ما هو حكم قراءة القرآن عن طريق الهاتف؟

اقرأ في هذا المقال


حكم قراءة القرآن عن طريق الهاتف:

إنّ مسألة حكم قراءة القرآن من الهاتف تسوق لاستهلاك الحديث عن أهمية القرآن وفضلهِ، فالقرآنُ هو كلامُ الله المُعجز، الذي أنزل على قلب نبيه الكريم حتى يكون قدوة الناس أجمعين ومنهجُ أعمالهم، ولكي تتحقق هذه الغاية الكبيرة والعظيمة، فقد تكفلَ الله تعالى بأن يحفظهُ من الاندثار والتغيير والتبديل، حيث قال الله تعالى: “إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ” الحجر:9.

قال النووي في المجموع: إنّ القراءة في كتاب الله أفضلُ من القراءة عن ظهر قلب؛ وذلك لأنها تجمعُ القراءة والنظر في المُصحف، وهو عبادةٌ أخرى. فالظاهرُ أنّهُ لا فرق بين الأجر بين قراءة القرآن من المصحف مباشرةً أو قراءته عن الشاشة ؛ وذلك لأجل حصول النظر إلى الكتابة منهما جميعاً.

فالقرآن الكريم: هو صاحبُ فضلٍ وبركة، سواء في تلاوتهِ أو في حفظ آياتهِ، أو تفسيرهِ أو الأخذ به أو العملِ بهديهِ، فقد حصل القرآن الكريم عبر العصور على اهتمام المسلمين، فقد أخذوا يحفظونهُ ويفردون له المصنفات الخاصة به سواء من علومه وتفسيره، فقد أظهر المسلمون مع تقدم الصناعة وأدواتها بإظهار عنايةً جديدة بالقرآن الكريم من ناحية طبعه بأوضح الخطوط وأجملها؛ وذلك مع الاهتمام بالرّموز التي تدلُ على أماكن الوقف والابتداء وأحكام التجويد وما شابه ذلك.

إنّ قراءة القرآن بشكلٍ عام له ثواب كبير سواء كان بالمصحف أو عن طريق الهاتف على جميع الحالات وله فضلٌ عظيم وأجرٍ كبير أيضاً فقال تعالى: “إِنَّ الَّذِينَ يَتْلُونَ كِتَابَ اللَّهِ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَأَنفَقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرًّا وَعَلَانِيَةً يَرْجُونَ تِجَارَةً لَّن تَبُورَ لِيُوَفِّيَهُمْ أُجُورَهُمْ وَيَزِيدَهُم مِّن فَضْلِهِ ۚ إِنَّهُ غَفُورٌ شَكُورٌ” فاطر:29. حيثُ أنّ قراءة القرآن لها أجرٌ مضاعف في الدنيا وشفاعةٌ في الآخرة.

فقد عرّف أهل المعرفة من المعاصرين المُصحف الإلكتروني، بأنّه هو البرنامج الذي يعملُ وفق مجموعة من الوحدات الإلكترونية الوظيفية على شكلٍ منتظم ومتناسق، بحيث تتم فيها معالجة كلمات القرآن الكريم من أجل إظهارها بشكلٍ واضح عند تشغيل البرنامج وطلب السورة من خلال السور المرتبة بالصورة التي وردت في المصحف العثماني.

لقد قال البعض إلى أنّ المُصحف الإلكتروني لا يُعدُ مُصحفاً بحال، ولكنهُ سُمي مجازاً بالمصحف؛ كون الهاتف عبارة عن آلة يلجأ إليها المسلمون على قراءة بعض الآيات؛ وذلك بدليل أنّ الجهاز إذا اختفى عمله تختفي بعض السور والآيات، وقد وصفهُ الباحثون مُصحفاً في حالة تشغليه على اعتبار ظهور بعض الآيات حين تشغيلهِ.

فضل قراءة القرآن الكريم:

إنّ لقراءة القرآن فضل عظيم، فهو عبارة عن الضوء الذي يُنير دروب الإنسان بالإيمان، وبه نرفعُ به درجاتنا، فالقارئ القرآن الثواب من عند الرحمن ومن أراد أن يتحدث مع ربه فليقرأ بالقرآن، كما ورد في حديث عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “مَنْ قَرَأَ حَرْفًا مِنْ كِتَابِ اللَّهِ فَلَهُ بِهِ حَسَنَةٌ وَالْحَسَنَةُ بِعَشْرِ أَمْثَالِهَا لَا أَقُولُ الم حَرْفٌ وَلَكِنْ أَلِفٌ حَرْفٌ وَلَامٌ حَرْفٌ وَمِيمٌ حَرْفٌ” أخرجه البخاري.

ويُستحبُ أن يُقرأ القرآن في الثُلث الأخير من الليل، وهو أفضلُ وقت لكي يقرأ فيه المسلم كتاب الله تعالى، بدليل قوله عليه الصلاة والسلام: “إِنَّ اللَّهَ يُمْهِلُ حَتَّى إِذَا ذَهَبَ ثُلُثُ اللَّيْلِ الْأَوَّلُ نَزَلَ إِلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا فَيَقُولُ: هَلْ مِنْ مُسْتَغْفِرٍ؟ هَلْ مِنْ تَائِبٍ؟ هَلْ مِنْ سَائِلٍ؟ هَلْ مِنْ دَاعٍ حَتَّى يَنْفَجِرَ الْفَجْرُ”.

أمّا الوقت الثاني لقراءة القرآن هو وقت الفجر، فهو الوقت الذي ذكرهُ الله في كتابه العزيز: “أَقِمْ الصَّلَاةَ لِدُلُوكِ الشَّمْسِ إِلَى غَسَقِ اللَّيْلِ وَقُرْآنَ الْفَجْرِ إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كَانَ مَشْهُودًا” الإسراء78.

وهناك وقتٌ ثالث وهو بعد صلاة الصبح فعن أبي هريرة رضي الله عنه أنّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم قال: “لَوْ يَعْلَمُ النّاسُ مَا في النِّدَاءِ والصّفِّ الأوّلِ ثُمّ لمْ يَجدُوا إلّا أنْ يَسْتَهِمُوا عَليه لاسْتَهَمُوا، ولوْ يعْلَمونَ ما في التَّهْجِيرِ لاسْتَبقُوا إليه، ولوْ يَعْلَمُونَ ما في العَتَمَةِ والصُّبْحِ لأَتَوْهُما ولوْ حَبْوًا”. وسائر أوقات النهار: مع ملاحظة أنّ سيدنا عمر رأى شاباً يقرأ القرآن في وقت العمل، فسأله: “مَن يطعمك؟ قال: أخي، قال: أخوك أعبد منك، إنّما أنزل هذا القرآن ليعمل به، أفاتخذت قراءته عملًا؟”.

لا يصحُ أن نقرأ القرآن في الخلاء أو الأماكن القذرة؛ وذلك إجلالاً لقدر الله وتعظيمه، وإذا كان النبي عليه الصلاة والسلام قد امتنع عن ردّ السلام وهو مكان الخلاء، والامتناع عن القراءة أولى. ويُكرهُ قراءة القرآن أيضاً خلال الوضوء، فالأمر الذي لا شكّ فيه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنهُ كان يُسمّي الله قبل وضوئه ولا يتحدثُ أثناءهِ.


شارك المقالة: