ما حكم صرف الزكاة في الدعوة إلى الله؟

اقرأ في هذا المقال


بعث الله نبينا محمد _صلى الله عليه وسلّم_ لدعوة الناس إلى عبادة الله تعالى وحده، وتكفّل الصحابة _رضي الله عنهم_ بحمل مسؤولية الدعوة بعد النبي _عليه الصلاة والسلام_، واستمرّ بعدهم التابعين في الدعوة إلى الله تعالى، والدعوة من أهم أسباب الخلق ووجودنا عل الأرض، وبناءً على أهمية الدعوة في الإسلام، فهل خصص الإسلام حصة من أموال الزكاة لاستمرار الدعوة إلى الله تعالى والعمل بها؟

حكم صرف الزكاة في الدعوة إلى الله:

أجاز الإسلام صرف أموال الزكاة في سبيل الدعوة إلى الله تعالى، وقد ذُكر هذا المصرف في القرآن الكريم، بقوله تعالى في سورة التوبة آية 60: “إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاء وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقَابِ وَالْغَارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ”.

وشمل مصرف في سبيل الله، كل ما يؤدّي إلى استمرار الدعوة إلى الله تعالى، وما يعين على العمل بها، وحسب رأي أهل العلم في هذه المسألة، فإنّ الدعوة إلى الله تعالى من أهم الأمور التي يجب تخصيص جزء من أموال الزكاة للإنفاق عليها.

ويكون الإنفاق على الدعوة إلى الله من خلال تهيئة مخصصات مالية للعمل في الدعوة، وإبعاد الشُبهات الملفّقة، وتوفير قوة مالية لتجهيز ما يلزم الجهاد، فالجهاد من أعظم الطرق المؤدية إلى الدعوة إلى الله تعالى، ونشر الإسلام، ويعتبر كل مَن يذهب للجهاد في سبيل الله تعالى، من المستحقين لأموال الزكاة، سواء كان غنياً أو فقيراً.

وإضافة إلى الدعوة الله تعالى، فقد أجاز الإسلام صرف أموال الزكاة لمواجهة بعض المشكلات التي تحول دون القدرة على استمرار الدعوة، مثل تعطّل نشر العلم، وتوقّف المراكز والجمعيات التي تتابع تحفيظ القرآن، بسبب عدم القدرة على الإنفاق عليها.

ويمكن إيقاف صرف أموال الزكاة على الأمور التي تتعلّق بنشر الدعوة إلى الله تعالى، واستغلال الحصص المخصصة لها في تغطية حاجات المصارف الأخرى، ويكون ذلك في حال وجود مَن يُقدّم التبرّعات للإنفاق على الدعوة ودور العلم وتحفيظ القرآن.

وهذا واجبنا جميعاً العمل على استمرار الدعوة إلى الله تعالى، وتوفير كل ما يلزم لذلك من جميع الجوانب، والمواظبة على أداء فريضة الزكاة، للمساعدة في توفير مخصصات المصارف التي تتعلّق في الدعوة إلى الله تعالى.


شارك المقالة: