اقرأ في هذا المقال
الصيام ليس فقط الامتناع عن الطَّعام والشراب بل أيضاً هو الامتناع عن شهوتي البطن والفرج، وليس البطن فقط، وسنتعرَّف الآن عن أنواع لمفطرات الصّيام .
مفطرات الصّيام للمتزوجين
تقسم مفطرات الصّيام بين الزوجين إلى عدَّة أقسام .
- المفطرات بسبب الجماع: إنّ مفطرات الصيام الجنسيَّة بين الرَّجل والمرأة هي أوَّل مفطرات بين الرجل وزوجته، هو الجماع الكامل بين الرَّجل والمرأة فى نهار رمضان، سواء اشتمل الجماع على إنزال، أو بدون إنزال، فبذلك يعتبر الجماع الكامل مفطراً صريحاً للصيام .
ثانىاً ما يمكن أن يفسد الصِّيام على الطرفين، هو “الإنزال”، والإنزال سواء للرجل أو المرأة، وحتى وإن تم الإنزال بدون جماع، نتيجة لشهوة، فإنَّه يفسد الصّيام ويقضى بكفَّارة الإفطار فى نهار رمضان، لأنَّ ماء الرجل والمرأة جنابة ويجب الاغتسالُ والتطهُّر منها . - القبلة بدون شهوة لا تفطر:وهي الُقبلة، وهى ما اختلف عليها الفقهاء، فى حكم إفسادها للصيام من عدمه، فالقبلة لا تفطر، ولكنَّ ذلك فى حالة إن تمت القبلة دون الشعور بالشهوة، وإذا مرَّت دون أن تفتح باباً لشهوة بعدها،فعن السيدة عائشة رضى الله عنها قالت:(عندما سؤلت عن القبلة “نعم هي جائزة لمن يملك إربه)، وإربه أي”نفسه”، وتعني أنَّها جائزة فى نهار رمضان لمن يملك السَّيطرة على نفسه.
- العناق لا يفسد الصيام ولكن ليس مستحباً: والعناق، أو ما يطلق عليه الفقهاء “المباشرة” أى ملامسة الجلد للجلد، والمباشرة أو العناق أو المداعبة مهما بلغت درجتها، أو مدتها، تعتبر جائزة بنفس حكم القبلة، أي إذا امتلك الطرفان أنفسهما، بمعنى أنَّها لا تفسد الصيام إن تمَّت بدون الإنزال، ولكنَّها ليست مستحبَّة، وتقلِّل من ثواب الصيام.
- احتلام الرجل والمرأة: فاحتلام الرَّجل والمرأة ليس من مبطلات الصّيام: يعني أنَّه إذا نام الرجل وهو صائم واحتلم رغماً عنه، فإنّ صيامه جائز، فعليه أنّ يغتسل ويكمل صيامه، أمَّا إذا تعمَّد الإنزال، فصيامه لا يجوز.
- النظرة العابرة: ليست من مفطرات الصّيام، وهي التي وقع الفقهاء في حيرةٍ من تفسيرها وقسِّمت إلى نوعين.
النوع الأول: هي النظرة العابرة، ولا يمكن وضع النظرة العابرة فى مفطرات الصيام، فهى تقع فى ذنب “غضِّ البصر” وليس من مفطرات الصيام، وتعتبر ذنباً يقلِّل من ثواب الصيام.
أما النوع الثانى: وهي النظرة الطويلة، والنظرة الطويلة من الرَّجل للمرأة، أي أنْ ينظر الرجل ويطيل النظر، وتعتبر من مفطرات الصيام، لأنَّها تحرِّك الشهوة، فإن أدَّت إلى الإنزال فقد أفسدت الصّيام، أمَّا إذا مرَّت بدون الإنزال فهى تقلِّل من ثواب الصيام، وليست مستحبَّة فى نهار رمضان .
حكم ممارسة العلاقة الزوجية في رمضان
تحريم ممارسة العلاقة الزوجية خلال فترة النهار في رمضان لأنَّه من مفسدات الصَّوم، فصوم النافلة لا يوجب على الإنسان كفَّارة، لأنَّ الصوم في هذه الحالة ليس فرضا عليه، أمَّا في رمضان فالكفارة شرط ولا غنى عنها.
وأيضاً أنَّ من جامع زوجته في نهار رمضان “أنزل أو لم يُنزل”، فقد أثم وفسد صومه ووجبت عليه الكفَّارة، وهي “عتق رقبة”وهذا غير موجود الآن، فإن لم يجد فصيام شهرين متتابعين، فإن لم يستطع فإطعام ستين مسكينًا، وهذه الكفارة على هذا الترتيب لا تنتقل من خطوة إلى التي تليها إلَّا عند العجز عن السابقة، وبهذا الترتيب قال جمهور أهل العلم .
إنّ حجة العلماء والفقهاء في ضرورة مراعاة هذا الترتيب في الكفارة اعتمادا على ما رواه الشيخان من حديث أبي هريرة رضي الله عنه، أنَّه قال:(بينما نحن جلوس عند النبي صلى الله عليه وسلم إذ جاءه رجل فقال: يا رسول الله، هلكت، قال: “مالك؟” قال: وقعت على امرأتي وأنا صائم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “هل تجد رقبة تعتقها؟” قال لا، قال:”فهل تستطيع أن تصوم شهرين متتابعين؟” قال: لا، قال:”فهل تجد إطعام ستين مسكينًا”؟ قال: لا، فمكث عند النبي صلى الله عليه وسلم، فبينا نحن على ذلك أُتي النبي صلى الله عليه وسلم بعَرَقٍ فيها تمر والعرق المكتل قال:”أين السائل”؟ فقال: أنا، قال:”خذ هذا فتصدَّق به” فقال الرجل: على أفقر مني يا رسول الله؟ فوالله ما بين لابتيها يريد الحرتين أهل بيت أفقر من أهل بيتي، فضحك النبي صلى الله عليه وسلم حتى بدت أنيابه، ثمَّ قال:”أطعمه أهلك””رواه البخاري” .
أمَّا بالنسبة لجريمة الوقوع في الزِّنى خلال نهار رمضان، فأوضح أنَّ إثمها عظيم وكبير عند الله، فقد جمع فاعلها بين كبيرتين من أعظم الذنوب ألا وهي “الزِّنى والعياذ بالله، “وتعمُّد الإفطار في نهار رمضان”، وهذا أمر يستوجب التوبة الخالصة، والنَّدم وطلب العفو والغفران، ويمكن أنّ نأخذ بالتوبة والكفَّارة السابقة على سبيل التيسير .
مفطرات الصّيام عند المرأة
إذا حاضت المرأة فى نهار الصّيام، بطل صومها وليس لها أن تبقى صائمة حتى المغرب ولكن عليها أنّ تخفي إفطارها عن أطفالها وقضاء ذلك اليوم بعد انتهاء رمضان ، كما أنَّه من غير المستحب تناول أيِّ نوع من أنواع الدواء أو الأعشاب لمنع الحيض طوال شهررمضان حتى تتمَّ المرأة الشَّهر صائمةً، لأنَّ الدورة الشهرية كتبها الله تعالى على بنات آدم كما أنَّ أمهات المؤمنين لم يفعلن ذلك .
أيضاً إنّ المرأة التى يلحق بها الحيض أو النفاس فى اللحظات الأخيرة قبل غروب الشَّمس وآذان المغرب فإنَّ صيامها يبطل وعليها أيضاَ قضاء هذا اليوم .
وأيضاً أنَّه يجب عند رعاية الزوجة لزوجها أثناء نهار رمضان، أن يتم ذلك فى إطارٍ منضبط للمشاعر حتى لا يحدث ما يبطل صومهما، ويوجب عليهما القضاء الذى قد يصل فى حالة الوطأ إلى صيام شهرين متتابعين، أو إطعام ستين مسكيناَ، إذا كان الزوجان لا يستطيعان بالفعل الصّيام، علماَ بأنَّ حيض المرأة لا يمنع تتابع صيام الشهرين، فبعد طهارتها تُكمل صومها وتكمله على ما فاتها، أمَّا إذا جامعها زوجها مُكرهةً، فقد قيل على أصحِّ الأقوال أنَّه عليه وحده هذا القضاء.
أمَّا إذا تطَهرت الحائض أو النفساء قبل الفجر ونوت الصّيام، فقد صحّ صومها حتى وإن أخَّرت الغُسل إلى ما بعد الفجر، والجنب كذلك، مع وجوب توخِّي الحذر للمرأة المتزوجة عند تطهيرها لنفسها حتى لا يبطل صومها .
أمَّا في حالة إذا غلب القئ على المرأة فلا شئ عليها طالما لم تتعمَّده لقول المصطفى صلى الله عليه وسلم:(مَنْ ذَرَعَهُ الْقَيْءُ أي:”غلبه” فَلَيْسَ عَلَيْهِ قَضَاءٌ ، وَمَنْ اسْتَقَاءَ عَمْدًا فَلْيَقْض)“صححه الألباني في صحيح الترمذي” .
وإن أكلت أو شربت المرأة ناسيةً فصيامها صحيح ، فلتكمله وليس عليها قضاء، ولا كفَّارةً، لقول المصطفى صلى الله عليه وسلم:(من نسى وهو صائم فأكل أو شرب فليتم صومه فإنما أطعمه الله وسقاه)“متفق عليه” .