ألفاظ القنوت الواردة عن السلف:
لقد ورد عن السلف من الصحابة والتابعين ألفاظ مختلفة للقنوت في الوتر ومنها عدةُ ألفاظ وهي:
اللفظ الأول: عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنهُ قنت بعد الركوع، فقال: اللهم إنا نستعينك ونستغفرك ونثني عليك ولا نكفرك ونؤمن بك ونخلع ونترك من يفجرك. اللهم إياك نعبد ولك نصلي ونسجد وإليك نسعى ونسجد ونرجوا رحمتك ونخاف عذابك إن عذابك بالكفار مُلحق.
اللهم عذب الكفرة وألف في قلوبهم الرعب وخالف بين كلمتهم وأنزل عليهم رجسك وعذابك. اللهم عذب كفرة أهل الكتاب الذين يصدون عن سبيلك ويكذبون رسلك ويقاتلون أولياءك.
اللهم اغفر للمؤمنين والمؤمنات والمسلمين والمسلمات وأصلح ذاتَ بينهم وألف بين قلوبهم واجعل في قلوبهم واجعل في قلوبهم الإيمان والحكمة وثبتهم على ملة رسولك وأوزعهم أن يوفوا بعهدك الذي عاهتهم عليه وانصرهم على عدوك وعدوهم إله الحق واجعلنا منهم.
اللفظ الثاني: فعن ابن عباس رضي الله عنه، أنه كان يقول في قُنوت الوتر: لك الحمد ملء السموات السبع وملء الأرضين السبع وملء ما بينهما من شيء بعد أهل الثناء والمجد أحق ما قال العبد وكلنا لك عبد، لا مانع لما أعطيت ولا مُعطي لما منعت ولا ينفعُ ذا الجدذ منك الجدّ.
اللفظ الثالث: عن الحسن بن علي رضي الله عنه، أنه كان يدعو في وترِهِ: اللهم إنك ترى ولا تُرى وأنت في المنظر الأعلى، وأن لك الآخرة والأولى وإن إليك الرّجعي، وإنا نعوذ بك أن نذل ونُخزى.
اللفظ الرابع: إن الجمعُ بين ما جاء عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه: اللهم إنّا نستعينك إلى قوله: إن عذابك بالكفار مُلحق. وما جاء في حديث الحسن بن علي رضي الله عنه: اللهم اهدني فيمن هديت، إلى قوله: تباركت وتعاليت. وما جاء في حديث علي بن أبي طالب رضي الله عنه: اللهم إنّي أعوذ برضاك من سخطك، إلى قوله: كما أثنيت على نفسك.
اللفظ الخامس: الجمعُ بين ما جاء في حديث الحسن بن علي رضي الله عنه: اللهم اهدني فيمن هديث، إلى قوله: تباركت وتعاليت. وما جاء عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه: اللهم إنا نستعينك ونستغفرك إلى قوله: وانصرهم على عدوك وعدوهم إله الحق واجعلنا منهم.
اللفظ السادس: عن وهب بن مُنبّه أنه إذا قام في الوتر قال: اللهم ربنا لك الحمد الدائم السرمد، حمداً لا يُحصيه العدد ولا يقطعهُ الأبد، كما ينبغي لك أن تُحمد وكما أنت له أهل وكما هو لك علينا حق.
اللفظ السابع: وعن أيوب السختياني أنه كا يُصلي بهم التطوع في رمضان، وكان من دعائه: اللهم أسألك الإيمان وحقائقهُ ووثائقهُ، وكريم ما امتننت به الأخلاق والأعمال التي نالوا بها منك حُسن الثواب، اللهم اجعلني ممن يتقيك ويخافك ويستحييك ويرجوك، اللهم استرنا بالعافية.
اللفظ الثامن: عن أيوب السختياني أنه كان يدعو في القنوت يقول: اللهم عذّب الكفرة الذين يصدون عن سبيلك ويكذّبون رسلك. اللهم ألق في قلوبهم الرعب وخالف بين كلمتهم، وأنزل عليهم رجزك وعذابك وزدهم رُعباً على رعبهم.
اللهم اغفر للمؤمنين والمؤمنات والمسلمين والمُسلمات، وأصلح ذات بينهم وألّف بين قلوبهم واجعل قلوبهم واجعل قلوبهم على قلوب أخيارهم، وأوزعهم أن يشكروا نعمتك التي أنعمت عليهم وأن يُوفوا بعهدك الذي عاهدتهم عليه، وانصرهم على عدوّك وعدوهم إله الحق.
اللهم إياك نعبدُ ولك نُصلي ونسجدُ وإليك نسعى ونسجد نرجوا رحمتك ونخاف عذابك الجد إنّ عذابك بالكافرين مُلحق. اللهم استعملنا بسنة نبينا وتوفّنا على ملتهِ، وأوزعنا بهدية وارزقنا مرافقته، وعرّفنا وجهه في رضوانك والجنة. اللهم خُذ بنا سبيله وسنتهُ، نعوذ بك أن نخالف سبيله وسنته. اللهم أقر عينيه بتبعتهِ من أمته، واجعلنا منهم. الله أوردنا حوضه واسقنا مشرباً رويّاً لا نظماً بعده أبداً.
اللهم ألحقنا بنبينا غير خزايا ولا نادمين، ولا خارجين ولا فاسقين، ولا مبدلين ولا مُرتابين، مع الذي أنعمت عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحُسن أولئك رفيقاً، ذلك الفضل من الله وكفى بالله عليما. اللهم أفضل به علينا.
اللهم آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار، ربنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا ربنا ولا تحمل علينا إصراً كما حملته على الذين من قبلنا، ربنا ولا تحمّلنا ما لا طاقة لنا به وأعف عنا واغفر لنا وارحمنا، أنت مولانا فانصرنا على القوم الكافرين.
ربنا وأوزعنا أن نشكر نعمتك التي أنعمت علينا وعلى من ولدنا، وأن نعمل صالحاً ترضاه وأدخلنا برحمتك في عبادك الصالحين.