ما هو عدد علامات الساعة الكبرى وما ترتيبها؟

اقرأ في هذا المقال


عدد علامات الساعة الكبرى وما ترتيبها:

أولاً: عن حُذيفة بن أسيدٍ الغفاري قال: اطلَعَ النبيّ عليه الصلاة والسلام علينا ونحن نتذاكرُ فقال: ما تذكُرُون؟ قالوا: نذكُرُ الساعة قال: “إنَّهَا لَنْ تَقُومَ حتَّى تَرَوْنَ قَبْلَهَا عَشْرَ آيَاتٍ، فَذَكَرَ، الدُّخَانَ، وَالدَّجَّال، وَالدَّابَّةَ، وَطلُوعَ الشَّمسِ مِن مَغْرِبِهَا، وَنُزُولَ عِيسَى ابْنِ مَريَمَ صلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ، وَيَأَجُوجَ وَمَأجُوجَ، وَثَلَاثَةَ خُسُوفٍ: خَسْفٌ بالمَشرِقِ، وَخَسْفٌ بالمَغْرِبِ، وَخَسْفٌ بجَزِيرَةِ العَرَب، وَآخِر ذلكَ نَارٌ تَخرجُ مِنَ اليَمنِ، تَطْرُد النَّاسَ إلى مَحْشَرِهِمْ”. صحيح مسلم.

عن أبي سريحة حذيفة بن أسيد قال كان النبي عليه الصلاة والسلام في غرفةٍ ونحنُ أسفلُ منه فاطلع إلينا فقال ما تذكرون قُلنا الساعةَ قال: “إنَّ الساعَةَ لا تَكُون حتَّى تَكُون عَشر آيَات: خَسفٌ بالمَشرِقِ، وَخَسفٌ بالمغرِبِ، وَخَسفٌ في جَزِيرَةِ العَربِ وَالدُّخَانُ وَالدَّجَّال، وَدَابَّةُ الأرْضِ، وَيَأجوج وَمَأجوج، وَطُلُوعُ الشَّمْسِ مِن مغرِبِهَا، وَنَار تَخرج مِن قُعرَة عَدَنٍ تَرْحَلُ النَّاس. قالَ شعبَةُ: وَحدَّثَني عبد العَزِيزِ بن رُفَيع، عن أَبِي الطفَيل، عن أَبي سَرِيحةَ، مِثل ذلكَ، لا يَذكرُ النبيَّ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ، وقال أَحَدُهما في العَاشِرَةِ: نُزُول عِيسَى ابنِ مَريَمَ صَلى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ، وقال الآخَر: وَرِيحٌ تُلْقِي النَّاسَ في البَحْرِ” أخرجه مسلم.
شرح الحديث: إنّ هذا الحديث برواياته الثلاث الثلاث يُشير إلى الآيات العِظام التي تكون بين يدي الساعة، ودلائل السياق تُشير إلى أنها مذكورة على سبيل الجمع والترتيب، وذلك بدليل أنّ هناك تقديماً وتأخيراً بين هذه العلامات في الروايات الثلاث، كذلك المعلوم أنّ نزول عيسى عليه السلام يكون قبل خروج يأجوج ومأجوج، وقبل الدّابة وطلوع الشمس من مغربها.
أيضاً وصفة هذه العلامة بالآيات إشارة إلى عظمها، وهذا وجه لتسميتها بالعلامات الكبرى، كذلك كلمة “آية” فيها إشارةً إلى أنّ تلك العلامات تقع على غير المعهود، أي أنّ وقوعها يحصل على سبيل الإعجاز على خلاف نواميس الأرض، وهذا واضح فيها جميعاً، فإن خروج دابة من الأرض تُكلم الناس، أو طلوع الشمس من مغربها، أو خروج نار تطرد الناس إلى أرض المحشر، فكل هذه الأمور خارقةً لنواميس الكون وغير معهود وقوع مثلها بين البشر، لذا سُميت هذه العلامات بالآيات العِظام، لما فيها من جانب إعجازي خارق للعادة، وبالتالي من الخطأ أن يتصور البعض وقوعها بشكل معهود، أو يستبعد وقوعها قياساً على الواقع، فهذه العلامات على وجه الخصوص لا تخضع بجملتها للقياسات العقلية أو المنطقية.
ونلاحظ أيضاً أنها تعتبر خروج المهدي من العلامات الكبرى، وهذا القول ليس عليه دليل نستأنس به ووفق التوجيه السابق بأن العلامات الكبرى هي آيات على سبيل الإعجاز يمكن القول أنّ خروج المهدي ليس ضمنها؛ لأن خروجه ليس فيه خارق للعادة، ولكن الدلائل المتضافرة تُشير إلى أن خروج المهدي يكون ملابساً لوقوع العلامات الكبرى، أو مندرجاً فيها؛ أو أن بعضها يقع إما قبل خروجه أو خلال عهده، كعلامة الدّخان أو الدّجال أو نزول عيسى، أو خسف جزيرة العرب، فهذه العلامات الأربع يحتمل كونها حاصلة إما قبيل خروجه أو في عهده، لذا إدراجه في باب العلامات الكبرى يكون من باب المجاورة والتلازم بين الأحداث.
وفقاً للتصور العام الذي تحصل لدي من خلال قرائن عدة يمكن القول أن آخر هذه العلامات حتماً هي النار التي تخرج من اليمن، وفي حديث آخر الريح التي تقبضُ أرواح المؤمنين، وقبلها علامتانِ وهما طلوع الشمس من مغربها ودّابة الأرض، يبقى سبع علامات منها ثلاث علامات ثبت التلازم بينها، وهي الدّجال ثم نزول عيسى ثم يأجوج ومأجوج، وهذا الترتيب أشارت إليه أحاديث أخرى. أما العلامات الأربع الباقية وهي الخسوف الثلاثة والدخان فهي غير معلومة الترتيب على سبيل الجزم، لكن هناك قرينةً تعزز كون الخسوف الثلاثة كلها قبل الدجال على اعتبار أن الخسف الثالث”خسف جزيرة العرب” هو نفسه الخسف الذي يكون علامة من علامات خروج المهدي وهي دليل من دلائل صدقه.
إنّ الترتيب المنطقي لعلامات الساعة الكبرى هو كما يلي:
خسف المشرق، خسف المغرب، خسف جزيرة العرب الذي يكون بين يدي خروج المهدي، الدّجال، نزول عيسى ابن مريم، يأجوج ومأجوج، وطلوع الشمس من مغربها، والدّابة التي تكلم الناس، النار التي تخرج من قعرِ عدن، أو الريح التي تُلقي الناس في البحر.
فالترتيبُ المنطقي الذي ذكرناه الذي تحصل لديّ من خلال الاستعانة بقرائن متعددة ستتضح خلال الفصول اللاحقة، وتبقى علامة واحدة يكتنفها بين الغموض، وهي علامة الدّخان، وهذه العلامة يترجح لدي أنها هي العلامة الأولى في العلامات الكبرى، وباقي العلامات تحدث تِباعاً بعدها، وهناك احتمال أنّ تكون بعد خَسفي المشرق والمغرب، وقبل خسف جزيرة العرب، ووفقاً لهذا الاحتمال يكون ترتيبها الثالث في العلامات.

المصدر: الموسوعة في الفتن والملاحم وأشراط الساعة، تأليف محمد أحمد المبيض.كتاب المسند من أحاديث الفتن والملاحم وأشراط الساعة، تأليف مصطفى العدوي.كتاب أشراط الساعة وأسرارها، تأليف محمد سلامة جبر- الطبعة الأولى.كتاب مختصر أشراط الساعة الصغرى والكبرى، إعداد عوض بن علي بن عبد الله- تقديم فضيلة الشيخ عبد الله بن عبد الرحمن الجبرين.كتاب علامات الساعة، تأليف سعيد اللحام.


شارك المقالة: