ما هو الحكم الشرعي لمن صلى بعد الوتر؟

اقرأ في هذا المقال


تعريف صلاة الوتر:

والوتر: هي عبارة عن صلاة إسلامية يتم إجراؤها في الليل بعد العشاء “صلاة الليل” أو قبل الفجر  تسمّى “صلاة الفجر”. وفقًا للفقه للمذهبي الحنفي، فإنّ صلاة الوتر هي واجبة ومكانة الواجب قريبة جدًا من حالة الفرض. للوتر عدد فردي من ركعات الصلاة في أزواج، وتصلي الركعة الأخيرة منفصلة، لذلك لا تصلي إلّا ركعة واحدة، وإحدى عشرة على الأكثر، ومن الأدلة على ذلك.

– عن عبد الله بن عمر قال محمد: “تصلى صلاة الليل ركعتان تليها ركعتان ونحو ذلك، وإذا خاف الفجر صلى ركعة واحدة”. ويكون هذا الوتر لجميع الركعات التي صلاها من قبل.

– أيضاً في حديث رواه أبو الدرداء، ذكر أن محمدا أمره بثلاثة أشياء: “صيام ثلاثة أيام من كل شهر، وصلاة الوتر قبل النوم، وصلاة الفجر بركعتين من السنة”.

ولكن هناك العديد من الأحاديث التي تبين أفضل وقت لصلاة الوتر في الليل. من خاف من عدم قدرته على الاستيقاظ، أو موته أثناء نومه، فالصلاة قبل النوم. ولذلك يجب على من يؤدى التهجد بانتظام أن يؤدي الوتر بعد التهجد.

فعن علي بن أبي طالب قال: لا تشترط صلاة الوتر كالفرائض، لكنّ النبي يصلي الوتر ويقول: “يا أهل القرآن صلوا الوتر، فالله واحد يحب الوتر”.

المعنى الحرفي للوتر هو “وتر الدائرة”. بالنظر إلى اليوم كله كدائرة تقام عليها جميع الصلوات، يتم تقديم صلاة المغرب عند غروب الشمس “بداية الليل”. لها عدد ركعات غير مزدوج. من خلال تقديم ركعة الوتر الفردية كآخر صلاة من الليل، يتم إنشاء وتر من خلالِ الجمع بين هاتين الركعتين غير المتزاوجتين لكل من المغرب والوتر.

الحكم لمن صلّى بعد الوتر:

لا حرج على من صلّى الوتر أول الليل، أو في منتصف الليل، أن يصلي ما يريده من نافلة بعد الوتر، مع أنّه يستحب أن توتر آخر صلاته في الليل. وفي هذه الحال لا يعيد الوتر، بل يكفي الوتر الذي صلاه أول الليل. بدليل عبد الله بن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “اجعلوا أخر صلاتكم ليلاً وتروا”. رواه البخاري ومسلم.

من صلى الوتر وأراد أن يصلي النافلة ونحوها ليلاً، جائز ولا يكره، ولا يعيد الوتر. والدليل على ذلك حديث عائشة رضي الله عنها التي سئلت عن وتر رسول الله صلى الله عليه وسلم. قالت: “كنا نعد له السواك والماء للوضوء، فيصحوه الله في أي وقت يشاء، كان يستعمل العصا ويتوضأ ويصلي تسع ركعات لا يجلس فيها إلا في الثامنة فيذكر الله فيجده ويدعو، ثم يقوم دون أن يسلم ويصلي الركعة التاسعة، ثم يجلس ويذكر الله ويعظمه ويدعي. ثم يسلم نسمعه، ثم يصلي بعد ذلك ركعتين وهو جالس “. رواه مسلم. وهذا جزء من حديث مطول يُفهم منه أن النبي صلى الله عليه وسلم صلى بعد الوتر ركعتين ليبيّن جواز الصلاة بعد الوتر.

أدعية بعد صلاة الوتر:

إنّ أداء النفل ركعتين بعد الوتر مقبول، والدليل على هذه الممارسة موجود في السنة النبوية للنبي محمد صلى الله عليه وسلم لمن لم يتيقن من الاستيقاظ من صلاة التهجد، فيوصى له بأداء هاتين الركعتين بعد صلاة الوتر. أمّا المتيقن من الاستيقاظ من صلاة التهجد ، فعليه أن يؤدّي أي عدد من صلاة النفل حسب رغبته بعد صلاة العشاء مع ترك صلاة الوتر لوقت التهجد. وفي هذه الحالة يكون الوتر آخر صلاة. ومن الأدعية التي يدعيها المُصلي بعد الوتر منها ما يلي:

– يروي ثوبان رضي الله عنه عن النبي محمد صلى الله عليه وسلم قوله: “إنّ السهر في الليل قد يكون جهادًا و صعبًا، لذلك إذا قام أحدكم بأداء وفي صلاة الوتر ركعتان إذا كان المرء قادرًا على القيام في صلاة الليل فلا بأس، وإلا فإن هاتين الركعتين تكفيان لهما وهي التهجد “.

يروي عبد الله بن عمر رضي الله عنه عن النبي محمد صلى الله عليه وسلم قوله: “اجعلوا صلاتك الأخيرة صلاة الوتر”. رواه البخاري ومسلم.

وذكر جابر رضي الله عنه أن النبي محمد صلى الله عليه وسلم قال: “على من يخشى عدم القدرة على القيام في آخر الليل أي “قبل الفجر” أن يوتر. الصلاة في بدايتها  يعني أول ليلة بعد الإحياء”. وأمّا من يقين من قيامه في آخر الليل ففيه أن يوتر آخر الليل” رواه مسلم.


شارك المقالة: