ما هي أقسام الناس في الخشوع في الصلاة؟

اقرأ في هذا المقال


الخشوع في الصلاة:

إنّ الخشوع جاءَ بمعنى لينُ القلب، ورقتهِ، وسُكونه، فإنّ خَشَعَ القَلبُ تَبِعَهُ خشوعُ الجوارح؛ وذلك لأنَّها تابعةٌ له؛ عنِ النُّعمان بن بشير رضِيَ الله عنه؛ أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “ألا وإنَّ في الجسَد مُضْغةً، إذا صَلَحَتْ صَلَح الجسَدُ كلُّه، وإذا فسَدَتْ فسَدَ الجسَدُ كله، ألا وهي القلب”. صحيح البخاري. فقد قال الحسنُ البصري رحمهُ اللهُ تعالى: “الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ”المؤمنون:2.

أقسام الناس في الخشوع في الصلاة:

إنّ الناس يختلفون في الخشوع في الصلاة على حسب حضور قلبِ كل إنسانٍ، وغفلته، وإقباله على صلاته، وإنصراف قلبه عن ربه، والعياذ بالله تعالى، والناس في الخشوع في الصلاة على أقسام خمسة على النحو التالي:

القسم الاول:
إنّ مرتبة الظالم لنفسه المفرط: وهو الذي انتقصَ من وضوئها، وحدودها ومواقيتها وأراكانها.

القسم الثاني:
إن من يحافظ على مواقيت الصلاة، وحدودها، وأركانها الظاهرة، ووضوئها، لكن قد ضيع مجاهدة نفسه في الوسوسة فذهب مع الوساوس والأفكار.
القسم الثالث: وإنّ من حافظ على حدود الصلاة، وأركانها، وجاهد نفسهُ في دفع الوسواس والأفكارِ عن نفسه، فهو مشغولٌ بمجاهدةِ عدوّهِ؛ لئلا يسرقُ صلاته، فهو في صلاة وجهاد.

القسم الرابع:
أنه يجب على من قام إلى الصلاة أنّ يُكمل حقوقها، وأركانها وحدودها وأن يستغرق قلبه مراعاة حدودها وحقوقها؛ لئلا يٌضيعُ شيئاً منها؛ لا بل يكون همهُ كله مصروفٌ إلى إقامتها كما ينبغي على أكمل وجه، وإن تمامها قد استغرق قلبه شأن الصلاة، وعبوديّة ربه تبارك وتعالى فيها.

القسم الخامس:
من إذا قام إلى الصلاة قام إليها كذلك، ولكن مع هذا قد أخذ قلبهُ، ووضعه بين يدي ربه عزّ وجل ناظراً بقلبه إليه مراقباً له، ممتلئاً من محبتهِ وعظمتهِ، كأنه يراهُ ويُشاهدهُ، وقد اضمحلّت تلك الوساوس والحظرات، وارتفعت حُجبها بينه وبين ربه، فهذا بينه وبين غيره في الصلاة أفضل، وأعظم مما بين السماء والأرض وهذا في صلاتهِ مشغولٌ بربه عزّ وجل قريرُ العين به.
إنّ كل من تلك الأقسام لها صفةٌ خاصة، فالقسمُ الأولُ مُعاقب، والثاني محاسبٌ، والثالث مكفرٌ عنه، والقسم الرابع مُثابٌ، والخامس مُقربٌ من ربه؛ وذلك لأن له نصيباً ممن جُعلت قرّة عينه في الصلاةِ، فمن قرّت عينهُ بصلاتهِ في الدنيا، قرّت عينهُ بقربهِ من ربهِ تعالى في الآخرةِ، وقرّت عينهُ أيضاً به في الدنيا، ومن قرّت عينهُ بالله قرّت به كلّ عين، ومن لم تقرّ عينه بالله تعالى تقطعت نفسه على الدنيا حسرات.
إنّ العبد ليَقوى على حضوره في الصلاة، واشتغالهِ فيها بربه عزّ وجل إذا قهرَ شهوتهُ وهواهُ، وإلا فقلبٌ قد قهرتهُ الشهوة، وأسرهُ الهوى، ووجد الشيطان فيه مقعداً تمكن فيه، كيف يخلص من الوساوس والأفكار.


شارك المقالة: