ماذا يعني أن الله تعالى لم يتخذ ولداً؟

اقرأ في هذا المقال


الله تعالى لم يتخذ ولداً:

قال تعالى: “وَقُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي لَمْ يَتَّخِذْ وَلَدًا وَلَمْ يَكُن لَّهُ شَرِيكٌ فِي الْمُلْكِ وَلَمْ يَكُن لَّهُ وَلِيٌّ مِّنَ الذُّلِّ ۖ وَكَبِّرْهُ تَكْبِيرًا” الإسراء:111. فكأن عدم اتخاذ الله سبحانه وتعالى ولداً نعمة كبيرة يجب أن يحمد عليها؛ لأنه سبحانهُ لو كان له ولد وتعالى الله عن ذلك علواً كبيراً، لخصّه بالرعاية وترك بقية الخلق، فكأن الحق يقول: أنا ليس لي ولد حتى تكونوا كُلكم سواء، فالخلق كلهم سواسية عند الله، وهذه نعمة للخلق جميعاً؛ لأن رحمة الله وحنانهُ سيكونانِ لنا جميعاً؛ كما أنّ اتخاذ الولد يجعلُ الوالد مذكوراً بعد موتهِ، والله تعالى مُنزهٌ عن الموت، فالله تعالى لا حاجة له في ذلك كما يقولون علواً كبيراً، بينما الإنسانُ عكس ذلك فهو يُحب الذرية، حتى يمتدُ ذكره بعد موتهِ ويفرحُ بولدهِ؛ لأنه سيخلفهُ ويحمل اسمه كما سيفرح بأحفاده لهذا السبب، ولأن الأبناء عزوةً وقوةً وزينةً الحياة الدنيا، لكن الله هو القهار، والجبار، وهو القوي، فالله مُنزهٌ عن الصاحبة والولد.
ولذلك قال تعالى: “ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا رَّجُلًا فِيهِ شُرَكَاءُ مُتَشَاكِسُونَ وَرَجُلًا سَلَمًا لِّرَجُلٍ هَلْ يَسْتَوِيَانِ مَثَلً” الزمر:29. فهذا عبدٌ مملوك لعددٍ من الأسياد المختلفين، لهذا يأمرهُ أحدهم بشيءٍ والآخر يأمرهُ بعكسهِ، فلا بدّ أنه سيتعب جداً ولكن العبد الآخر له سيّدٌ واحد، فهذا لا شك أنه سيكون مستريحاً عن الآخر، فكذلك الإنسان الذي يعبدُ الله وحده والذي يعبدُ آلهةً متعددة، فما دام الله ليس له شريك في المُلك، فإن أوامرهُ نافذة بدون معقب، وتطمئن إنّ أمرت بشيءٍ منهُ أنه ليس هناك قوةً أخرى تمنعك من تنفيذه، والوليّ هو الذي يليك، وأنت لا تجعلهُ يليك إلا إذا كان نافعاً لك فهو قوي وأنت ضعيف، فينصرك الله؛ لأن لك أعداء، فلأنك ذليلٌ وليس عندك ذاتية تذهب إلى من عنده ذاتية وتحتمي به وتأخذ ولاءه، فالحقُ تعالى ليس له وليّ من الذل؛ لأنه هو العزيز المعز.

ماذا تعني آية “الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي لَمْ يَتَّخِذْ وَلَدًا“؟

إن هذه الآيةُ الكريمةُ تدلُ على أنه دائما أن نحمد الله الذي لم يتخذ ولداً ولم يكن له شريك في الملك ولم يكن له ولي من الذلّ ونكبره تكبيراً، وقوله تعالى وقل الحمد لله الذي لم يتخذ ولداً أنّ هذه الآيةِ تعودُ على اليهود والنصارى. والعرب في قولهم أفذاذا عزير وعيسى والملائكه ذرية الله سبحانه فقد تعالى الله عن أقوالهم ولم يكن له شريك في الملك؛ لأنه واحدٌ لا شريك له في ملكه ولا في عبادته ولم يكن له وليٌ من الذل. فقال مجاهد: إنّ المعنى لم يُحالف أحدا ولا ابتغى نصرُ أحد.
أي لم يكن له ناصر يجيره من الذل فيكون مدافعا وقال الكلبي لم يكن له وليّ من اليهود والنصارى؛ لأنهم أذل الناس رداً لقولهم نحن أبناء الله وأحباؤه وقال الحسن بن الفضل: ولم يكن له وليٌّ من الذل، أي لم يذل فيحتاج الى ولي ولا ناصر لعزتهِ وكبريائه وكبره تكبيرا اي عظمةٍ عظمة تامه. ويقال أبلغ لفظةٍ للعرب في معنى التعظيم والاجلال هي الله أكبر؛ أي صفه بأنه أكبر من كل شيء.
وقال الشاعر: رأيتُ الله أكبر كل شيء محاوله واكثرهم جنودا وكان النبي صلى الله عليه وسلم اذا دخل في الصلاة قال الله أكبر، وقد تقدم أول الكتاب وقال عمر بن الخطاب قول العبد، الله أكبر خيرٌ من الدنيا وما فيها وهذه الآيه هي خاتمةُ التوراةِ.
فقد روى روى مطرف عن عبد الله بن كعب قال: “افتتحتُ التوراة بفاتحةِ سوره الأنعام وختمت بخاتمه هذه السوره وفي الخبر أنها تُسمة آيةُ العز”. رواه معاذ بن جبل عن النبي صلى الله عليه وسلم.
وروى عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا أفصح الغلام من بني عبد المطلب علمهُ وقال الحمد لله الذي الآيه وقال: عبد الحميد بن واصل سمعت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: من قرأ وقال الحمد لله الايه كتب الله له من الأجر مثل الأرض والجبل؛ لأن الله تعالى يقول فيمن زعم أن له ولداً: تكادُ السمواتِ يتفطرنّ منه وتنشق الأرضُ وتخر الجبال هذا وجاء في الخبر أن النبي صلى الله عليه وسلم أمَر رجلٌ شكا إليه الدين بأن يقرأ قل ادعوا الله أو ادعوا الرحمن حتى آخر السوره ثم يقول: توكلتُ على الحيّ الذي لا يموت ثلاث مرات.



شارك المقالة: