ما هو تعريف الإسلام؟

اقرأ في هذا المقال


تعريف الإسلام:

سنتعرف هنا على إن معنى الإسلام له مطلبان: ما يشمله اسم المسلم، وما يخص المسلم.

ما يشمله اسم الإسلام:

وبعد ما تبين لنا أن الردّة هي الرجوع عن الإسلام إلى الكفر فلا بد من إيجاز شيء لما يشمله اسم الإسلام، ولكن نريد الخوض في اختلاف العلماء في الفرق بين الإسلام والإيمان، بل أثبتت خلاصة الصواب وهو أن الظاهر من تتبع النصوص إن كلاً منهما يُطلق على الآخر إذا انفرد، فإذا اجتمعا فيرادُ بالإيمان الاعتقادُ القلبي، وبالإسلام الأعمال والأقوال الظاهرة. والمعروف هنا أن الإسلام يطلق على إطلاقين.
الأول: وهو عامٌ يُراد به معنى الاستسلام لله تعالى بالتوحيد والخضوع له بالطاعة، والتخلص من الشرك، وهو بهذا المعنى دينُ جميع الرسل وأهل السموات وأهل الطاعة في الأرض، كما قال الله تعالى:”إِنَّ الدِّينَ عِندَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ ۗ “آل عمران:19. وقال تعالى:” وَمَنْ أَحْسَنُ دِينًا مِّمَّنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ وَاتَّبَعَ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا ۗ وَاتَّخَذَ اللَّهُ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلًا“النساء:125.
الثاني: والذي يُراد به معنى خاص وهو التفصيلات التي وردت في كتاب الله وسنة رسوله عليه الصلاة والسلام، فيشمل العقيدة، والعمل والمعاملة والأخلاق وغير ذلك من المعاملات. فإن دين الله واحدٌ في أصوله الاعتقادية والعملية، ثم تختلف شريعة كل نبيّ في تفاصيلها حسب المصلحة التي يُعلمها الله لكل أمةٍ. وقد نسخت شريعة نبينا الكريم كل الشرائع السابقة، وأصبحت مهيمنةً علينا جميعاً، وليس لأحد الحق باتباع غير ذلك، فقال تعالى:” وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِنًا عَلَيْهِ ۖ فَاحْكُم بَيْنَهُم بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ ۖ وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ عَمَّا جَاءَكَ مِنَ الْحَقِّ ۚ لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجًا ۚ“المائدة:48.
وقد جمع رسول الله صلّى الله عليه وسلم أصول الدين الاعتقاديةِ والعملية. قال سيد سابق في شمول الإسلام: إن الإسلام عقيدةً وشريعة، والعقيدة تنظم الإيمان بالإلهياتِ، والنبوات، والبعث والجزاء، والشريعة تنظّم أيضاً العبادات والأخلاق والعلاقات والمعاملات الدينية. ولهذا فإننا نجد أن الإسلام هو منهجٌ عام ينتظم شؤون الحياة جميعاً، ومن أوضح النصوص الدالة على شمول الإسلام قوله عليه الصلاة والسلام: الإيمان بضعٌ وسبعون شعبة، أعلاها قول: لا إله إلا الله، وأدناها إماطة الأذى عن الطريق”.

ما يخص المسلم:

بعد أن تعرفنا على معنى الإسلام حسب ما يقتضيه المقام يجب أيضاً أن نعرف المسلم الذي يعتبر مرتداً إذا رجع عن الإسلام إلى الكفر: الداخلون في الإسلام ثلاثة أقسام وهم:
1. من دخل فيه ولم يصل إلى درجة المعرفة بحقائق الإيمان لعدم تيّسر ذلك له، كمن دخل فيه حديثاً ولم يتمكّن من تعلم ما يجب عليه، وهو في حقيقة الأمر الالتزام طاعة الله ورسوله، بحيث لا يتأخر عن أداء الواجب وترك المحرم عند علمه بهما، فهذا مسلم ظاهراً وباطناً، ولكنه ليس مؤمناً حقاً، وهناك أمثله بعض العلماء قال تعالى:”قَالَتِ الْأَعْرَابُ آمَنَّا ۖ قُل لَّمْ تُؤْمِنُوا وَلَٰكِن قُولُوا أَسْلَمْنَا وَلَمَّا يَدْخُلِ الْإِيمَانُ فِي قُلُوبِكُمْ ۖ “الحجرات:14.
2. من دخل في الإسلام ظاهراً، وهو في الباطن باقٍ على كفره وهؤلاء هم المنافقون الذين قال الله تعالى عنهم: “وَمِنَ النَّاسِ مَن يَقُولُ آمَنَّا بِاللَّهِ وَبِالْيَوْمِ الْآخِرِ وَمَا هُم بِمُؤْمِنِينَ“البقرة:8.
3. من دخل في الإيمان وعَلم حقائقهُ وعمل، وهو الذي يسمّى مؤمناً حقاً، كما قال تعالى: ” إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَعَلَىٰ رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَالَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ-أولِئكَ هُم المؤمنونَ حقاً”الأنفال:2-4.
ونتبينُ من ذلك أن الصنف الأول والثالث مسلمان ظاهراً وباطناً، إلا أن الصنف الأول ناقصُ الإيمان فليس بمؤمن حقاً؛ وذلك لعدم استكماله العمل والعلم. والثالث مؤمنٌ حقاً وذلك لاستكماله لهما.
أما الصنف الثاني، فهو مسلمٌ ظاهراً، وكافراً باطناً يأخذ في ظاهرة أحكام الإسلام، وفي باطنه أحكام الكفر. ولقد توضحَ لنا أنه ليس في بيان معنى الإسلام والمسلم هو الاستطرادُ، إذ أن الردّة لا تُعرف إلا بمعرفة الإسلام والمسلم، فليس كلُ ما يخالف الإسلام “أي جزئيةً منه يُعتبر ردة، ولا يُشترط في بقاء المسلم أن يكون كاملاً في إسلامه، إذ من الإسلام تظهرُ الأصول الاعتقادية والعملية ومنه الفروع كما تبين لنا، أما المخالف فقد يخالفُ اعتقاد الظاهر والباطن، وقد يخالف عن غير ذلك أيضاً، والحكم قد يختلف باختلافِ القصد والأصل والفرع والظاهر والباطن أيضاً”.


شارك المقالة: