ما هو الأمر الذي اتفق عليه من ألفاظ الأذان؟

اقرأ في هذا المقال


الأمر اتفق عليه من ألفاظ الأذان:

لقد اتفق الأئمة على الألفاظ الواردة في حديث عبد الله بن زيد رضي الله عنه وهو: “اللهُ أكبرُ، اللهُ أكبرُ، اللهُ أكبرُ، الله أكبرُ، أشهدُ أنّ لا إله إلّا الله، أشهدُ أنّ محمداً رسول الله، أشهدُ أنّ محمداً رسول الله، حيّ على الصّلاة، حيّ على الصّلاة، حيّ على الفلاح، حيّ على الفلاح، اللهُ أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله.

واتفق العلماء على أن الأذان مثنى إلا الكلمة الأخيرةِ منه، وهي: “لا إله إلا الله” فهي مفردة، وذلك لِما رواه البخاري ومسلم من حديث أنس بن مالك رضي الله عنه قال: “أمر بلالُ أن يشفعُ الأذان وأن يُوتر الإقامة إلا الإقامة” رواه البخاري.

واتفقوا على أن التكبير في آخر الأذان تكبيران، والخلاف في عدد التكبير في أول الأذان، هل هو أربع أو مرتان؟ واختلفوا أيضاً في الترجيع، والخلاف إنما وقع بحسب الاختلاف في الروايات، كما قال ابن عبد البّر في الاستذكار. وعلى حسب اختلاف الروايات في ذلك عن بلال، وأبي محذورة اختلف الفقهاء.

وعدد التكبير في أول الأذان أربعٌ، وهو قول الجمهور من الحنفية والشافعية والحنابلةِ، وذلك لحديث عبد الله بن زيد السابق، ويُسنّ في بعض الأحيان التكبير في أوله مرتين، لِما رواه مسلم من حديث أبي محذورة رضي الله عنه: “أنّ النبي عليه الصلاة علّمهُ الأذان: الله أكبرُ، الله أكبر، أشهدُ أن لا إله إلا الله، أشهد أن لا إله إلا الله إلى نهاية الحديث” وعليه فقد عمل أهل المدينة. والتربيع أشهر، وجاء في بعض روايات حديث أبي محذورة التربيع.

ألفاظ الإقامة:

لقد اتفق أهل العلم قاطبة على أن ألفاظ الإقامة هي ذات ألفاظ الأذان، ويُزاد قول: “قد قامت الصلاة” بعد “حيّ على الفلاح” وقد اتفقوا أيضاً على أن التكبير في آخر الإقامة مرتين، وقول: “لا إله إلا الله” في آخرها، مرة والخلاف إنما وقع بينهم في تثنية ألفاظها وإفرادها، على عدة أقوال منها:

القول الأول: وهو قول الجمهور أن ألفاظها مفردة إلا التكبير في أولّها وآخرها، وقوله: “قد قامت الصلاة” مرتين.

القول الثاني: أنّ التكبير في أولها أربعاً، وبقية ألفاظها مثنى، إلا قول: “لا إله إلا الله” وهو مذهب الحنفية.

القول الثالث: أن ألفاظها مفردة، إلا التكبير في أولها وآخرها، وهو مذهب المالكية. والقول الأول والثاني يعضدُهما الدليل، وهما من اختلاف التنوع لا التضاد؛ وذلك لما ورد في المسند وأبي داود والترمذي من حديث عبد الله بن زيد رضي الله عنه مرفوعاً: “تقول إذا أقمت الصلاة: اللهُ أكبر اللهُ أكبر، أشهد أن لا إله إلا الله، أشهد أن محمداً رسول الله، حيّ على الصلاة، حيّ على الفلاح، قد قامت الصلاة، الله أكبر الله أكبر، لا إله إلا الله” أبو داود.

ولما جاء في الصحيحين من حديث أنس بن مالك رضي الله عنه: “أمر بلالٌ أن يشفع الأذان وأن يُوتر الإقامة إلا الإقامة” رواه البخاري.

ولما جاء في سنن أبو داود والترمذي، وصححه ابن خزيمة من حديث ابن أبي ليلى، أن عبد الله بن زيد جاء إلى النبي عليه الصلاة والسلام فقال: “يا رسول الله ، رأيت في المنام كأن رجُلاً قام وعليه بُردان أخضرانِ على جذمة حائط، فأذن مثنى وأقام مثنى وقعد قعدةً” أبو داود.

صفة الأذان:

إنّ صفة الأذان خمس عشرة جملة، وذلك بتربيع التكبير في أوله، ومن دون ترجيع، فيكون كما جاء في حديث عبد الله بن زيد رضي الله عنه بتمامهِ: “اللهُ أكبرُ، اللهُ أكبرُ، اللهُ أكبرُ، الله أكبرُ، أشهدُ أنّ لا إله إلّا الله، أشهدُ أنّ محمداً رسول الله، أشهدُ أنّ محمداً رسول الله، حيّ على الصّلاة، حيّ على الصّلاة، حيّ على الفلاح، حيّ على الفلاح، اللهُ أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله”.

وهذا المتقرر العمل، والمُفتي به عند الفقهاء من الحنفية والمالكية، وصفتهُ عند المالكية سبع عشرة جملة، بالتكبير في أوله مرتين، وبالترجيع وتمامه. ويجب هلى المؤذن أن يُخفض صوته بالشهادتين المرة الأولى، بقدر ما يحصلُ به الإسماع الخفيف، ثم يرجع فيقول رافعاً صوته ببقية الأذان كما بدأهُ.

وصفة الأذانِ عند الشافعية تسع عشرة جملة، التكبير في أوّله أربعُ مرات وبالترجيع، وتمامه. “اللهُ أكبرُ، اللهُ أكبرُ، اللهُ أكبرُ، الله أكبرُ، أشهدُ أنّ لا إله إلّا الله، أشهدُ أنّ محمداً رسول الله، أشهدُ أنّ محمداً رسول الله” يقول الشهادتين المرة الأولى سرّاً، ثم يرجع رافعاً صوته ببقية الأذان كما بدأ وهو :”اللهُ أكبرُ، اللهُ أكبرُ، اللهُ أكبرُ، الله أكبرُ، أشهدُ أنّ لا إله إلّا الله، أشهدُ أنّ محمداً رسول الله، أشهدُ أنّ محمداً رسول الله، حيّ على الصّلاة، حيّ على الصّلاة، حيّ على الفلاح، حيّ على الفلاح، اللهُ أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله”.


شارك المقالة: