مالك بن أنس صاحب الموطأ

اقرأ في هذا المقال


اسمه وكنيته

هو : الإمام المحدّث الفقيه، أبوعبدالله مالك بن أنس بن مالك المدني، ثاني الأئمّة الأربعة، أصحاب المذاهب الفقهيّة والّذين هم مرجع الفقه الإسلامي بمذاهبهم .

ولادته ونشأته العلمية

ولد الإمام مالك بن أنس المدنيّ في المدينة المنوّرة سنة 93 للهجرة النّبويّة، الموافق للميلاد سنة 711، ونشأ في بيت محبٍّ للعلم، فها هو جدّه مالك بن أبي عامر كان من كبار التَّابعين وعلمائهم، وأخذ من بيته وجدِّه خاصّة حبَّ العلم ومجالس العلماء، فحفظ القرآن الكريم صغيراً، ثمَّ اتّجه إلى دراسة وحفظ الحديث الشَّريف، والجلوس إلى علماء الفقه الإسلامي، فجمع الحديث والفقه، وبقي في المدينة المنوّرة ، وبعد أن أنهى الإمام مالك بن أنس دراسته، اتخذ من المسجد النّبويّ مكاناً لإعطاء الدُّروس، وكان فيه مجلس علمه رحمه الله، وقد اختار مكانه فيه، بنفس الزَّاوية التي كان يجتمع فيها أمير المؤمنين عمر الفاروق بأصحابة للشُّورى، وكان لسيّدنا عمر بن الخطاب وقع وتأثير في الإمام مالك بن أنس، وكان شديد الحرج في الفتوى، وكان يكثر من قول لا أعلم ولا يفتي بمسألة حتى يكون متأكداً منها، وكان عندما يروي حديثاً يكون شديد الخوف من أن يخطئ في حديث رسول الله، وبقي في مجلسه بالمسجد النّيويّ حتى أدركة المرض بكِبرِه، فاتخذ من بيته مكاناً لجلسة علمه رحمه الله تعالى، يأتون إليه طلبة العلم فيطرقون بابه، ويتعلَّمون في بيت من كان أعلم أهل زمانه في الحديث والفقه.

شيوخه وناقلوا علمه

تلقّى الإمام مالك رحمه الله العلم في الحديث صغيراً عن شيخه إبن هرمز، وهو أول شيخ يتلقَّى منه العلم، ومن علمائه أيضاً نافع مولى بن عمر ، والزَّهري، وحميد الطويل، وهشام بن عروة، وكثير من علمائه رحمه الله تعالى شهدوا له بالنضوج العلميّ وقدرته في الحديث والفقه.

ونقل عن الإمام مالك بن أنس كثير من طلبة العلم والعلماء، فمنهم من كانوا من أقرانه من أمثال : أبوحنيفة، والأوزاعي، وهشام الرَّازي وغيرهم.

الموطأ في الحديث ومنهج الإمام مالك فيه

كان الإمام مالك بن أنس ، من أكثر من حرص على رواية الحديث، لمرتبته العظيمة، ولاتّصاله بالنّبيّ صلّى الله عليه وسلّم،متحريّاً في قبوله، متثبِّتاً بكتابته ونشره، فكان لا يقبل الحديث إلا من الأثبات الثّقات، وكان يميِّز رحمه الله تعالى بين الحافظ وغيره، فكان كتابه الموطأ في الحديث من أكبر كتب الحديث وقتها، وانتهج الإمام مالك بن أنس منهج غيره من المحدثين باختلاف بسيط وهو أنَّه يروي الحديث عن النبي أولاً ، وهوما يروى من الثّقات الأثبات، ثمَّ يذكر أقوال الصّحابة في المسائل الفقهيَّة، ثمَّ أقوال التَّابعين، فكان الموطأ كتاباً يجمع بين الحديث والفقه، ويبين مكانة الصّحابة والتّابعين رضوان الله عليهم بعلمهم، ,لمعايشتهم النبيّ صلّى الله عليه وسلّم، وأنّهم من نقلوا هذا الدين وكان يعتبر أقوال الصّحابة رضوان الله عليهم حجّة، والتابعين من عايشوا صحابة رسول الله صلّ الله عليه وسلّم.

محنته ووفاته رحمه الله تعالى

لقي الإمام مالك بن أنس مالقيه أصحاب الثبات من المحن والبلاء، فقد حبسه أبوجعفر المنصور بعد فتواه في عدم إيقاع الطلاق على من أكره، تهديداً له للرجوع عن هذه الفتوى، لكن عالمنا بقي صابراً ثابتاً، وقد عاش الإمام معاصراً الدولتين الأمويّة والعباسيّة، وتوفي بعد مرضه سنة 179 للهجرة الموافق للميلاد سنة795، رحمه الله تعالى.


شارك المقالة: