أسباب هلاك قوم عاد:
إنّ سُنن الله ثابتة ولا تتغير، فالكثير من الناس يُخطيء ثم يتوب، فيتوبُ الله عليه، ولكن من يكفر ويتمادى في كفره وطغيانه فإن الله أحقُ بأن ينتقم لانتهاك حُرماته، وتكذيب أنبيائه، فهذه عادٌ كفروا في الأرض وطغوا فيها، وسعوا في الأرض الفساد، فانتقم الله منهم وأهلكهم كما أهلك من قبلهم قوم نوح، ولكل عقاب نزل بقوم أسباب فما هي الأسباب التي جعلت العذاب والعقاب ينزل بقوم عاد؟ ولماذا استحقوا اللعنة في الدنيا والآخرة، فمن أهم هذه الأسباب هي:
- الكفر بالله وحده لا شريك له، فقال تعالى: “وَأُتْبِعُوا فِي هَٰذِهِ الدُّنْيَا لَعْنَةً وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ ۗ أَلَا إِنَّ عَادًا كَفَرُوا رَبَّهُمْ ۗ أَلَا بُعْدًا لِّعَادٍ قَوْمِ هُودٍ” هود:60.
- الجحود بآيات الله تعالى، فقال في محكم تنزيله: “وَتِلْكَ عَادٌ ۖ جَحَدُوا بِآيَاتِ رَبِّهِمْ” هود:59.
- تكذيبهم لنبيّ الله هود عليه السلام، فقال تعالى: “كَذّبَت عادٌ المُرسَلِين” الشعراء:123.
- عصيانهم لأمر نبي الله هود عليه السلام، وعدم طاعته بالإيمان ودعوته، فقال تعالى: “وَتِلْكَ عَادٌ ۖ جَحَدُوا بِآيَاتِ رَبِّهِمْ وَعَصَوْا رُسُلَهُ” هود:59.
- إتباع أمر الطغاة والجبارين والعُتاه الذين لا يذعنون للحق، فقال تعالى: “وَاتَّبَعُوا أَمْرَ كُلِّ جَبَّارٍ عَنِيدٍ” هود:59.
- الاستكبار في الاغترار بالقوة التي كانوا يمثلونها، فقال تعالى: “فَأَمَّا عَادٌ فَاسْتَكْبَرُوا فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَقَالُوا مَنْ أَشَدُّ مِنَّا قُوَّةً ۖ أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّ اللَّهَ الَّذِي خَلَقَهُمْ هُوَ أَشَدُّ مِنْهُمْ قُوَّةً ۖ وَكَانُوا بِآيَاتِنَا يَجْحَدُونَ” فصلت:15.
- الطغيان والفساد في الأرض، قال تعالى: “أَلَمۡ تَرَ كَيۡفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِعَادٍ- إِرَمَ ذَاتِ ٱلۡعِمَادِ- ٱلَّتِي لَمۡ يُخۡلَقۡ مِثۡلُهَا فِي ٱلۡبِلَٰدِ – وَثَمُودَ ٱلَّذِينَ جَابُواْ ٱلصَّخۡرَ بِٱلۡوَادِ – وَفِرۡعَوۡنَ ذِي ٱلۡأَوۡتَادِ – ٱلَّذِينَ طَغَوۡاْ فِي ٱلۡبِلَٰدِ – فَأَكۡثَرُواْ فِيهَا ٱلۡفَسَادَ” الفجر:6-12.