أسباب هلاك قوم ثمود:
إن لكلِ عذاب ولكل عِقاب عدةُ أسباب لوقوع هذا العذاب أو الهلاك بالأقوام الماضية، وكأن قوم ثمود لهم نصيبٌ من بين تلك الأقوام التي عُذبت في الدنيا، وأنزل بهم العذاب العاجل، فمن أهم أسباب وقوع العذاب بالأقوام الضالة وهلاكهم به هو ما يلي:
- تكذيب قوم ثمود لنبيّ الله صالح عليه السلام، فقال الله تعالى: “كَذَّبَتْ ثَمُودُ وَعَادٌ بِالْقَارِعَةِ-فَأَمَّا ثَمُودُ فَأُهْلِكُوا بِالطَّاغِيَةِ” الحاقه:4-5.
- عدم انتفاعهم بالهداية، حيث أنهم اشتروا الضلالة بالهدى، فقال تعالى: “وَأَمَّا ثَمُودُ فَهَدَيْنَاهُمْ فَاسْتَحَبُّوا الْعَمَىٰ عَلَى الْهُدَىٰ فَأَخَذَتْهُمْ صَاعِقَةُ الْعَذَابِ الْهُونِ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ” فصلت:18.
- ماديهم في العناد بطلب استعجال العذاب، حيث طلبوه من نبي الله صالح عليه السلام، فقال تعالى: “قَالَ يَا قَوْمِ لِمَ تَسْتَعْجِلُونَ بِالسَّيِّئَةِ قَبْلَ الْحَسَنَةِ ۖ لَوْلَا تَسْتَغْفِرُونَ اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ” النمل:46.
- مكر الرهط من قوم ثمود، وتآمرهم على نبي الله صالح عليه السلام واتفاقهم فيما بينهم على قتله، فقال تعالى: “وَكَانَ فِي الْمَدِينَةِ تِسْعَةُ رَهْطٍ يُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ وَلَا يُصْلِحُونَ– قَالُوا تَقَاسَمُوا بِاللَّهِ لَنُبَيِّتَنَّهُ وَأَهْلَهُ ثُمَّ لَنَقُولَنَّ لِوَلِيِّهِ مَا شَهِدْنَا مَهْلِكَ أَهْلِهِ وَإِنَّا لَصَادِقُونَ-وَمَكَرُوا مَكْرًا وَمَكَرْنَا مَكْرًا وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ–فَانظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ مَكْرِهِمْ أَنَّا دَمَّرْنَاهُمْ وَقَوْمَهُمْ أَجْمَعِينَ” النمل:48-51.
- قتل قوم ثمود ناقة الله، وهي معجزة نبي الله صالح عليه السلام، فقال تعالى: “فَعَقَرُوا النَّاقَةَ وَعَتَوْا عَنْ أَمْرِ رَبِّهِمْ وَقَالُوا يَا صَالِحُ ائْتِنَا بِمَا تَعِدُنَا إِن كُنتَ مِنَ الْمُرْسَلِين–فَأَخَذَتْهُمُ الرَّجْفَةُ فَأَصْبَحُوا فِي دَارِهِمْ جَاثِمِينَ” الأعراف:77-78.
- الاستكبارُ من الملأ وكفرهم بما جاء به صالح عليه السلام، فقال تعالى: “قَالَ الَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا إِنَّا بِالَّذِي آمَنتُم بِهِ كَافِرُونَ” الأعراف:76.
- التقليدُ بالأعمى لما كان يعبد أباءهم، فقال تعالى في كتابه العزيز: “ أَتَنْهَانَا أَن نَّعْبُدَ مَا يَعْبُدُ آبَاؤُنَا وَإِنَّنَا لَفِي شَكٍّ مِّمَّا تَدْعُونَا إِلَيْهِ مُرِيبٍ” هود:62.