كيف ينتهي عقد الزواج؟

اقرأ في هذا المقال


الزواج:

الزواج: وهو أحدُ العادات الإجتماعيّة المتوارثةُ منذ الأزل، وهو رباطٌ مُقدّس يربط بين شخصين، أساسهُ الحبُ والاحترام المتبادل بينهما؛ بحيثُ يعملانِ معاً على إنشاء أسرة. والهدف الرئيسي من هذه الأسرة هو: إعمار الأرض وبناء مجتمعات قويّة ومتحضّرة. كما ويعتبر الزواج هو الوسيلة الشرعية التي تنضبط تحتها العلاقة الجنسية، وهو الإطار السليم الذي يجب أن يولدُ فيه الأبناء.

إنهاء عقد الزواج:

ينتهي عقد الزواج بانفصال الأزواج بعضهم عن بعض بواحد من الأمور والحالات الآتية وهي: “الوفاة، والطلاق، والفراق، واللعان، والظهار، والفسخ، والردة وسنوضح عن كل واحدة بمقال محدد.

وفي كل حالة من هذه الحالات هناك قواعد وحدود وآداب شرعية يجب أن يُحسَن التزامها، وسوف نبيّن كل ذلك تفصيلياً هذه الحالات في هذا المقال.

الوفاة:

الوفاة: هو الموت: وهو سنة من سنن الحياة التي لا تتخلّف ولا يمكن الفَرار منها، وهو يصيب الأزواج كما يصيب الأطفال ويُداهم الناس على اختلاف أعمارهم وأحوالهم. والموت يُفرّق الأزواج بعضهم عن بعض ولكنها لا تهدم عقد الزواج الشرعي نهائياً بل الأزواج المسلمون أزواج في الآخرة إن ماتت على الصلاح كذلك، كما قال تعالى حاكياً دعاء الملائكة للمؤمنين:“ربنا وأدخلهم جنات عدن التي وعدتهم ومن صلح من آبائهم وأزواجهم وذرياتهم إنك أنت العزيز الحكيم”.  ومن هنا اخذ عقد الزواج مكانته وقدسيته.

آثار الوفاة على الأزواج:

نستطيع إجمال الآثار والآداب والحقوق التي تعقب وفاة أحد الزوجين بما يلي:

1. الميراث: توجب الشريعة الإسلامية حقاً ثابتاً للرجل في مال زوجته المتوفاة وللمرأة في مال زوجها المتوفى، فللرجل النصف من مال زوجته إذا توفيت ولم تترك أولاداً منه أو من غيره، وأما المرأة فلها ربع مال زوجها المتوفّى إن مات ولم يترك أولاداً منها أو من غيرها ولها الثمن إن ترك أولاداً.
2. العِدة: تنصُ الشريعة الإسلامية على المرأة أن تمكث في بيت زوجها بعد وفاة زوجها.وعدّةُ المتوفّى عنها زوجها هي: أربعة أشهر وعشرة أيام فلا تتزوج ولا تخطب خطبة صريحة، ولا تتزين، ولا تخرج في غير حاجة وهذه العدة ثابتة في القرآن والسنة. قال تعالى: “والذين يتوفون منكم ويذرون أزواجاً يتربصن بأنفسهن أربعة أشهر وعشراً فإذا بلغن أجلهن فلا جناح عليكم فيما فعلن في أنفسهن بالمعروف والله بما تعملون خبير”.البقرة:234.
والحكمة من هذه الفترة هي خلوٍ كامل للرحم من أي حمل، ووفاء واجب مفروض من المرأة وزوجها.

أما الرجل فليس عليه عدة بعد وفاة زوجته، فهذه مسألة اعتبارية شخصية لم يفرض فيها الدين وقتاً محدوداً ولا شكلاً معيناً. ويحقُ للزوج أنّ يتزوج بعد وفاة زوجته بأي وقتٍ يريد، غير أنّ مراعاة شعور الآخرين وخاصة أهل الزوجة المتوفاة هو أمر في غاية الأهمية. ممّا أَمَر به الدين أمراً عاماً وممّا يتناسب أيضاً مع العُرف الصالح والأخلاق والآداب الإسلامية.
3. حفظ الجميل والعهد: يتطلعُ الرجل والمرأة في خلال حياتهما الزوجية على أدقّ تفاصيل حياة بعضهما البعض، والافتراق بالموت لا نعني به نشر خصوصيات الحياة وهتك عهودها، بل الالتزام بالعهود وكتم الأسراروهي: فريضة إسلامية على كل من الزوج والزوجة. ولا يكفي هذا فقط بل الرجل الصالح هو الذي يحافظ على ودّ زوجته بعد
وفاتها كما كان يفعل في حياتها والمرأة كذلك. 
وقد ضرب رسول الله صلى الله عليه وسلم المثل الأعلى في ذلك فتقول السيدة عائشة رضي الله عنها: 
“ما غرت على امرأة لرسول الله صلى الله عليه وسلم، كما غرت على خديجة لكثرة ذكر رسول الله صلى الله
عليه وسلم إياها وثنائه عليها”.
وقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يذبحُ الشاة فيقول أعطوا صديقات خديجة أولاً. وكانت تدخل عليه امرأة في المدينة فيكرمها لأنها من صديقاتِ زوجته السيدة خديجة. وهذا من عظم وفاء النبي صلى الله عليه وسلم لتلك الزوجة الصالحة. وفي هذا قدوة وأسوة لمن أراد مكارم الأخلاق.


شارك المقالة: