ما هو حديث الشجر والحجر والإعجاز النبوي؟

اقرأ في هذا المقال


حديث الشجر والحجر والإعجاز النبوي:

عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم: “لا تقومُ الساعةُ حتى يقاتلَ المسلمون اليهودَ ، فيقتلُهم المسلمون حتى يختبيءَ اليهوديُّ من وراءِ الحجرِ و الشجرِ، فيقولُ الحجرُ أو الشجرُ: يا مسلمُ يا عبدَ اللهِ هذا يهوديٌّ خلفي ، فتعالَ فاقْتلْه. إلا الغَرْقَدَ ، فإنه من شجرِ اليهودِ”. أخرجه البخاري.
وعن ابن عُمر عن النبي عليه الصلاة والسلام: “تُقاتلك اليهودُ، فتُسلطونَ عليهم حتى يقولُ الحجر: يا مُسلم هذا يَهودي ورائي فاقتلهُ”. أخرجه مسلم.
تمثل هذه الأحاديث التي تكلمت عن هذه المعركة جانباً من جوانب الإعجاز النبوي للنبي عليه الصلاة والسلام ودليل من دلائل صدق نبوته، لما يتضح المسلمين إلى في عصرنا الحاضر، وبيان هذا الجانب الإعجازي يتضح في أنه لو تناول هذه الأحاديث أحد العلماء المسلمين قبل مائة عام مثلاً، وقيل له أن دلالة هذه الأحاديث تشير إلى أنه سيكون هناك تواجد وقوة لليهود في الأرض المقدسة ينتهي بمعركةٍ ينتصر فيها المسلمون، فإنه سيرى تحقق ذلك بعيداً جداً، أو إنه سيتحيرُ بين عدة أسئلةٍ في ذهنه منها ما يلي:
1- من أين سيجتمع اليهود في هذه الأرض، ونحن لا نرى لهم أيّ وجود أو أي تواجد فيها؟ ومن الذي سيهيجُهم للقدوم إلى هذه البلاد؟ ومن أين سيستمدونَ قوتهم وسطوتهم؟ وكيف سَيتمكنوا من إذلال المسلمين وفرض سيطرتهم عليهم؟ إلى غير ذلك من الأسئلة، اما الآن ونحن نعايش وجود دولة يهود وسطوتهم أصبح الأمر بالنسبة لنا حقيقةً لا يُلابسها شك، وهذا مصداق لما أخبر به النبي عليه الصلاة والسلام قبل أربعة عشر قرناً، فهذه الأحاديث تتكلم عن نبوءةِ تحققت في زماننا. وهذا التصور ينسحب على باقي العلامات المستقبلية التي نُحار في تصور المراد بها؛ أو أحياناً نعمل بها سيف التأويل لعدم تصورنا وقوعها في الهيئة التي أخبرنا بها النبي عليه الصلاة والسلام، فنكتفي بالقول هنا إن الأيام كفيلةً لترينا أو نرى من بعدنا مصداقية كل حدث أخبر به النبي عليه الصلاة والسلام.
وعلى الوجه المراد، أنما ما يستعظمهُ البعض قبل مائة عامٍ أضحى حقيقةً لا يختلفُ فيها اثنان، وما نستعظمه في زماننا؛ فالأيامُ القادمة كفيلةً بإبرازهِ في ثوب الواقع حقيقةً لا يماري فيها أحد، فقال تعالى: “وما ينطقُ عن الهوى إنّ هو إلا وحيٌّ يوحى”.
إنّ الانتصار الحاسم والنهائي والمعركةُ ستحدثُ آخر الزمان عندما يكون المسلمون تحتََ رايةِ المسيح عليه السلام ويكون أميرهم المهدي، ويكون اليهودُ تحت راية المسيح الدّجال. ومقتضى الإيمان بهذا النصر هو أنّ نعملَ بجدٍ واجتهادٍ ويقين، ونتكلَ ونتخاذلُ، فإنّ ترك القتال والاستعداد له بحجة أن تلك المعركة الفاصلة لم يحن وقتها فهذا غير صحيح وذلك لعدة أمور وهي:
1 – أن النصوص التي تُبشر بانتصار المسلمينَ فقد أتى بعضها مطلقاً لا تقييد فيه، وذلك لكون المعركة بين جيش الإسلام بقيادة المسيح عليه السلام والمهدي وجيش اليهود بقيادة الدّجال، فإنّ حمل بعض تلك النصوص على بعض ليس متعيناً وليس من شرطِ حدوث الخارق وهي تكليم الحجر والشجر أن يكون في آخر الزمان فليس على الله بعزيز أن يكون في جولة قبل ذلك بل في هذه الجولة.
2- أننا لا نعلم متى تقع المعركة الفاصلة ولا ما هي مقدماتها، ولم نُتعبَّد بانتظارها وإنما تعبدنا الله بالجهاد والإعداد لليهود وغيرهم.
3- أن عموم الأدلة يدل على أن المعركةِ مع الكفر مستمرةً دائمة وليس هناك أيّ دليل شرعي أو تاريخي يمنع وقوع معارك أخرى بيننا وبين اليهود قبل المعركة الفاصلة فإن الحرب سجال حتى يأتي الفتح الأعظم، وهكذا كان بين رسول الله – صلى الله عليه وسلم – وبين قريش حتى جاء نصر الله والفتح ودخل الناس في دين الله أفواجاً . وقد ثبت في الحديث الصحيح عن النبي – صلى الله عليه وسلم – قوله:” لا تزال طائفة من أمتي يقاتلون على الحق ظاهرين إلى يوم القيامة ، قال: فينزل عيسى ابن مريم ـ عليه السلام – فيقول أميرهم: تعال صَلِّ لنا ، فيقول: لا . إن بعضكم على بعض أمراء ، تكرمة الله هذه الأمة”.
إنّ من الأفضلِ بأنّ نركز على ما ورد في القرآن حول اليهود، فلا نستطيع أنّ نجد مَن وَصَفَ اليهود، والتعَرّف على بنفسياتِهم ثم الحُكم عليهم بما هم أهلٌ له مثل كتاب الله، وحيث إن منطلقنا في التعامل معهم هو كتاب الله، فلا بدّ من دراسة القرآن، وما ورد فيه من آيات عن بني إسرائيل دراسة معمّقة حيث نبني على ذلك رسم خططِ المستقبل وقواعد التعامل في الحرب والهدنة.

من صفات اليهود:


الذل والمسكنة: ضربت عليهم الذلة والمسكنة . وأيضاً الغدر والخيانة أو كلما عاهدوا عهداً نبذه فريقٌ منهم.
ومن صفاتهم الجُبن والضعف “لأنتم أشد رهبة في صدورهم من الله لا يقاتلونكم جميعاً إلا في قرى محصنةٍ أو من وراء جُدر.
ومن صفاتهم أيضاً، عدم اتحاد كلمتهم وتفرقهم واختلاف قلوبهم بل وشدّة تناحُرهم بأسهم بينهم شديد تحسبهم جميعاً وقلوبهم شتى. فمن كانت هذه بعض صفاته، كيف يُنزَّل فوق منزلته أو يُوثق في عهده أو يخاف من قوته.
إن كلام الشجر والحجر عبارة عن كلام حقيقياً لا مجازاً وذلك؛ لأن الأصل في الكلام الحقيقة وليس ذلك على الله بعزيز من انطق عيسى عليه السلام في المهد قادر على أن ينطق الحجر والشجر والله على كل شيء قدير. ويذكر أن باحثين أمريكيين قد زارا أحد الدعاة في بيته طالبين فهم الحديث في ضوء الواقع المعاصر، ولقد أخبَرا بأن اليهود يؤمنون بصحةٍ مضمون الحديث، وهم يعملون جادين على تأخير هذا اليوم، ويزرعونَ شجر الغرقد استعداداً لذلك.
إن اليهود يعملون على حملةٍ واسعةٍ بزراعةِ شجر الغرقدِ؛ لأنهم يؤمنون بكلام رسول الله: “فَإِنَّهُمْ لا يُكَذِّبُونَكَ وَلَكِنَّ الظَّالِمِينَ بِآيَاتِ اللَّهِ يَجْحَدُون” سورة الأنعام: 33. يعرفونهُ كما يعرفون أبناءهم كما قال عبد الله بن عبد السلام: إني لأقرّ لمحمد بالنبوة أكثر ما أقر لابني بالبنوة، محمد رسول الله حقاً وصدقاً وعدلاً يقومون بحملةٍ رهيبة بزراعة شجر الغرقد، لأنهم يعرفون تماماً أن هذا الشجر الذي ذكره محمد رسول الله هو الذي لا ينطق، لأنهم على يقين بقرب هذا اليوم ومجيء هذا اليوم، لأنهم أصحابُ عقيدةٍ وأهل كتاب، والله لن ينتصر المسلمونَ على اليهود إلا بالرجوع إلى كتاب الله وسنة نبيه عليه الصلاة والسلام مصداقُ هذا قوله تعالى: “يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ – وَالَّذِينَ كَفَرُوا فَتَعْسًا لَهُمْ وَأَضَلَّ أَعْمَالَهُمْ- ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَرِهُوا مَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأَحْبَطَ أَعْمَالَهُمْ- أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَيَنْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ دَمَّرَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَلِلْكَافِرِينَ أَمْثَالُهَا- ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ مَوْلَى الَّذِينَ آَمَنُوا وَأَنَّ الْكَافِرِينَ لَا مَوْلَى لَهُمْ” سورة محمد: 7-11.


شارك المقالة: