الردّة:
حد الردة في الإسلام: إنّ حدّ الردة في الإسلام هو القتل لقوله عليه الصلاة والسلام” من بدل دينه فاقتلوه” وهذا كان مع وجود خلاف في هذه المسألة ولكن قول الأكثرية، وقبل القتل يُستتاب ثلاث أيام حتى يرجع للإسلام وإلا قتل.
أقسام الردّة:
تقسم الردّة إلى قِسمان: ردّة فردية، ردّة جماعية. وسنتعرفُ في هذا المقال على كل واحدةٍ منهما.
الردّة الفردية:
الردّة الفردية: هي أن يرتدّ فردٌ أو أفراد متفرقون لا تجمعهم رابطة نظامٍ ولا رابطة تعاونٍ، كما يحصلُ في كل الأزمنة، وإن خطر هذه الردّة يكون أقل من غيرها؛ لأن الفرد أو الأفراد الذين لا تجمعهم رابطة تنظيمٍ وتعاونٍ فإنهم لا يشكّلون خطراً عاماً على الأمة الإسلامية. لا بل يكون الفرد أو الأفراد بهذا الشكل عرضةً للقضاء عليهم أو تشردهم إذا كان المسلمون الذين حصلت الردّة في ديارهم وأعين لخطر الردّة.
الردّة الجماعية:
الردّة الجماعية: وهي أن يخرج من الإسلام جماعة مترابطة يرأسها أحدُ أفرادها ويقفون صفاً واحداً لحرب من يدعوهم إلى العودة إلى الإسلام، كما هو شأن مسيلمة وقومه، وقبله الأسود العنسي وقومه. وأن هذا النوع من الردّة يكون في غاية الأهمية، إذ إن الجماعة المرتدة تقف محاربة مستميتةً لا تتمكن الدولة بكاملها من ردعها إلا بقتال واستبسال ونفقات باهظة، وكلا الردّتين الجماعية والفردية قد حدثتا في عهد الرسول صلّى الله عليه وسلم.
الردّة في العصر الأول:
وفي هذا النوع من الردّة مطلبان:
الأول: الردّة في عهد الرسول عليه الصلاة والسلام، فقد حصلت الردّة الفردية في عهد النبي عليه الصلاة والسلام، وهي عندما ارتد الحارث بن قيس، وطائفة معه، وعبد الله بن أبي سرج، وقد عاد هذا إلى الإسلام عام الفتح. وحدثت الردة الجماعية، عند ظهور الأسود العنسي المتنبي، وأتباعُ مسيلمة الذي كتب للرسول عليه الصلاة والسلام كتاباً أثبت لنفسه فيه الرسالة، وبعث به اثنين من قومه فَسألهما الرسول عليه الصلاة والسلام عن رأيهما في مسيلمة فقالا: نقول كما قال، فقال:أما والله ولولا أن الرسل لا تقتل لقتلتكما.
الثاني: الردّة في عهد أبي بكر الصديق: لقد حصلت في عهد أبي بكر رضي الله عنه ردّة جماعية عظيمة ذات قيادة، وأعدادٌ هائلة مقاتلة، حيث لم يبقَ في الجزيرة العربية على الإسلام إلا أهل الحرمين والطائف مع ما نجم من النفاق في المدينة وما حولها. فهناك من العرب من تنبأ والتف حوله كثير من الاتباع، وقاتلوه تحت رايته، وكانت هذه الردّة الحقيقة.
وعلى هذا فإن إطلاق الردّة على هؤلاء من باب التغليب. فقد وقف الصديق رضي الله عنه من المرتدين من موقفاً، لذا فقد كانت نتيجة القضاء على شوكة المرتدين وإنهاء الردّة بعد جهودٍ شاقة. وقد حقق الله للمسلمين من ينهي الردّة ويقضي على المرتدين، مثل أبي بكر في كل مكانٍ وزمان.