ما هي أركان الحج؟

اقرأ في هذا المقال


الحج في الإسلام: هو حجّ المسلمين إلى مدينة مكة المكرمة، في موسمٍ محدد من كل عام، وله شعائر معينة
وتسمَّى مناسكُ الحجّ، وهو واجبٌ لمرَّةٍ واحدةٍ في العمر لكل بالغٍ قادرٍ من المسلمين.

حكم من ترك ركن من أركان الحج:

من ترك نية الإحرام بالحج لم ينعقد نسكه أصلاً، ومن فاته الوقوف بعرفة فقد فاته الحج، ومن ترك طواف الإفاضة أو السعي بين الصفا والمروة لم يتم حجه حتى يطوف ويسعى.

أركان الحجّ:


للحجّ أركان لا يتمّ إلا بها، وهي على النّحو الآتي:

الإحرام:
ويعني نيّة الدّخول في النُّسُك، ومن ترك هذه النّية فإنّ حجّه لم ينعقد، وذلك لحديث الرّسول عليه الصّلاة والسّلام:
“إنّما الأعمالُ بالنياتِ، وإنّما لكلِّ امرئٍ ما نوى، فمن كانت هجرتُه إلى دنيا يصيُبها، أو إلى امرأةٍ ينكحها،
فهجرتُه إلى ما هاجر إليه”(رواه البخاري).
وقال ابن المنذر: “وأجمعوا على أنّه إن أراد أن يهلَّ بحجّ فأهلّ بعمرة، أو أراد أن يهلّ بعمرة فلبَّى بحجٍّ، أنَّ اللازم له ما عقد عليه قلبه، لا ما نطق به لسانه”

وقوف عرفة:
وذلك لقوله تعالى: “فَإِذَا أَفَضْتُم مِّنْ عَرَفَاتٍ فَاذْكُرُواْ اللَّهَ عِندَ الْمَشْعَرِ الحرَامِ”(البقرة:195)؛ لأنّ الإفاضة من عرفة إنّما تكون بعد أن يتمّ الوقوف فيها، وهذا هو الرّكن الذي يفوت الحجّ بفواته.
وذلك لحديث عبد الرحمن بن يعمر رضي الله عنه قال:“شَهِدْتُ رسولَ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ علَيهِ وسلَّمَ وَهوَ واقفٌ بعرفةَ وأتاهُ ناسٌ من أَهل نجدٍ فقالوا: يا رسولَ اللَّهِ كيفَ الحجُّ؟ قالَ: الحجُّ عرفةُ، فمن جاءَ قبلَ صلاةِ الفجرِ، ليلةَ جَمعٍ، فقد تمَّ حجُّهُ، أيَّامُ منًى ثلاثةٌ، فمن تعجَّلَ في يومينِ، فلا إثمَ علَيهِ، ومن تأخَّرَ، فلا إثمَ علَيهِ، ثمَّ أردفَ رجلًا خلفَهُ، فجعلَ يُنادي بِهِنَّ”.

طواف الإفاضة:
وذلك بعد الإفاضة من عرفة ومزدلفة، وهو أمر ورد في القرآن الكريم لقوله تعالى:“وَلْيَطَّوَّفُوا بِالْبَيْتِ الْعَتِيق“.
(الحجّ:29).
ولحديث عائشة رضي الله عنها، قالت: “حاضتْ صفيّةُ بنتُ حُييّ بعد ما أفاضتْ، قالت عائشةُ: فذكرتُ حيضتَها لرسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فقال رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: أحابستُنا هيَ؟ فقلتُ: يا رسولَ اللهِ، إنّها قد كانت أفاضتْ وطافتْ بالبيتِ، ثم حاضتْ بعد الإفاضةِ، فقال رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: فلتنفِرْ”.
وممّا يدل على أنّ هذا الطواف لا بدَّ منه، وأنَّه حابسٌ لمن لم يأت به، ووقته بعد الوقفة بعرفة ومزدلفة، ولا آخر لوقته عند الجمهور، بل يبقى عليه ما دامَ حيّاً، وإنَّما وقع الخلاف في وجوب الدَّم على من أخَّره عن أيام التشريق
أو شهر ذي الحجّة.

السّعي بين الصّفا والمروة:
قال الرسول صلّى الله عليه وسلم:”اسعوا فإنّ الله كتب عليكم السعيّ”(رواه أحمد).
ولقول عائشة رضي الله عنها:“طاف رسول الله صلّى الله عليه وسلم، وطاف المسلمون”أي بالصفا والمروة”
فكانت سنَّةٌ، فلعمري ما أتمَّ الله حجَّ من لم يَطف بين الصفا والمروة”
(رواه مسلم).
ويقصد بالسعيّ: هو سعيُ الحجّ ووقته بالنسبة للمتمتِّع بعد الوقوف بعرفة والمزدلفة وطواف الإفاضة، وأمّا القارنُ والمفرد فلهما السَّعي بعد طواف القدوم.
وذلك لحديث حبيبة بنت أبي تجزئة قالت: “دخلتُ مع نسوةٍ من قريش دارَ أبي حسينٍ ننظرَ إلى رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم وهو يَسْعَى بين الصفا والمروة فرأيته يسعى وإنَّ مئْزَرَهُ ليدُورُ من شِدّةِ السعي حتى أقول إنّي لأرى ركبتيهِ وسمعتُه يقول اسْعُوا فإنَّ اللهَ كتبَ عليكُم السّعْي”، وقالت عائشة رضي الله عنها: “ما أتمَّ اللهُ حجَّ من لم يَطُفْ بين الصفَا والمروةِ”.


شارك المقالة: