حكم الدعاء أثناء الوضوء

اقرأ في هذا المقال


حكم الدعاء أثناء الوضوء:

هناك أدعية أثناء الوضوء مشهورةً، وذكرها بعض الفقهاء في كتبهم، فمن ذلك ما ذكره الرافعي من الشافعية حيث قال: أن يُحافظُ على الدعوات الواردة في الوضوء ومنها ما يلي:
فيقول في غسيل الوجه ما يلي: “اللهم بيّض وجهي يوم تبيض وجوهٌ وتسود وجوهٌ”، وعند غسل اليسرى: “اللهم أعطني كتابي بيميني وحاسبني حساباً يسيراً“، وعند غسل اليسرى يقول: “اللهم لا تعطيني كتابي بشمالي ولا من وراء ظهري”، وعند مسح الرأس يقول: “اللهم حرّم شعري وبشري على النار”. وفي لفظٍ آخر وروى اللهم احفظ رأسي وما حوى وبطني وما وعى، وعند مسح الأذنين: “اللهم اجعلني من الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه”، وعند غسل الرجلين يقول: “اللهم ثبت قدمي  على الصراط يوم تزل فيه الأقدام”، ورد بها الأثر عن السلف الصالحين.

فقد ذكرَ أبو حامد الغزالي الأدعية أثناء الوضوء بأكثر من ذلك فقال: بعد ذكر البسملة في أوله، ويقول عند ذلك أعوذ بك من همزاتِ الشياطين وأعوذ بك ربّ أن يحضرون ثم يغسل يديه ثلاثاً قبل أن يُخلهما على الإناء، ويقول اللهم إني أسألك اليمين والبركة وأعوذ بك من الشؤم والهلكة.
وقيل عند فعل المضمضة: “اللهم أعني على تلاوة كتابك” وكثرة الذكر لك ثم يأخذ غُرفةً لأنفهِ ويستنشقُ ثلاثاً ويصعد الماء بالنفس إلى خياشيمه ويستنثر ما فيها ويقول في الاستنشاق اللهم أوجد لي رائحةَ الجنة وأنتَ راضٍ عني، وفي الاستنثار يقول: “اللهم إني أعوذ بك من روائح النار ومن سوء الدار”.
وعند غسل وجهه يقول: “اللهم بيّض وجهي بنورك يوم تبيض وجوهُ أوليائك ولا تُسوّدُ وجهي بظلماتك يوم تسودُ وجوه أعدائك”.
وعند غسل اليد اليمنى يقول: “اللهم أعطني كتابي بيميني وحاسبني حساباً يسيراً“. وعند غسل اليد اليسرى: “اللهم إني أعوذ بك أن تعطيني كتابي بشمالي أو من وراء ظهري”. وعند مسح أذنيه يقول: “اللهم اجعلني من الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه، اللهم أسمعني منادياً الجنة مع الأبرار”. وعند مسح رقبته يقول: “اللهم فك رقبتي من النار وأعوذ بك من السلاسل والأغلال”. وعند غسل الرجل اليمنى يقول: “اللهم ثبت قدمي على الصراط المستقيم يوم تزل الأقدام في النار”.
وعند غسل الرجل اليسرى يقول: “أعوذ بك  أن تزل قدمي عن الصراط يوم يوم تزل فيه أقدام المنافقين”. فإذا انتهى رفع رأسه إلى السماء وقال: أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبدهُ ورسوله، سبحانك اللهم وبحمدك لا إله إلّا أنت عملتُ سوءاً وظلمتُ نفسي استغفرك اللهم وأتوب إليك، فاغفر لي وتب عليّ، إنك أنت التواب الرحيم، اللهم اجعلني من التوابين واجعلني من المتطهرين واجعلني من عبادك الصالحين واجعلني عبداً صبوراً شكوراً واجعلني أذكرك كثيراً وأسبحك بكرةً وأصيلاً.
إن هذه الأدعية التي تُقال خلال الوضوء ليست ثابتة عن النبي عليه الصلاة والسلام، قال: وأما الدعاء على أعضاء الوضوء فلم يجيء فيه شيء عن النبي عليه الصلاة والسلام.
وقال الحافظ ابن حجر معلقاً على الأدعية التي ذكرها الرافعي والمذكوةِ أعلاه، قال النووي في الروضة هذا الدعاء لا أصل له ولم يذكره الشافعي والجمهور، وقال ابن صلاح لم يصح فيه حديث.
لقد قال ابن القيم: ولم يحفظ عنه أنه كان يقول على وضوئهِ شيئاً غير التسميةِ، وكل حديث في أذكار الوضوء الذي يُقال عليه، كذبٌ مختلق لم يقل رسول الله صلّى الله عليه وسلم شيئاً منه ولا علّمهُ لأمتهُ ولا ثبت عنه غير التسمية في أوله وقوله: “أشهد أن لا إله إلا الله وحدهُ لا شريك له وأشهدُ أن محمداً عبدهُ ورسوله”، “اللهم اجعلني من التوابين واجعلني من المتطهرين”. وهذا ما ذكرتهُ بالنسبة للأدعية أثناء الوضوء، أما بالنسبة للتسمية في أول الوضوء فأكثرو أهل العلم على أنها سنة.
قال الإمام النووي: قد ذكرنا أن التسمية سنةٌ وليست بواجبة، فلو تركها عمداً صحّ وضوءهُ وهذا مذهبنا وبه قال مالك وأبو حنيفة وجمهور العلماء وهو أظهر الروايات عن أحمد وعنهُ روايةً أنها واجبةً.
لقد وردَ في التسمية عند الوضوء عدة أحاديثٍ ولكنها ضعيفةً. وقد ذكر الإمامُ النووي بعضها ثم قال: “إنّ أسانيد هذه الأحاديث كلّها ضعيفة، وذكر البيهقي هذه الأحاديث ثم قال أصحُ ما في التسمية هو حديث أنس أن النبي عليه الصلاة والسلام وضع يده في الإناءِ الذي فيه الماء” ثم قال: “توضوؤوا باسم الله”.


شارك المقالة: