ما جاء في زهد الرسول محمد صلى الله عليه وسلم:
إنّ لكل شخص منا قدوة في حياته، ونحن كمسلمين قدوتنا في حياتنا هو الحبيب المصطفى محمد صلى الله عليه وسلم، لأنَّ الرسول الكريم محمد عليه الصلاة والسلام اتصف بكل الصفات الصحيحة التي وهبها الله سبحانه وتعالى لنبيه الكريم محمد عليه الصلاة والسلام، فالرسول محمد هو المنهج الصحيح في كل شئ، وأنّ كل ما كان يقوم به النبي هو صحيح لا محاله، فيجب علينا أن نقتدي بكل ما كان يقوم به الرسول محمد، ومن الأعمال التي يجب علينا أن نتعلمها منه هو زهد الرسول محمد صلى الله عليه وسلم.
كان من الدلائل والإثباتات الصادقة على أنَّ الرسول محمد صلّى الله عليه وسلم هو مرْسَل من عند الله سبحانه وتعالى هو أنَّ النّبي الكريم محمد صلّى الله عليه وسلم كان زاهدًا في حياته عليه الصلاة والسلام، فلم يكن النّبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم يَطْلب على عمَلِه أي أجر أو ثمن، فقد كان النّبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم زاهدًا في المال وفي كل شئ يختص به، وكان النّبي زاهداً في كلِّ ما هو مادِّي : ( أي يختص بالمادة إن كان طعاماً أو شراباً أو مادةً)، كما كان النًبي الكريم محمد صلّى الله عليه وسلم زاهدًا أيضاً في الجاه وفي المنصب.
. قال الله – تعالى : ( وَلَا تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ إِلَىٰ مَا مَتَّعْنَا بِهِ أَزْوَاجًا مِنْهُمْ زَهْرَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا لِنَفْتِنَهُمْ فِيهِ ۚ وَرِزْقُ رَبِّكَ خَيْرٌ وَأَبْقَىٰ) ….. سورة طه ، وعن سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه في حديث إيلاء(الحلف) رسول الله صلى الله عليه وسلم من أزواجه الكرام ، ألّا يدخل النبي الكريم عليهن شهراً، واعتزل النبي عنهنَّ في عُليّة ، فلمّا دخل عليه الصحابي الجليل عمر بن الخطاب في تلك العُلية ، فإذا ليس فيها سوى صبرة (ما جمع من طعام أو غيره) من قرظ ( ورق السلم يدبغ به) ، وأهبة (عدة له أو أغراض له) معلقة ، وصبرة (الكُومَةُ من الطَّعامِ) من شعير، وإذا هو مضطجع (جالس) على رمال حصير، وقد أثّر (جعل علامة فيه) في جنبه، فهملت عينا سيدنا عمر رضي الله عنه، فقال الرسول محمد: ” مالك ؟ فقلت یا رسول الله أنت صفوة الله من خلقه ، وكسرى وقيصر فيما هما فيه، فجلس محمراً وجهه ، فقال : أو في شك یا ابن الخطاب ؟ ثم قال : أولئك قوم عجلت لهم طيباتهم في حياتهم الدنيا “. وفي رواية مسلم : “أما ترضى أن تكون لهم الدنيا ، ولنا الآخرة ؟ فقلت : بلى يا رسول الله ، قال : فاحمد الله عز وجل” .. متفق عليه .
فكانت الدنيا وأغراضها هو آخر همّ الرسول محمد صلى الله عليه وسلم فعن الصحابي الجليل علقمة ابن مسعود قال: “اضطجع (جلس أو نام) رسول الله على حصير، فأثّر(جعله علامة) الحصير بجلده، فجعلت أمسحه وأقول : بأبي أنت وأمي : ألا آذنتنا فنبسط لك شيئا يقيك منه تنام عليه ؟ قال : مالي وللدنيا، ما أنا والدنيا إلا كراكب استظل تحت شجرة ثم راح وتركها” .
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ” لو أنّ لي مثل أحد ذهبا ، ما سرَّني أن تأتي على ثلاث ليال ، وعندي منه شيء ، إلا شيء أرصده(اجمعه لي ينفعني)”. رواه الترمذي وقال حسن صحيح.
ولم يترك الرسول محمد صلى الله عليه وسلم عند وفاته أي دينار أو درهم ولا عبداً ولا أمة إلّا البغلة البيضاء التي كان الرسول محمد يركبها وأيضاً سلاحه وأرض كان قد جعلها لابن سبيل صدقة منه، فعن عمرو بن الحارث – رضي الله عنها – قال : “ما ترك رسول الله عند موته دينارا ولا درهما ، ولا عبداً ولا أمة ، ولا شيئا إلا بغلته البيضاء التي كان يركبها ، وسلاحه ، وأرضا جعلها لابن السبيل صدقة “ رواه البخاري .
فصفة الزهد هي صفة يجب علينا الأخذ بها كما كان الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم يعمل بها، فذلك هو الزُّهد والذي كان طبيعة من طبائع النبي وصفة من صفات حبيبنا المصطفى الرسول الكريم محمد صلّى الله عليه وسلم.