ما هي أبرز علامات الساعة الصغرى؟

اقرأ في هذا المقال


أبرز علامات الساعة الصغرى:

إن من أبرز علامات الساعة الصغرى هي:

  • موتان كقُعاص الغنم: ويشمل هذا أيضاً من علامات الساعة، فإن كلمة الموتان هي عبارة عن لفظ مبالغة من الموت، أي أنه يقع موت كثير جداً وهذا أشبه ما يكون بالوباء الذي يقضي على الناس أفواجاً أفواج. وقد قيل إن هذا الأمر وقع في طاعون عمواس. والطاعون هوعبارةٌ عن بثور أو أورام تظهر في الجسم مع التهاب شديد ومؤذٍ جداً، وهو أيضاً مرض فتاك شديدُ العدوى. وعمواس: هي أيضاً قريةٌ بفلسطين قُرب بيت المقدس.
    وعن عوف بن مالك قال عليه الصلاة والسلام:” أغدُد ستاً بين يدي الساعة وذكر فيه: موتان يأخذ فيكم كقُعاص الغنم” رواه البخاري.
    فكان حدث في الأمة زمن عمر بن الخطاب رضي الله عنه بعد فتح القدس”عام 16 هجري” انتشار مرض الطاعون، وذلك في سنة”18 هجري” في أرض الشام؛ فمات خلق كثير بلغ خمسة وعشرين ألف رجل من المسلمين. ومات بسببه جماعات من سادات الصحابة، منهم معاذ بن جبل، وأبو عبيدة وشرحبيل بن حسنة، والفضل بن عباس بن عبد المطلب وغيرهم، رضي الله عنهم أجمعين. وقُعاص الغنم هو داء يأخذ الدواب؛ فيسيل من أنوفها شيء، فتموت فجأة، وقد شبه النبي عليه الصلاة والسلام الموتان بقُعَاص الغنم؛ لأن الطاعون يظهر قرحة في البدن تسيل، ثم يموت منها المصاب.
  • كثرة ظهور الفتن بأنواعها: وهذا أيضاً من أشراط الساعة التي بدأت تظهرُ في هذا الزمان وأصبح المرء تُحيطه جميع أنواع الفتن: فتنة النظر الحرام من خلال ما يعرض في القنوات الفضائية والمجلاتِ، ومواقع الإنترنت، وما يتداوله الناس من صور ومقاطع فيديو ومحرمة عبر الهواتف المحمولة وغيرها، فهذه فتن من تركها ونجى منها مخافة الله وتعظيماً له؛ أورثه الله إيماناً يجد حلاوته في قلبه. وفتنة المال الحرام، كأموالِ الربا، والرشَاوي، وبيع البضائع المحرمة من خمور وملابس محرمة وغير ذلك. وآكلِ المال الحرام لا يستجيب الله دعاءه، وتوعده بالنكال. وفتنة اللباس الحرام سواء من الرجال أو النساء. وكثرة وقوع الناس في الفتن، حتى صار التقي النقي غريباً بينهم. والفتن جمعُ فتنة، وهي الاختيار والابتلاء واستعملت في كل شيء مكروه. وقد أخبر النبي عليه الصلاة والسلام بمجيء الفتن العظيمة التي يلتبس فيها على المسلم الحق، وكلما ظهرت فتنة قال المؤمن: هذه مهلكتي ثم تنكشف ويظهر غيرها.
    عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي عليه الصلاة قال:” بادروا بالأعمال فتناً كقطع الليل المظلم، يُصبح الرجل مؤمناً، ويمسي كافراً، ويمسي مؤمناً، ويصبح كافراً يبيع دينه بعرض من الدنيا” رواه مسلم. ومعنى هذا الحديث: الحث على المبادرة إلى الأعمال الصالحة قبل تعذّرها والاشتغال عنها بما يحدث من الفتن الشاغلة المتكاثرة المتراكمة، كتراكم قطع الليل المظلم لا المقمر. ووصف عليه الصلاة والسلام نوعاً من شدائد تلك الفتن، وهو أنه يمسي مؤمناً ثم يُصبح كافراً أو عكسه؛ وهذا لعظم الفتن، ينقلب الإنسان في اليوم الواحد هذا الانقلاب.
  • ظهور القنوات الفضائية: يسبح في الفضاء اليوم ما لا يقلّ عن ثلاثة عشر ألف قناة فضائية، فيها فتن ولاء، وقد توجهة الإشارة إلى الفتن عموماً في الحديث السابق، بادروا بالأعمال فتناً كقطع الليل، وقد جاء ما يشير إلى فتن القنوات وشرها.
    فقد روى ابن أبي شيبة في مصنفه بسندٍ صحيح عن حذيفة بن اليمان رضي الله عنه قال:” ليوشِكنّ أن يُصبّ عليكم الشرّ من السماء حتى يبلغ الفيافي، قال: قيل: وما الفيافي يا أبا عبد الله قال: الأرضُ القفر”. والعرب تُطلق لفظ”السماء كلّ ما علاك فأضلّك”. والتلفاز اليوم يستقبل ما تمطره الأقمار الصناعية عليه من فتن ومجونٍ، حتى الخيام في القفار والصحاري، لم تسلم من هذه الفتنة.
  • إخباره عن موقعة صفين: ومن أشراط الساعة أن النبي عليه الصلاة والسلام أخبر بحروب ومعارك تقعُ، سواء بين المسلمين والكفار، أو بين المسلمين أنفسهم، ومن ذلك، معركة صِفين، وهي معركة وقعت بين علي ومعاوية بعد مقتل عثمان رضي الله عنهم جميعاً سنة”36 هجري” وهي من أشراط الساعة.
    فعن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي عليه الصلاة والسلام أنه قال: “لا تقوم الساعة حتى تقتتل فئتان عظيمتان، يكون بينهما مقتلة عظيمة ودعواهُما واحدة” متفقٌ عليه.

ذكر موقف أهل السنة من الفتنة بين الصحابة:

إن الصحابة رضي الله عنهم هم بشرٌ وليسوا أنبياء، فيقع من الصحابة ما يقع من بقية الناس من اجتهادات وأخطاء وخصومات ومعارك، وقد أجمع أهل السنة قاطبة على أن الصحابة أبرّ الناس وأصلحهم وأقربهم إلى هدي النبي عليه الصلاة والسلام ووجوب الكف والإمساك عما شجر بين الصحابة رضوان الله عنهم والسكوت عما حصل بينهم من خلافات، وعدم البحث والتنقيب عن خلافاتهم أو نشرها بين العامة، لما لها من أثر سيء في إثارة الفتنة وإيغارُ الصدور عليهم، وسوء الظن بهم. ومسلك الفرقة الناجية أهل السنة والجماعة، هو الإمساك عما حصل بينهم.


شارك المقالة: