قوم لوط عليه السلام:
قوم لوط:وهم القوم الذين كانوا يعيشونَ في مدينةٍ تُدعى”سدوم” جنوب البحر الميت، وتأتي على الحدود الفاصة بين بلد الأردن وفلسطين. وهم القوم الذي بعثَ الله إليهم النبي لوط عليه السلام من أجل هدايتهم إلى الطريق الصحيح وطريق الحق ودين الله تعالى، وعبادتهُ وحده لا شريك له، وإبعادهم عن عبادة الأصنام، ونهيهم عن ارتكاب الفواحشِ والمحرمات التي كانوا يقومون بها خلافاً عن جميع البشر.
عذاب قوم لوط عليه السلام:
لقد عاشَ نبيّ الله لوط عليه السلام في فترة النبي محمد عليه الصلاة والسلام وخليلُ الله إبراهيم عليه السلام. ودعا قومه الى عبادة الله وعدم الشرك به إلا ان قوم لوط كانوا يمارسون عملاً لم يعمله احد من قبل وهو نوع من الشذوذ الجنسي، فهم يأتون الرجال على النساء “اللواط” وجاء لوط اليهم ونصحهم بترك المعاصي ومن ضمنها ذلك الشذوذ وحذرهم من غضب الله عز وجل منهم إلا انهم كذبوه وإن رأوا أنه نبي الله اليهم حيث كانت مهمة قوم لوط صعبة جداً؛ لأنها جائت لتغيير غرائز تعودة عليها القوم وتركها سيكون صعب عليهم لأنهم يتمادوا في كفرهم وفسقهم وجهرهم بالفاحشة بين الناس حيث قوله تعالي: “كَذَّبَتْ قَوْمُ لُوطٍ بِالنُّذُرِ” القمر:33 وقال تعالى أيضاً في كتابه العزيز: “كَذَّبَتْ قَوْمُ لُوطٍ الْمُرْسَلِينَ – إِذْ قَالَ لَهُمْ أَخُوهُمْ لُوطٌ أَلَا تَتَّقُونَ – إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ” الشعراء:160-162.
وعندما حلّت عليهم ساعة العذاب فقد أرسلَ الله تعالى الملائكة الى قوم لوط وهم في طريقهم الى قوم لوط ذهبوا الى سيدنا ابراهيم عليه السلام ومروا عليه وبشروه بولادة ابنه إسحاق من سارة التي كانت في ذلك القوت عجوز كبيرة في العمر حيث ورد ذكرها في كتاب الله عز وجل: “قَالَت يَا وَيْلَتَى أَأَلِدُ وَأَنَاْ عَجُوزٌ وَهَـذَا بَعْلِي شَيْخًا إِنَّ هَـذَا لَشَيْءٌ عَجِيبٌ” هود:72. وقال الله تعالى ايضاً :“وَمِن وَرَاء إِسْحَقَ يَعْقُوبَ” هود:71 .عندها أراد الله نصر نبيهِ لوط عليه السلام على قومه الجاهلين وبعد أن بشروا إبراهيم وزوجه بإسحاق علم منهم سيدنا إبراهيم ما جاؤا لأجله فقال لهم: إنّ فيهم لوط عليه السلام، فردوا عليه إنهم أعلم بما فيهم وأن الله عزوجل سيُنجي لوط وأهله باستثناء زوجته ستكون من الغابرين وقال الله تعالى : “ولمَّا جاءت رسلنا ابراهيمَ بالبشرى قالوا انَّا مهلكوا أهل هذه القرية انَّ أهلها كانوا ظالمين- قال انَّ فيها لوطاً قالوا نحن أعلم بمن فيها لنُنَجيَنَّه وأهله الا امرأته كانت من الغابرين”.هود:77-78.
وصل الأمر بقوم لوط أنهم كانوا يتباهون في عمل الفاحشةِ، وبعض نسائهم تساعدهم على فعل الفواحش ومن ضمنهم امرأة لوط عليه السلام قال الله تبارك وتعالى:“وَلُوطًا إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ أَتَأْتُونَ الْفَاحِشَةَ مَا سَبَقَكُم بِهَا مِنْ أَحَدٍ مِّن الْعَالَمِينَ – إِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الرِّجَالَ شَهْوَةً مِّن دُونِ النِّسَاء بَلْ أَنتُمْ قَوْمٌ مُّسْرِفُونَ”. العنكبوت:28-29. وقال تعالى: “إِذْ قَالَ لَهُمْ أَخُوهُمْ لُوطٌ أَلَا تَتَّقُونَ – إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ – فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ – وَمَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَى رَبِّ الْعَالَمِينَ” الشعراء:106-109.
وجاؤا إلى قوم لوط فأستضافهم في بيته ودخلوا عليه بصورة شبانٍ جميليّ المظهر، فرحب بهم لوط معتقداً أنهم ضيوف وخاف عليهم من شرورِ قومه . إلا ان زوجته قامت بإخبار قومها عن الشباب الموجودون في بيت لوط عليه السلام فجاء قوم لوط مُسرعين الى بيت لوط يريدون ضيوف لوط عليه السلام ودعاهم لوط الى الزواج من بنات القرية بدلاً من هذا الفسق والفاحشة . إلا أن قومه رفضوا نصيجة لوط عليه السلام . عندها أمرت الملائكة سيدنا لوط وأهله بالخروج من القرية وذلك يكون ليلاً قبل أن يطلع الصبح؛ لأن موعد هلاك القوم سيكون الصبح، “قالوا يا لوط انَّا رسل ربك لن يصلوا اليك فاسْر بأهلك بقطع من الليل ولا يلتفت منكم أحدٌ الا امرأتك انّه مصيبها ما أصابهم انّ موعدهم الصبح أليس الصبح بقريب” هود:81. وفعلاً أتى الصبح وبدأ عذاب قوم لوط، حيث قال الله عز وجل: “فلمَّا جاءَ أمرُنا جعلنا عاليها سافلها وأمطرنا عليها حجارةً من سجيل منضود- مُسَوَّمةٌ عند ربكَ وتعرف على ما هى من الظالمين ببعيد”. وعذاب قوم لوط كان بالصيحة أيضاً لقوله تعالى “فأخذتهم الصيحة مشرقين- فجعلنا عاليها سافلها وأمطرنا عليهم حجارة من سجيل”الحجر:73-74.
ما هو حكم اللواط الذي تميز به قوم لوط:
يُعتبر اللِّواط في الشرائعِ الإسلاميةِ هي من أبشع وأقبح الذنوب والمعاصي وأشدّها حرمةً. وتُعتبرُ من الكبائر التي يهتزُّ لها عرش الله تعالى، ويستحقُ مرتكبها سواءً كان فاعلاً أو مفعولاً به جزاء القتل، وهو عبارة عن الحدّ الشرعي لهذه المعصية في الدنيا إذا ثبتَ إرتكابهُ لهذه المعصية بالأدلة الشرعية لدى الحاكم الشرعي، فقال بعضُ علماء المذاهب بما يلي: قال أبو حنيفة إلى أنّ من عملَ قوم لوطٍ فلا حدّ عليه ولكنهُ يُعزر. أما المالكية قالو: أن حدّ اللائط هو الرجم بكلِ حال سواء كان ثيباً أم بِكراً. أما الشافعيةُ قالوا: يُرجم المحصن، ويُجلد غيرهُ ويُغرب. وعند الإمام أحمد قال: أن اللائطَ حدهُ الرجم سواء كان بكراً أو كان ثيباً، وهو أحدُ قولي الشافعي.