ويصل إلى مقتضياته وأهدافه، وفي هذا المقال سنتحدث عن الأمور التي يحقق المسلم التوحيد من خلالها.

كيف يتحقق التوحيد؟

يحقق المرء التوحيد الذي أمر الله تعالى به العباد، من خلال الابتعاد عن كل ما يتعلق بالشرك بالله، وتصفية المعتقدات والأفعال من البدع والشبهات والخرافات، وترك الرذائل والمعاصي، والتوكل على الله تعالى، والإيمان بأنّ كل ما يتعلق بحياة الإنسان هو بيد الخالق عز وجل.

ولا يعني ذلك أن يصل المرء للعصمة المطلقة من المعاصي، والابتعاد المطلق عن الذنوب، فقد يفوق ذلك قدرات الإنسان وإمكاناته، وقد يقع الإنسان بالمعاصي والذنوب دون أن يعلم بذلك، أو أنْ يرتكب ذنباً رغماً عنه.

لكن على العبد أن يستمر على التوبة والاستغفار، إذا وقع في ذنب يخلّ بصحة أفعاله، أو أقواله، أو معتقداته، ويكون أكثر حرصاً على عدم الوقوع بالمعصية.

ولا يجوز للمسلم أن يرتكب معصيةً مقصودة، بحجة أن الله تعالى فتح له باب التوبة، فهذا فسق وعصيان، لأوامر الله تعالى، واستهتار بأحكام الدين، وعدم احترام مكانته.

ويتفاوت المسلمون في درجة الإيمان والتوحيد، من خلال تفاوت ما في قلوبهم من جزم وتصديق، ومدى حرص كل مؤمن على الابتعاد عن ارتكاب المعصية، وترك العمل بالبدع والأوهام، ومن أهم ما يتفاوت به العباد في إيمانهم، مستوى تحقق الإيمان بالله تعالى والتوكل عليه في كل الأمور.

ما ثواب تحقق التوحيد؟

وعد الله تعالى المؤمن الذي يحقق التوحيد في قلبه، وقوله وفعله، بالفوز بالآخرة ونجاته من العذاب والحساب، ودخول الجنة. وعدّ النبي _عليه الصلاة والسلام_ أهل التوحيد من السبعين ألفاً الذين كتب الله لهم دخول الجنة بلا حساب ولا عذاب، وقال _صلى الله عليه وسلم_: “هُمُ الَّذِينَ لا يَسْتَرْقُونَ، ولَا يَتَطَيَّرُونَ، ولَا يَكْتَوُونَ، وعلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ “ رواه البخاري.

وبالتوحيد يكون الإنسان قد عمل بما جاء في كتاب الله وسنة نبيه، من أحكام وعبادات ومعتقدات، ويكون قد حقق الغاية التي وُجد من أجلها على وجه الأرض، وفاز بما وعد الله تعالى به المؤمنين الموحدين، والله سبحانه وتعالى عزيز كريم، رحيم بعباده.


شارك المقالة: